نشأت الديهى: حياد الإعلامى تجاه القضايا الوطنية خيانة.. الجمهور فى حاجة إلى الإرشاد والتوعية

كتب: هدى سعد

نشأت الديهى: حياد الإعلامى تجاه القضايا الوطنية خيانة.. الجمهور فى حاجة إلى الإرشاد والتوعية

نشأت الديهى: حياد الإعلامى تجاه القضايا الوطنية خيانة.. الجمهور فى حاجة إلى الإرشاد والتوعية

قال المذيع نشأت الديهى، مقدم برنامج «بالورقة والقلم»، الُمذاع على فضائية «ten»، إن المشهد الإعلامى بات فى حاجة إلى وزير لينظم شئونه، كما يرى أن الحكومة بذلت جهوداً جبارة فى الفترة الماضية، ولكن لديها مشكلة فى توضيح وجهات نظرها للمواطنين.

«نشأت»، فى حواره لـ«الوطن»، تحدث عن أزمات القنوات الخاصة، كما استعرض وجهة نظره حول التزام الحياد بوجه عام فى أثناء طرح القضايا فى البرامج التليفزيونية، إلى جانب موقفه من عرض موضوعات شائكة مثل المثليين وخلافه على الهواء، والكثير من التفاصيل فى سياق السطور التالية.

بداية.. حدثنا عن تجربتك فى برنامج «بالورقة والقلم» المذاع على قناة «ten».

- أعمل مع زميلى عمرو عبدالحميد، مدير القناة، بشكل متعاون ومتناغم إدارياً، ولدينا هدف نريد تحقيقه، فنحن نرى أن الإعلام سلاح يجب أن يكون فى يد الدولة، وليس سلاحاً مسلطاً على رقبتها.

{long_qoute_1}

هل الأهم بالنسبة لك إرضاء المشاهد أم إرضاء الدولة؟

- هدفى الأساسى هو المشاهد، لأنه فى حاجة إلى الوعى والإرشاد، ولا أقصد بذلك توجيهه، لأنه فى الخارج يُتخذ الإعلام كوسيلة لتعبئة الأمة، وتغيير أذواقها، وأمريكا تقوم بصناعة رئيس خلال عام عن طريق الإعلام، والعالم الخارجى يستخدم الإعلام كأحد أسلحة الجيوش والمخابرات، ولكنى أرى أن الحياد حيال القضايا الوطنية خيانة، كيف أكون محايداً بين الحق والباطل؟ وكيف أكون محايداً بين الخير والشر؟ وكيف أكون محايداً بين بلدى والخائن؟!

ألا يقلقك وصف رواد السوشيال ميديا لك بـ«المطبلاتى»؟

- «هطبل للبلد.. ومن يصفنى بذلك بينه وبينى خصومة وطنية دون شك، ولكن السؤال بطبل إزاى؟»، أنا لم أقل إن «السيسى» نبى، وجميعنا يخطئ، ولكن الحق لا يُعرف بالرجال، وإنما بالمواقف والأفعال، الإخوان ليلاً ونهاراً، ومنهم معتز مطر، يهاجموننى يومياً على الهواء، ولكن لا يفرق معى ذلك نهائياً، والإعلام الوطنى يجب أن يتحول إلى كتيبة من الجنود، لأننا نُحارب من الخارج والداخل.

هل يمكن أن الإعلام سبباً فى إشعال الأزمات؟

- يجب أن يكون لدى إحساس فى بعض المناطق عند مناقشتها، على سبيل المثال «سد النهضة»، فماذا سيستفيد المفاوض المصرى عندما أشعل الأزمة أكثر؟ الإعلام المصرى الخاص ارتكب عدداً كبيراً من الخطايا لا تغتفر فى حق الدولة، وجعل الدولة تتورط فى مشكلات دولية، كقضيتى «ريجينى وسد النهضة»، فضلاً عن إضراره بعلاقاتنا مع بعض الدول، وكاد أن يسمم العلاقات بيننا وبين الجزائر والمغرب، الإعلام عندما يغيب وعيه يُدخل الدولة فى مشكلات، وعلى المستوى الشخصى أنا أمتنع عن الخوض فى أعراض الناس، أو تناول أمور غير موثقة. {left_qoute_1}

ما الفرق بين العمل فى «ماسبيرو» والفضائيات الخاصة؟

- «ماسبيرو» يمتلك إمكانات مادية وبشرية تفوق الفضائيات العربية مجتمعة، فهو لا يبحث عن الإثارة، ويلتزم بالقواعد المهنية الحقيقية، ويقدم وجبة متكاملة دون ضجيج، ومشكلة الفضائيات الخاصة تكمن فى احتياجها الدائم للنجم، وهناك العديد من الأسماء اللامعة تتقاضى الملايين فى الفضائيات، ولكنهم لا يقدمون محتوى ثرياً، و«ماسبيرو» لا يباع ولا يشترى، والعاملون به يعملون مجاناً، ولكنهم محبون لعملهم وبلدهم، وللأسف هذا المبنى تعرّض لمؤامرة بعد 25 يناير، تمحورت فى حرمانه من الإعلانات، والحرب الموجهة ضد «ماسبيرو» واضحة، ولكنه قادر على المنافسة بقنوات مثل «النيل الدولية»، علاوة على الإذاعات الموجهة، فهى قوة مصر الناعمة، وهناك خطط تطوير وتحديث للمبنى، وأدعو المشاهد للعودة إلى المهنية والموضوعية.

ما تقييمك للإعلام المصرى؟

- إعلامنا يمر بفترة ارتباك شديدة، ولم يتخطَّ مرحلة المراهقة الإعلامية، والكل يحاول إبراز مفاتنه الإعلامية من خلال التسريبات والتسجيلات، وأحياناً لا يكون الهدف منها تحقيق السبق، يقلقنى خدمة أغراض ومؤسسات ودول وشخصيات ليسوا مع الدولة المصرية، الكارثة إذا استمر إعلامنا محكوماً بتصرفات أصحاب رؤوس الأموال، سيتحول الإعلامى إلى خادم عندهم وذليل، بالإضافة إلى العديد من المرتزقة، فهناك واحدة تتاجر بالجن والعفاريت، فهم يشوهون المشهد الإعلامى، الذى بات يحتاج إلى فلترة، وكل هذا فى يد المجلس الأعلى للإعلام بقيادة مكرم محمد أحمد.

لا بد من إعادة منصب وزير الدولة لشئون الإعلام كـ«مايسترو» لضبط المشهد الإعلامى، الذى يحتاج إلى جراحة عاجلة وعملية قلب مفتوح وبتر أطراف فاسدة، لدينا فوضى لأن من يملك وسائل الإعلام لهم أغراض.

هل أنت مع وضع الدولة ضوابط للإعلام؟

- بالطبع، ولكن بشرط ألا تسيطر الدولة المصرية على الإعلام، فالتدخل غير مطلوب، ولا يحدث فى أى مكان، وللعلم نحن موسومون فى الخارج بالتضييق على الإعلام، وعدم وجود الرأى الآخر.

ما رأيك فى طرح الإعلاميين لقضايا الشواذ والمثليين واستضافتهم على الهواء؟

- أرفض نموذج إعلام ريهام سعيد، واستضافة الشواذ على القناة، والفضائح والقضايا المثيرة وكل ما هو غريب وغير طبيعى لأنها لا تتناسب مع أهلنا، فـ«قلة الأدب سهلة»، والمعارضة والسباب لا يوجد أسهل منها.

هل يؤثر عرض هذه القضايا على صورة مصر فى الخارج؟

- صورة مصر فى الخارج حالياً لا تشغلنى، بالقدر الذى أخشى به على أولادنا من التقليد.

{long_qoute_2}

هل هناك إعلاميون محسوبون على الرئاسة؟

- الرئيس ليس له إعلاميون، ومن يدّعى أنه إعلامى الرئيس فهو مخطئ، الرئيس على مسافة واحدة من الجميع.

لماذا تطالب طوال الوقت الجهات المسئولة بمراقبة «فيس بوك»؟

- الحرية الشخصية مطلوبة، ولم أطالب بمراقبة أحد، ولكن هناك العديد من الصفحات المحرضة والتى لا يجب السكوت عليها، وحديثى عن أهل الشر المحرضين على القتل، فلا بد من وجود اختلاف وتنوع فى وجهات النظر.

هل أسهم الإعلام المصرى فى إفساد الذوق العام للمواطنين؟

- ليس الإعلام وحده من أفسد الذوق العام، ولكن الدراما والسينما المصرية أسهمتا فى ذلك، لعرضهما أسوأ ما فى المجتمع المصرى، وأسوأ ما فى العمل العام الاستناد إلى مقولة: «الجمهور عاوز كدة»، فيجب علينا خلق وعى الجمهور وتغيير ذوقه للأرقى.

كيف تحقق نسب المشاهدة؟ وهل تعد مقياساً لنجاح الفضائيات؟

- هدفى إفادة المشاهدين مع الحفاظ على القواعد المهنية، وأراهن دائماً على وعى الناس وفقاً لأدواتنا، وأزعم أننا نمتلك أدوات، وزميلى عمرو عبدالحميد، مدير القناة، مهنى من الطراز الأول، عمل فى روسيا و«الجزيرة» منذ 10 سنوات، وحافظ على المهنية، ولم يغادر قناة واحدة بمشكلة.

ماذا عن الهيئة الوطنية للإعلام والمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام؟

- جاءوا فى أصعب فترات مصر، وبدأوا فى ترسيخ قواعد المنطق.

لماذا وصفت الحكومة المصرية بـ«نصف لسان»؟

- لأنها تقوم بعمل حقيقى جبار، لكنها لا تستطيع توضيح وجهة نظرها للناس، وأرى أنها حققت إنجازات جبارة فى الفترة الماضية، ولكنها تحتاج إلى تسويقها للمواطنين.


مواضيع متعلقة