القائم بأعمال وزير الإعلام الفلسطينى: نحترم قرارات مصر لحماية أمنها القومى.. وقوة الموقف المصرى دولياً تخدم القضية الفلسطينية

كتب: بهاء الدين عياد

القائم بأعمال وزير الإعلام الفلسطينى: نحترم قرارات مصر لحماية أمنها القومى.. وقوة الموقف المصرى دولياً تخدم القضية الفلسطينية

القائم بأعمال وزير الإعلام الفلسطينى: نحترم قرارات مصر لحماية أمنها القومى.. وقوة الموقف المصرى دولياً تخدم القضية الفلسطينية

قال الدكتور محمود خليفة، القائم بأعمال وزير الإعلام الفلسطينى، إن القيادة الفلسطينية تنطلق من أرضية أن مصر قادرة على أن تلعب دوراً كبيراً فى تقوية الشأن العربى والنسيج الوطنى الفلسطينى، مشدداً على أن قوة مصر تمثل قوة للعرب جميعاً، وأكد فى حواره لـ«الوطن» أن المطلوب من حماس فى هذه المرحلة المهمة هو تمكين حكومة الوفاق الوطنى من القيام بمهامها تجاه المواطن الفلسطينى، مشدداً على عدم وجود تحفظ على التحركات المصرية إزاء غزة والفصائل الفلسطينية، وتابع أنه «ليس لدينا أى تخوفات ونرحب بأى دور عربى يسهم معنا فى تمكين حكومة الوفاق من أداء مهمتها تجاه شعبنا».. وإلى نص الحوار:

تتهم الجامعة العربية دائماً بأن اجتماعاتها تنعقد وتنفض دون جديد، فهل كان هناك جديد فى اجتماعكم الأخير بمقر الجامعة فى ظل استمرار تصعيد الممارسات الإسرائيلية؟

- دعنى أقل إن هناك اتهاماً أو رؤية تجاه العمل العربى المشترك فى غير مكانها، هى بطبيعة الحال أن ما يجرى فى عالمنا العربى ينعكس على كل مجريات الأمور فى الجامعة العربية أو فى التنسيق الدائم على الصعيد الخارجى، ولكن هناك دوماً جديداً فى اجتماعات الجامعة، خاصة فى اللجان المختصة، ولكن دوماً المطلوب متابعة هذه القرارات على الصعيد التنفيذى، بما ينعكس على الأداء العربى فى كافة التفاصيل، وما يجرى من متغيرات تتطلب بذل الجهد من أجل توحيد الرؤية وإعادة القاطرة إلى مسارها الصحيح سواء على الصعيد العالمى أو الإقليمى، لأن ما يجرى فى منطقتنا انعكاس للوضع العالمى الذى يحمل مؤشرات حرب عالمية ثالثة بمعطيات وآليات جديدة، صحيح أنها بعيدة عن الكلاسيكية، ولكن نحن نعيش مرحلة مخاض سيكون له كثير من النتائج على العالم العربى، ويتطلب منا التفكير بعمق وجدية فى مختلف القضايا التى نعيشها، والمطلوب أن نفكر معاً فى كيفية الخروج من هذه الأزمات بعمل وجهد عربى مشترك يحافظ على الوضع العربى.

{long_qoute_1}

ما مطالب فلسطين من الجامعة العربية فى هذه المرحلة؟

- هناك استفراد إسرائيلى بالشعب الفلسطينى، واستفراد بالمؤسسات الفلسطينية، وسباق محموم لتثبيت وقائع إحلالية يقوم بها الاحتلال على الأرض، سواء من خلال الاستعمار الذى ازدادت وتيرته الفترة الأخيرة، على أساس أن العالم العربى منشغل بالكثير من القضايا الجانبية، وأعتقد أن التنسيق العربى المشترك، الذى بذلته الوفود العربية فى كل مجال بالتشاور الدائم مع الجانب الفلسطينى حقق الكثير من الإنجازات على الصعيد الدولى، ولكن لا بد أن تكون هناك متابعة لهذه القضايا والقرارات الدولية لكى تؤتى ثمارها فى لجم الممارسات الإسرائيلية، وهذا ما نحرص على طرحه بشكل كامل فى الجامعة العربية، ونحن بحاجة إلى الجهد العربى المشترك، وإلى وسائل الإعلام العربية فى إسناد التغطية الإعلامية التى تبذلها وسائل الإعلام الفلسطينية بمختلف اتجاهاتها وتوجهاتها واهتماماتها، سواء على الصعيد المرئى أو المسموع أو الإلكترونى، وهو ما يتطلب رؤية لعمل مشترك على الصعيد الدولى وتنفيذاً للقرارات التى سبق أن اتخذتها الجامعة وقطاع الإعلام والاتصال على الصعيد الدولى، وهناك مجموعة من القضايا المشتركة مع الجامعة العربية فيما يتعلق بالقدس، ولم تبخل الجامعة ولا الدول الأعضاء بالفعل على هذا الصعيد، وفى إطار الحراك المشترك نريد أن نبقى جذوة الاهتمام مشتعلة أكثر وأكثر، وكما تعلم هناك مجموعة من القرارات اتخذتها اليونيسكو فى الفترة الأخيرة تحتاج إلى متابعة عربية فى هذا الجانب، وأكثر من ذلك أعتقد أن المرحلة الراهنة والمقبلة تتطلب حضوراً إعلامياً عربياً فيما يتعلق بالشأن الفلسطينى، سواء من خلال تسليط الضوء على الممارسات الإسرائيلية، أو من خلال حضور الوفود الإعلامية العربية للتغطية المباشرة من الأراضى الفلسطينية، ومتابعة الحراك الدولى والأمريكى الراهن فيما سمى بـ«صفقة لإيجاد حل» والتسوية التى لا يرى منها الفلسطينى سوى ممارسات إسرائيلية تزداد تطرفاً أكثر وأكثر، ودعنى أقل إن ما نريده ليس مجرد قرارات أو رؤى ومسميات، ولكن على مدى أكثر من قرن من الزمن والفلسطينى يدفع من دمه ومن لحمه للحفاظ على المقدسات الإسلامية العربية وللصمود فى الأراضى الفلسطينية، وهذا واجب ارتضاه لنفسه وبذل الجهد المتواصل وآن الأوان لتحقيق العدالة بإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس وانسلاخ الاحتلال، وأقولها بمعنى الكلمة، وغروبه عن الأرض الفلسطينية ليعيش الفلسطينى حياته وينظر لمستقبله ويمارس دوره الطبيعى كعضو فاعل فى المجتمع الدولى، وفى هذا الإطار نحن فى حاجة إلى الإسناد العربى. {left_qoute_1}

وهل الواقع العربى بالفعل يمكنه مساندة الحالة الفلسطينية؟

- نعم بكل تأكيد، يجب أن نؤمن أننا كأمة عربية قادرون على التأثير، ويجب ألا نستخف بما لدينا من إمكانيات، العالم بالتأكيد يقرأ لغة المصالح ويقرأ لغة التأثير، ونحن قادرون ولدينا الإمكانيات كعرب على التأثير، وللعالم الكثير من مصالحه فى منطقتنا ولدينا الكثير من عوامل التأثير الاقتصادية والسياسية، ويجب أن نستفيد من هذه العوامل بشكل كبير فى نصرة القضية الفلسطينية.

ماذا عن نتائج زيارة الرئيس الفلسطينى مؤخراً للقاهرة؟ وكيف تقيمون الحراك الأمريكى والدولى الراهن؟

- علينا أن نقرأ الخارطة بالشكل الصحيح، هناك متغيرات دولية والرؤية السياسية الأمريكية تغيرت، ولم تعد كسابق عهدها، فهناك رئيس جديد برؤية جديدة، وفى هذا الإطار علينا أن نبحث عن عوامل القوة العربية التى تكمن فى تأثير مصر كدولة محورية وواحدة من عوامل القوة العربية، وكلما كان الوضع المصرى قوياً كان الوضع العربى قوياً، وكلما كان تأثير مصر على الصعيد الدولى قوياً كان التأثير العربى على الصعيد الدولى قوياً، ولذلك دأبت القيادة الفلسطينية وبشكل كبير على استشارة الإخوة فى مصر والقيادة المصرية فى مجالات التحرك المختلفة.

نحن نتحدث الآن عن رؤية أمريكية جديدة بدأت بعض معالمها بالوضوح، ولا نقول إنها أصبحت واضحة، فلا تزال الرؤية الأمريكية فى هذا الإطار تحدد ملامحها للمرحلة المقبلة، حيث أصبح هناك هدف وهو أن هذه المسألة يجب أن تنتهى بحل عادل، ما هى معالم هذا الحل العادل هذا هو ما نسعى جميعاً لوضع معالمه مع القيادة الأمريكية.

ونحن لدينا كعرب ما يمكننا من توضيح المعالم التى تساهم فى إحقاق الحق والحفاظ على المقدسات العربية والإسلامية والمسيحية فى الأراضى الفلسطينية، فى إطار التنسيق والتشاور، ومن هنا يحرص الرئيس أبومازن على التشاور مع الرئيس عبدالفتاح السيسى لما يحظى به من قوة واحترام بالنسبة للقيادة الفلسطينية، ولما تحظى به مصر من تأثير وقدرة على التأثير على الصعيد الدولى، بعلاقاتها مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى وعلى الصعيد الإسرائيلى ومختلف القضايا التى نشاهدها ونلمسها فى العالم مما يجعلها قادرة على المساهمة بشكل كبير فى المصارعة لإيجاد حل واقتناص الفرصة، ولذلك نقول إن المطلوب منا جميعاً التحرك للحفاظ على الرؤية العربية والحق الفلسطينى فى إطار الدفع بالاحتلال الإسرائيلى من الأراضى التى احتلها فى الرابع من يونيو عام 1967، بما فيها القدس.

هل الجانب الفلسطينى يتعامل بإيجابية وتفاعل مع الموقف الأمريكى أم بحذر؟

- هناك حذر بالتأكيد، فنحن نتطلع ونتعامل مع هذا الموقف بإيجابية حذرة، ولذلك نرى أن المسألة أكبر من أن تكون فى الإطار الثنائى، ولكن فى الإطار الثنائى المستند إلى عمقه العربى، والتأثير العربى، بمعنى آخر أن التشاور الدائم مع الأشقاء العرب جميعاً ومع مصر خاصة، يؤدى إلى التفاؤل الذى نريد أن نصل من خلاله لمواجهة هذا الصلف الإسرائيلى الذى يرفض التعاطى مع أى مفهوم عربى أو دولى بشكل إيجابى، ونحن منفتحون وجاهزون كقيادة فلسطينية للتعاطى مع مختلف الأطروحات بإيجابية إذا ما حققت العدالة لشعبنا الفلسطينى.

{long_qoute_2}

ألا ترى أن مسار العلاقات مع مصر يأخذ أكثر من مستوى بعضه يتسم بالانسجام وبعضه يثير تحفظات الجانب الفلسطينى.. مثل التحركات التى تخص «حماس» أو بعض الأطراف فى فتح.. فهل هناك توتر؟

- موقفنا ورأينا فى الشقيقة مصر ودورها واضح وليس فى حاجة إلى تأكيد فيما يتعلق باستعادتها لزمام المبادرة وحماية وضعها الداخلى، فهذا أمر نقف إلى جانب مصر فيه وندعم استعادة الشقيقة مصر لدورها على الصعيد العربى وعلى الصعيد الدولى، وحينما ناقشنا هذا خلال اجتماعات اللجنة المصرية - الفلسطينية المشتركة، كنا نسعى معاً لحماية وتعزيز العلاقات والمصالح الثنائية المشتركة، ومن هنا نؤكد أن العلاقات الفلسطينية المصرية راسخة وثابتة ونعمل دائماً على تطويرها بما يحقق المصالح المشتركة، أما اللقاءات على مستوى القيادتين، التى نعتقد أنها ضرورية ومهمة نرى فيها أنها تعطى لهذه العلاقة بعدها الأقوى على أرضية التشاور المشترك، لمواجهة المخاطر التى تحيط بأمتنا، ونحن ليس لدينا أى تخوفات، ونرحب بأى دور عربى يسهم معنا فى تمكين حكومة الوفاق من أداء مهمتها تجاه شعبنا الذى عانى ولا يزال يعانى الحصار جراء الممارسات الاحتلالية فى الضفة والقطاع، ما يعنى أن المطلوب من حركة حماس هو التراجع وتمكين حكومة الوفاق الوطنى من القيام بمهماتها تجاه المواطن الفلسطينى فى غزة، الذى أُغرق لسنوات طويلة فى عوز القضايا المعيشية اليومية، اللقاء الأخير الذى جمع الرئيس عبدالفتاح السيسى والرئيس محمود عباس كان واضحاً فيما يتعلق بالعلاقات الثنائية الراسخة والمبنية على احترام كل من مصر وفلسطين لهذه العلاقات، واحترام الرئيس السيسى للشرعية الفلسطينية والقرار الفلسطينى، ونحن فى ذلك على ثقة تامة وهذا ما أوضحه الرئيس الفلسطينى مؤخراً، وما سمعه العالم من الرئيس الفلسطينى باحترام القرار المصرى فيما يتعلق بحماية الأمن القومى المصرى، نحن ننطلق من أرضية أن مصر قادرة على أن تلعب دوراً كبيراً فى تقوية الشأن العربى والنسيج الوطنى الفلسطينى.

هل تقصد أن هناك تفهماً فلسطينياً للتحركات المصرية فى إطار دورها لتحقيق المصالحة؟

- بالتأكيد، لا أقول تفهماً فحسب، ولكن نعمل على أن يكون هناك تشاور دائم ومتواصل فى التخفيف عن أهلنا وشعبنا فى غزة والحد من معاناتهم، مع أهمية أن تكون عوامل الوحدة الفلسطينية والقوة الفلسطينية حاضرة فى إطار النسيج السياسى والدفع باتجاه استعادة عوامل القوة الفلسطينية، وبالتأكيد عندما يلتقى الرئيس أبومازن مع الرئيس عبدالفتاح السيسى ويجرى التشاور فى الكثير من القضايا هى فى إطار الحفاظ على إبقاء هذه الحالة من التنسيق، ويجرى الحديث بصراحة مطلقة فيما يتعلق بالهموم العربية والهم الفلسطينى، الذى هو جزء من الوجع العربى، الذى تنظر إليه مصر بعين ثاقبة وتسعى لتوحيد وتقوية الوضع العربى.


مواضيع متعلقة