مستشار «كلية الدفاع»: الخرطوم وافقت على قاعدة عسكرية تركية فى أراضيها لتنال الرضا.. وقادرون على الردع

مستشار «كلية الدفاع»: الخرطوم وافقت على قاعدة عسكرية تركية فى أراضيها لتنال الرضا.. وقادرون على الردع
- سواكن
- البشير
- أردوغان
- السودان
- جزيرة سواكن
- قاعدة بحرية
- البحر الأحمر
- سواكن
- البشير
- أردوغان
- السودان
- جزيرة سواكن
- قاعدة بحرية
- البحر الأحمر
قال اللواء عادل العمدة، مستشار كلية الدفاع الوطنى، إن وجود قواعد أجنبية فى أى من دول الجوار لمصر بالتأكيد سيكون له تأثيره علينا، لوقوعه فى دائرة الأمن القومى المصرى، مشيراً إلى أن تركيا تحاول استعادة النفوذ العثمانى بعد أن فشلت فى الانضمام إلى الاتحاد الأوروبى.
وأوضح «العمدة»، فى حواره مع «الوطن»، أن السودان أرادت أن تتخلص من الضغوط الدولية وتنتقم من مصر بعد دورها الكبير فى تحقيق المصالحة بجنوب السودان بالاتفاق مع تركيا بحضور ودعم قطرى.. وإلى نص الحوار.
ما تأثير قرار إدارة تركيا لجزيرة سواكن السودانية على الأمن القومى المصرى؟
- يُعد مؤثراً بشكل أو بآخر على مصر لكون جزيرة سواكن السودانية تقع داخل إحدى دول الجوار الهامة بالنسبة لنا والتى تمثل عمقاً حيوياً فى الأمن القومى المصرى، خاصة أن الجزيرة تبعد عن الحدود الجنوبية المصرية خط عرض 22 بما يقرب من 360 كم وهى مسافة ليست ببعيدة، كما أن وجود قواعد أجنبية فى أى من دول الجوار بالتأكيد سيكون له تأثيره على الأمن القومى المصرى.
وإلى أى مدى يؤدى هذا الأمر إلى حدوث توتر فى المنطقة الجنوبية؟
- بالتأكيد هناك حذر كبير وليس فقط من بعد إعلان تركيا لإدارتها للجزيرة بالاتفاق مع السودان ولكن من قبلها، بإنشاء الأسطول الجنوبى لحماية المصالح المصرية ولتعزيز وحماية الأمن القومى للبلاد فى هذه المنطقة، فوجود قاعدة عسكرية أجنبية بجزيرة سواكن وإن كان الشكل الخارجى أن تكون ذات بعد ثقافى واقتصادى أو ما شابه، فهذا يدلل على أن تركيا تريد استعادة نفوذها فى المنطقة بعد أن فشلت جهودها فى الانضمام إلى الاتحاد الأوروبى.
{long_qoute_1}
وهل وجود تركيا فى منطقة البحر الأحمر من خلال إدارتها للجزيرة سيكون له أبعاده السلبية من الناحية الاقتصادية أيضاً؟
- نعم، كونه سيؤثر بطريقة غير مباشرة على المصالح الاقتصادية المصرية، خاصة أن الممر المائى المتمثل فى البحر الأحمر والمؤدى إلى قناة السويس يُعتبر أحد أهم الروافد الاقتصادية الهامة للاقتصاد المصرى، وكذلك مسار قناة السويس من خلال البحر الأحمر، ولكونه رافداً هاماً فإن وجود أو زيادة القواعد الأجنبية فى هذه المنطقة حتى وإن كانت هناك قواعد أمريكية أو إسرائيلية أو ألمانية وإيرانية فى كل دول القرن الأفريقى فإن إضافة القاعدة التركية بالقرب من بورسودان تدل على أن هناك تأثيراً على النواحى الاقتصادية بشكل أو بآخر.
هل تحاول تركيا بهذا القرار استعادة نفوذ الدولة العثمانية مرة أخرى تحت دعوى أنها تهتم بالآثار العثمانية؟
- هذا الاتجاه الثالث يؤكد أنها تحاول أن تغزو أفريقا تحت مسمى الحفاظ على التراث العثمانى، ولكن لماذا الاهتمام بالتراث العثمانى الآن؟ ولماذا فى هذه المنطقة تحديداً رغم وجوده فى العديد من الدول الأخرى، هى تحاول بعد أن خسرت طموحها فى الانضمام إلى الاتحاد الأوروبى أن تبحث عن حلم بديل يحقق طموحاتها المهدرة فى المنطقة بعد عزل الإخوان من الحكم بسيطرتها على منطقة الشام بإعادة الزعامة العثمانية وتحاول أن توجد فى عمق مصر الجنوبى من خلال جزيرة سواكن.
كيف تستعد مصر لدحر كل هذه المخططات التى تحوم حولها بعد الاتفاق السودانى التركى المدعوم من قطر؟
- الرؤية الاستباقية للقيادة المصرية كانت واضحة وصريحة بتشكيل الأسطول الجنوبى، فضلاً عن وجود قوات مصرية بحرية وجوية وبرية مشاركة فى تأمين باب المندب، كما أن وجود المسترال جمال عبدالناصر وتحديث الأسطول الجوى المصرى كل هذا يدل على أن القيادة لها رؤية ثاقبة وكانت تعد السيناريوهات المحتملة واتخذت قرارات احترازية قبل أى قرار اتُخذ من جانب تلك الدول التى تكيد وتدبر وتخطط للمنطقة لفرض نفوذها، إلا أن عليها أن تدرك جيداً أن الجيش المصرى جاهز للردع وفوراً فى الحال، ووجود الأسطول الجنوبى ليس بغريب فى ظل وجود قاعدة عسكرية لتركيا فى الصومال، لذا فإن وجود رؤية وإرادة جعلنا نمتلك اتخاذ القرار السريع والحاسم لحماية الأمن القومى المصرى فى مختلف الاتجاهات.