خبراء: مصر تعانى غياب «الإعلام الوطنى» وقضايا المجتمع غير مطروحة على أجندات الفضائيات

كتب: علاء الجعودى

خبراء: مصر تعانى غياب «الإعلام الوطنى» وقضايا المجتمع غير مطروحة على أجندات الفضائيات

خبراء: مصر تعانى غياب «الإعلام الوطنى» وقضايا المجتمع غير مطروحة على أجندات الفضائيات

أكد خبراء الإعلام أن الإعلام المصرى يعانى من مشكلات كثيرة أبرزها غياب المهنية فى تناول العديد من الموضوعات الإعلامية والصحفية، لافتين إلى أن الإعلام المصرى لا يعبر عن كل فئات وقضايا المجتمع ومشكلاته، منوهين بأن الإعلام الوطنى القومى يجب أن يعبر عن قضايا كافة فئات المجتمع ومن بينهم المخترعون والعلماء والفلاحون والعمال والطلاب والشباب. وأشار الخبراء إلى أن تقليد البرامج العالمية غير مفيد ويجب أن يبحث الإعلام المصرى عن برامج وفوازير ومسلسلات ومادة إعلامية مصرية، لا سيما أن الإعلام المصرى تميز فى فترات سابقة بمادة إعلامية مصرية تربى عليها أجيال كثيرة وأثرت بشكل إيجابى للغاية فى الشخصية المصرية وشكلت وعى الشباب المصرى فى فترات سابقة. وقال الدكتور حسين أمين، مدير مركز كمال أدهم للصحافة التليفزيونية والرقمية بالجامعة الأمريكية، إن التدريب عنصر مهم لتطوير الإعلام وعلاج نقاط الضعف، موضحاً أن هناك عملاً جاداً يجرى حالياً لإعادة تنظيم الوضع، ووضع الإعلام المصرى فى المكانة التى يستحقها، مضيفاً: «الإعلام المصرى من أهم 10 منظومات إعلامية على مستوى العالم، ويواجه تحديات عديدة على مدار السنوات الماضية، وعملية التنظيم تأخرت لكن بدأت حالياً خطوات جادة على الطريق الصحيح وأنا مؤمن بأن نتائجها الإيجابية ستظهر سريعاً».

وقالت الدكتورة ليلى عبدالمجيد، أستاذ الإعلام بالجامعة الكندية، إن أهم الأزمات التى واجهت الإعلام فقدان الرسالة الإعلامية التى يحملها، وأضافت: الإعلام غاب عن الساحة العربية لسنوات وخرج من دائرة الريادة والتأثير على المستوى الإقليمى لصالح وسائل إعلامية أخرى تصدرت المشهد، وهو فى حاجة حالياً للعودة للصدارة من جديد، مؤكدة أن لديه المقومات التى تمكنه من ذلك سواء بشرية أو مادية.

وقال ياسر عبدالعزيز، الخبير الإعلامى، إن الهيئات الإعلامية التى صدر قرار رئاسى بإنشائها وهى «المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام والهيئة الوطنية للصحافة والهيئة الوطنية للإعلام» لم تحقق الغرض الذى أنشئت من أجله والأخطر من ذلك لم تُظهر إدراكاً لمهمتها وفهماً لحدود دورها ومسئوليتها، وتابع: «المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام حسب المادة 211 فى الدستور، تم إنشاؤه حتى يحرر الإعلام من هيمنة السلطة التنفيذية، وجدنا أنه بديل لوزارة الإعلام كما أن هذا المجلس منوط به أن يرسى القواعد والمبادئ المهنية التى يجب أن يتبعها الإعلام المصرى عبر إصدار أكواد الممارسة، فلم يصدر هذه الأكواد حتى الآن، كما أنه من المفترض أن تكون لديه رؤية لتطوير قطاع الإعلام بما يعكس فلسفة الدستور الصادر فى 2014 ولكنه للأسف انخرط فى معارك وصراعات صغيرة».

{long_qoute_1}

وأضاف «عبدالعزيز» أن الهيئتين الوطنية للإعلام والصحافة لم تعلنا رؤية ولا خطة لتجاوز أوضاع المؤسسات الصحفية والإعلامية المملوكة للدولة، وظلت أوضاع هذه المؤسسات على نفس المنوال الذى كانت عليه، وتفاقمت سوءاً، مؤكداً أن وسائل الإعلام المملوكة للدولة، التى ينص الدستور على التزامها الحياد إزاء التطورات السياسية الداخلية، انخرطت فى اتخاذ مواقف حيال الانتخابات الرئاسية ونشرت فعاليات لتأييد مرشح رئاسى محتمل.

وحول تقييمه لأداء الإعلام خلال عام 2017 قال «يعانى من استمرار التدنى المهنى، وهيمنة نمط الأداء المصرى فى التوك شو، الذى يتحول المذيع فيه إلى قائد وفيلسوف ملهم، وانخفاض درجة التنوع والتعدد والنزعة إلى تركيز الملكية والاحتكار»، منوهاً بأن هناك مزايا يجب الإشارة إليها فى 2017 وهى أن «بعض وسائل الإعلام الجديدة التى ظهرت فى هذا العام امتلكت قدرات احترافية عالية نسبياً وفى تحسن فى عمليات التغطية الإخبارية خصوصاً مع الوافدين الجدد».

وقال الإعلامى جمال الشاعر إن الإعلام المصرى لا يظهر عليه كل فئات المجتمع ومنهم «مخترعون وبعض السياسيين والعمال والفلاحون والطلبة وأبناء الطبقة المتوسطة»، موضحاً أن هناك قائمة من الخبراء بها ما يقترب من ١٠٠ ضيف فقط تتم استضافتهم فى كل القنوات، وأضاف «الشاعر» أن البرامج المستوردة من الخارج المنتشرة على القنوات المصرية لا تعبر عن المصريين، موضحاً أن التليفزيون المصرى فى الماضى أنتج العديد من الفوازير والبرامج والمسلسلات بإمكانيات ضعيفة جداً ولكنها أمتعت الشعب المصرى وكانت تعبر عنهم لسنوات طويلة، وأشار إلى أن القنوات المصرية لا تربح وتعمل وفق أجندة مصالح بعض رجال الأعمال، مؤكداً أن القنوات الفضائية يغيب عنها «الرسالة الوطنية القومية»، وتابع: «الإعلام شرايين المجتمع وهو همزة الوصل بين كل أطراف المجتمع ومسئول عن صناعة الرأى العام ولا نعرف من هو الجمهور المستهدف وأصبحت ولاءات الإعلام للمعلن وليس للمشاهد وهذا خطير ويهدد بدون مبالغة السلام الاجتماعى للمجتمع، كما أن جزءاً من تجليات المواطنة أن يجد كل إنسان نفسه على الشاشة ولكن الشاشات للأسف أصبحت تعانى من الشيخوخة وغاب عنها الإعلاميون الشباب»، وأوضح «الشاعر» أن الدولة المصرية يعيش فيها ما يزيد على 65 مليون شاب كانوا يشاهدون الإعلام بكل أنواعه ولا يجدون ما يعبر عن قضاياهم بشكل حقيقى، وهذا أحد أسباب عزوفهم عن متابعة الإعلام المصرى حالياً وأحد أسباب اهتمامهم بمواقع التواصل الاجتماعى والسوشيال ميديا، مطالباً بضرورة تناول قضايا الشباب ومشكلاته بشكل مكثف وبعمق شديد حتى لا يشعر الشباب بالوحدة والانعزال.

{long_qoute_2}

وقال صفوت العالم، الخبير الإعلامى، إن الهيئات الإعلامية الثلاث «المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام والهيئة الوطنية للصحافة والهيئة الوطنية للإعلام» ليس لها رؤية واضحة، وأطالبهم بإصدار كتاب يحددون خلاله المحاذير والعقوبات، حتى يعرف أصحاب القنوات والمذيعون ما المعايير والقوانين التى سيعملون فى ظلها، وأشار إلى أن الإعلام المصرى يعانى من غياب المهنية وعدم اختيار خبراء جيدين فى البرامج، وتابع: «نعانى من غياب التنوع».

وأضاف أن المجلس الأعلى للإعلام يجب ألا ينتظر تبليغه بالمخالفات بل عليهم تشكيل لجنة رصد تبحث بشكل مستمر عن المخالفات والتجاوزات المنتشرة فى الإعلام المصرى، وأردف: «للأسف الهيئة الوطنية للصحافة تتعامل مع الوضع الحالى وأزمات كثيرة تعانى منها الصحف القومية ونأمل أن تحقق ما نتمناه ونأمله»، ولفت إلى أن التدريب المستمر للصحفيين ومقدمى البرامج يساهم فى رفع كفاءتهم على كافة المستويات «المهنية والإبداعية»، منوهاً بأن تطوير قدرات الإعلام يساعد كثيراً فى تطوير الأداء الإعلامى بشكل عام، مؤكداً أن تطوير الأداء الإعلامى جزء من حل أزمات الإعلام بشكل عام.


مواضيع متعلقة