إيمان الحصرى: الإعلام المصرى «ظالم ومظلوم» و«التوك شو» خسر جماهيريته بسبب السياسة

كتب: محمد ضاحى

إيمان الحصرى: الإعلام المصرى «ظالم ومظلوم» و«التوك شو» خسر جماهيريته بسبب السياسة

إيمان الحصرى: الإعلام المصرى «ظالم ومظلوم» و«التوك شو» خسر جماهيريته بسبب السياسة

تتمتع بهدوء واتزان وثقافة جعلتها تسبق الكثير من أبناء جيلها، تفضل أن تطلق على نفسها «مذيعة» وليس «إعلامية»، عرفها الكثير من المشاهدين منذ عملها فى التليفزيون المصرى، كمراسلة لقناة النيل للأخبار، نتحدث عن إيمان الحصرى التى انضمت مؤخراً لقنوات «dmc» بعد مشوار ملىء بالنجاحات على الساحة الإعلامية، ما جعل البعض يطلق عليها مذيعة «المحافل الدولية». «الوطن» التقت المذيعة إيمان الحصرى، التى تحدثت عن كواليس انضمامها إلى قنوات «dmc»، وتقديمها برنامجها «مساء dmc» مع الإعلامى أسامة كمال، فضلاً عن رأيها فيما آلت إليه الساحة الإعلامية، وموقفها من برامج المنوعات التى طغت على «التوك شو»، والأزمة التى يعانى منها التليفزيون فى الوقت الراهن، باعتبارها من أبنائه، بالإضافة إلى تجربتها المهنية فى عدد من القنوات الفضائية، وإلى نص الحوار.

■ لماذا اخترتِ العمل فى «dmc» بعد انتهاء عقدك مع قناة المحور؟

- كان من الواضح قبل خروج شبكة قنوات dmc إلى النور أنها تجربة مهمة، فكل الدلائل كانت تشير إلى ذلك، لأن جميع القائمين عليها أسماء لديها خبرة وباع طويل فى مجال العمل الإعلامى، وقد طلبوا منى أن أكون واحدة من كتيبة العمل بهذه القناة، ولاحظت من خلال حديثهم معى أنهم لديهم حرص واهتمام شديد بأن يقدموا تجربة إعلامية محترمة، فى شكل قناة جديدة أو مجموعة قنوات تقدم إعلاماً هادفاً ومحترماً تتوافر له كل الإمكانيات، سواء كانت تقنية أو إعلامية أو مادية، تتمثل فى الإنتاج الذى يجعله ينجح وينافس بقوة، ليكون رقم واحد، وبالعقل والمنطق وجدت أنها الفرصة الأنسب والأفضل والأكثر جاذبية بين العروض التى تلقيتها.

■ ما الذى يتميز به برنامجك «مساء dmc» عن غيره من برامج التوك شو؟

- فى «مساء dmc» نحاول دائماً أن نكون مختلفين، بما نناقشه ونطرحه من قضايا نقدم من خلالها معلومة صحيحة وخدمة إعلامية محترمة للناس، ونحاول أن نكون موضوعيين بقدر الإمكان، فلا نوجه المشاهد إلى رأى أو وجهة نظر، ونترك له الحرية الكاملة، ودورنا هو تقديم المعلومة والفكرة والموضوع والتقرير والضيف، ونعرضها بكل جوانبها على المشاهد.

■ تقدمين حلقات منفردة من مساء dmc.. هل كان ذلك برغبة الإدارة؟

- نعم.. ووجهة نظر الجميع أن يخرج البرنامج هكذا، وليس وجهة نظر شخص معين، والجميع اتفق أن يكون شكل البرنامج هكذا.. والجميع ارتضى ذلك.

■ أيهما تفضلينه؟ أن يقدم الإعلامى برنامجه منفرداً.. أم مع مذيع آخر؟

- هذه التجربة تم تنفيذها كثيراً، ولكن لا أعتقد أنها كانت الأنجح، وأرى أنه عندما يظهر المذيع بمفرده على الهواء، يكون أقدر على توصيل وجهة النظر إلى المشاهد، وعملنا على فكرة الظهور الثنائى لفترة طويلة، ومع الوقت اتضح أن وجود مذيع وحده هو الأفضل. {left_qoute_1}

■ تنقلتِ فى الكثير من القنوات الفضائية.. ما السبب وراء ذلك؟

- بكل صراحة، أنا لا تشغلنى الأمور المادية مطلقاً، فمن الممكن أن تحقق من خلالها مكسباً لفترة قليلة، وبعد ذلك تجد نفسك واقعاً فى براثن الفشل، وهو ما أكرهه، فكل ما يهمنى أن أحافظ على نجاحى واسمى، أما فكرة النجومية فهى بعيدة تماماً عن تفكيرى، ولا تشغل حيزاً منه، فكل ما يهمنى الحفاظ على المستوى الذى وصلت إليه، أنا أعمل مذيعة ولست إعلامية، المقابل المادى ليس الشىء الوحيد أو الهدف الذى يجعلنى أقبل عرضاً جيداً، ولو كان الأمر كذلك لكنت وافقت على عروض أكبر من الناحية المادية، تلقيتها من قنوات عربية، أنا أدرس العروض التى أتلقاها جيداً، وأنظر إليها من جميع جوانبها، وما يهمنى هو أن أشعر أننى موجودة فى قناة توفر المناخ والإمكانيات التى تقدم مشروعاً إعلامياً محترماً، وهو ما وجدته فى قنوات dmc، ولذلك لم أتردد لحظة واحدة فى أن أكون واحدة من كتيبتها وأتشرف بذلك.

■ الكثير من الإحصائيات تؤكد أن المشاهد انصرف عن متابعة برامج «التوك شو».. ما الأسباب؟

- السنوات الست الماضية كانت مليئة بالأحداث والأخبار السلبية، ما جعل الجمهور يشعر بوجود من ينظر إليه طوال الوقت، فالناس ملّت من هذه البرامج وما تقدمه، وبدأوا فى الانصراف عنها تدريجياً إلى برامج أخرى ترفّه عنهم مثل الدراما والبرامج الفنية والمنوعات، وهو أمر طبيعى بعد ست سنوات وأكثر من أحداث جذرية، وزخم سياسى كبير.

■ هل ترين أن البرامج الفنية والمنوعات حلت مكان «التوك شو»؟

- لا أستطيع أن أقول ذلك، ولا يمكن لنوعية معينة من البرامج أن تقضى على أخرى.

■ يتعرض الإعلام المصرى لانتقادات حادة.. فهل ترين أنه ظالم أم مظلوم؟

- بالفعل يحدث ذلك، وأرى أن الإعلام المصرى «ظالم ومظلوم» فى نفس الوقت، ولكننى لا أستطيع الحكم على مهنة أعمل بها، ولا يمكن لى أن أقول رأياً فى زملائى، جميعهم أساتذة وكبار، ولكن الفكرة تكمن فى أننا تأثرنا بما حدث فى السنوات الست الماضية، فنحن نتحدث عن ثورتين وحروب دائرة فى سيناء، ونظام سقط وآخر قام، وتغيرات جذرية تحتاج لسنوات طويلة، ولكنها حدثت فى ست سنوات فقط، وأربكت المشهد كله، والكل أصبح يعانى من ويلات ما حدث، وفى النهاية الوضع يصحح نفسه بنفسه، ومن المؤكد أننا لن نستمر فى هذا الوضع كثيراً، والإعلام سيقوم بدوره المنوط به، والمواطن سيعرف كيف تكون حياته، وكل فرد فى هذا المجتمع حدث له شىء ما سيعود إلى طبيعته ويمارس حياته كما يجب، فهى مسألة وقت لا أكثر.

■ هل ترين أن صدور قانون الإعلام الموحد وإنشاء المجلس الوطنى للإعلام ونقابة الإعلاميين ساهم فى انضباط الأداء الإعلامى؟

- بالتأكيد، الفترة المقبلة ستشهد تغيرات كثيرة، وكل جهة ستقوم بدورها، وقد صدرت قرارات من جانب المجلس الوطنى للإعلام فى الأيام الماضية، ولكننا ننتظر منهم المزيد، خصوصاً أن تلك الهيئات تم إنشاؤها من أجل ضبط المشهد بأكمله.

■ كيف ترين «ماسبيرو» حالياً بعد تشكيل الهيئة الوطنية الإعلام؟

- الكثير من الإعلاميين الذين ينتمون إلى ماسبيرو غير راضين عن أوضاعه، وأنا أعتبره بيتى أو وطنى الذى تربيت وتعلمت فيه، وشهد أول مرحلة فى حياتى المهنية، فأنا أحببته كثيراً، وكان العمل به حلماً، وهو يحتاج إلى أشياء كثيرة حتى يفيق من كبوته، ويا رب يعود كما كان رائداً وأفضل من السابق، وأعتقد أن هناك نية قوية جداً لدى صانعى القرار، أن يعود ماسبيرو لسابق عهده.

■ حدثينا عن فترة عملك كمراسلة فى الأراضى الفلسطينية ودارفور، وكيف انعكست على عملك الإعلامى.

- بالفعل كنت مراسلة لقناة النيل للأخبار فى الأراضى الفلسطينية المحتلة، أما دارفور فقد ذهبت إليها من أجل عمل فيلم وثائقى بعنوان «الطريق إلى دارفور»، وأعتبرهما من أهم التجارب فى حياتى العملية والمهنية والإنسانية، واستفدت منها على جميع الأصعدة، وقرأت كثيراً طوال حياتى عن القضية الفلسطينية والمحتل الصهيونى وطريقة تعامله مع أهلنا فى فلسطين، وكل ما قرأته لا يساوى يوماً واحداً قضيته هناك، فأنا عشت القضية الفلسطينية خلال الفترة التى قضيتها هناك، وعلى الصعيد الإنسانى كانت أكثر الأراضى التى أحببتها.

■ ما ذكرياتك التى لا تُنسى فى تلك الفترة؟

- ما زلت أحتفظ بصداقات كوّنتها فى تلك الفترة، ولى أصدقاء كثيرون هناك، وأتذكر أشياء لا يمكن أن تسقط من ذاكرتى، فقد واجهت صعوبات عديدة خلال عملى هناك، أتذكر أول قنبلة غاز رأيتها ولم أكن معتادة على مواجهتها، ولم أتدرب فعلياً على مواجهة مثل تلك الظروف، وكانت التجربة هى الأولى لى، وأتذكر أن الخوف كان يصاحبنى أينما ذهبت، لأننى لم أكن أعرف ما الذى سيحدث، وكان الوضع فى البداية صعباً، ولكن مع مرور الوقت تأقلمت مع طبيعة العمل، وأصبحت الحقيبة التى أحملها وكأنها مستشفى متنقل، تحتوى فى طياتها أشياء لمواجهة أى عارض يحدث، وحدث نوع من الألفة بينى وبين كل شىء على هذه الأرض، بدءاً من البشر ومروراً بالقنابل المسيلة للدموع.

■ ما أصعب تجربة مهنية فى حياتك منذ عملك فى الإعلام؟

- أعتبر فترة عملى فى الأراضى الفلسطينية هى الأصعب، فقد كنا نقف على المعابر بالساعات ونعانى الأمرّين، ورأيت معاناة الشعب الفلسطينى على المعابر والحواجز الإسرائيلية، فقد عشت ذلك كثيراً وبشكل يومى، فعندما كنت أريد الانتقال من مكان لآخر، كنت أنتظر فى أوقات كثيرة لمدة تصل لثمانى ساعات رغم أننا صحفيون ولدينا تصاريح من الأمن تتيح لنا التحرك فى أى مكان، وقد رأيت المعاناة الإنسانية وعشتها مع الشعب الفلسطينى الذى كان يذيقه المحتل كل أصناف العذاب والهوان، وقبل أن أسافر كنت أعتبر هذه القضية قضيتى، لذلك قررت السفر إلى هناك رغم المخاطرة، حتى أرى كل ما قرأته على أرض الواقع.

■ كيف تقيّمين تجربتك فى برنامج «90 دقيقة» على قناة المحور؟

- أعتبر أن تجربة «المحور» هى الأهم، فالجمهور تعرف علىّ أكثر من خلالها، وعندما أتحدث عن قناة عملت فيها، لا أحب أن أنسب النجاح لنفسى، ففى كل تجربة كان خلفى فريق يعمل ويبذل جهداً، وكان يعمل معى فى «90 دقيقة» فريق عمل مجتهد من الصحفيين، قدموا أفكاراً جديدة واستضافوا أشخاصاً مهمين، إلى جانب المراسلين، فأفتخر بكل زملائى الذين عملت معهم فى «المحور»، وأوجه لهم جزيل الشكر.

■ أطلق عليك البعض مذيعة المحافل الدولية.. ما تأثير هذا اللقب عليكِ؟

- منذ أن بدأت العمل فى مجال الإعلام وأنا لا أهتم بالألقاب والتكريم، وهذا اللقب تحديداً جاء عقب مشاركتى فى المؤتمر الاقتصادى الذى حضره عدد من الملوك والأمراء العرب بالإضافة إلى حضور شخصيات أجنبية، كما قدمت حفل افتتاح قناة السويس الجديدة الذى حضره وفود دولية، وهذه الألقاب منحها لى الكتاب والصحفيون، وأشكرهم عليها كثيراً، وهو أمر يحملنى مسئولية كبيرة.

■ هل الألقاب التى يحصل عليها الإعلامى دليل قوى على نجاحه؟ وكيف تقيسين نجاحك؟

- أولاً، من التقدير الذاتى، وهو أن أشعر أننى راضية عن نفسى بعد الانتهاء من أى حلقة أو موضوع، ولا بد من معرفة كم الجهد المبذول ومدى كفايته، حتى يخرج بشكل لائق، وهل وصلت المعلومة إلى المشاهد، وهل اخترت الضيف المناسب أم لا، والأمر المهم والمباشر هو تفاعل الجمهور معك، ولا يمكن للسوشيال ميديا أن تحل مكانهم، وردود فعل الناس المباشرة معك هى التى تجعلك تقيّم نفسك بشكل صحيح، وهى أصدق وأفضل مقياس لنجاحك، وتعلم من خلاله هل تسير بشكل صحيح أم لا.

■ ما أكثر برنامج «توك شو» تحرصين على متابعته؟ ومن هو الإعلامى المفضل لديك؟

- لا يوجد برنامج بعينه أهتم بمتابعته.. وعندما يتوافر لدى وقت أحرص على متابعة كل برامج «التوك شو»، ولكن يجذبنى الإعلامى عمرو أديب، ومن الإعلاميات العظيمة إسعاد يونس التى أحرص على متابعة برنامجها «صاحبة السعادة».

■ هناك عدد كبير من برامج «التوك شو».. هل تشغلك فكرة المنافسة؟

- مسألة المنافسة لا تشغلنى، وأرى أنه من الأفضل أن يركز المذيع فى نفسه، ويضع كل اهتمامه فى تطوير برنامجه، فلا يوجد إعلامى أو مذيع يشبه الآخر، كل شخص مختلف وله لونه وطريقته التى تميزه ومدرسته التى يعمل فيها.


مواضيع متعلقة