خبراء ودبلوماسيون: تصريحات وزير الخارجية السودانى عن مصر تعبر عن ارتباك سياسات بلاده العربية

كتب: محمد حسن عامر

خبراء ودبلوماسيون: تصريحات وزير الخارجية السودانى عن مصر تعبر عن ارتباك سياسات بلاده العربية

خبراء ودبلوماسيون: تصريحات وزير الخارجية السودانى عن مصر تعبر عن ارتباك سياسات بلاده العربية

أكد خبراء ودبلوماسيون أن تصريحات وزير الخارجية السودانى التى قال فيها إن سياسيين مصريين لا يريدون السودان قوياً، تصريحات تأتى فى وقت تعيش فيه «الخرطوم» حالة من التخبط والارتباك على صعيد العلاقات الإقليمية والعربية، داعين إلى عدم الانجرار إلى الملاسنات وضرورة معالجة الأمور بهدوء. وقال الخبير فى شئون الشرق الأوسط، الدكتور طارق فهمى، فى اتصال لـ«الوطن»: «أعتقد أن السودان يعيش الآن حالة ارتباك فى علاقاته الإقليمية أو العربية ليس فقط فى استقبال الرئيس التركى رجب طيب أردوغان ومنحه إدارة جزيرة سواكن الاستراتيجية، وإنما أيضاً مع دول الجوار». وأضاف: «ما صرح به وزير الخارجية السودانى من وجهة نظرى يأتى فى إطار اتباع سياسة الباب الموارب مع مصر فى هذا التوقيت، خصوصاً بعد الإجراءات التى اتخذت فى جزيرة سواكن ومع تركيا، السودانيون لا يريدون أن يغلقوا الباب مباشرة مع مصر فى وقت يقومون فيه بإجراءات ضد الأمن القومى المصرى».

وتابع: «السودانيون يعلمون جيداً أن مصر ستبقى مواقفها ثابتة فيما يتعلق بالأمن القومى المصرى، خاصة سلامة الموقف المصرى من موضوع حلايب وشلاتين، (غندور) يريد أن يوصل رسالة مفادها أن السودان لا يزال يمد يده إلى مصر، بالرغم من العبث السودانى بالعلاقات مع مصر، خاصة فى مسألة الأمن المائى المصرى، وحلايب وشلاتين، وموضوع سواكن، ثم التحركات التى تقوم بها الخرطوم بخصوص البحر الأحمر». وقال «فهمى»: «لا نعرف إذا كان السودان يتحدث عن الجلوس والتحاور، على أى شىء يريد السودان الحوار؟ هل يريد الحوار حول حلايب وشلاتين؟ هل يريد الحوار حول قضية المياه؟ أم قضية البحر الأحمر؟». وتابع: «ما صرح به وزير الخارجية السودانى كلام عام ومطلق، وأعتقد أن الأساس فيه اتباع سياسة الباب الموارب ليس أكثر».

{long_qoute_1}

وقال مساعد وزير الخارجية الأسبق للشئون العربية، السفير سيد أبوزيد، فى اتصال لـ«الوطن»: «لا يوجد فى مصر، سواء على المستوى الرسمى أو الشعبى، إلا كل من يريد الخير للسودان والاستقرار وازدهار السودان، ليست لدينا سياسات مخفية تعمل على إضعاف أى دولة عربية، خاصة السودان الذى نصر على أننا تربطنا به وشائج متجذرة فى التاريخ وعلاقات مصيرية، نؤمن بها». وأضاف: «ولا أدرى من أين جاء وزير الخارجية السودانى بهذه الانطباعات التى جاءت فى تصريحه، ونحن نتمنى أن تكون بيننا وبين السودان علاقات قوية وطبيعية تستند على المصالح والعواطف الأخوية أيضاً التى لا يمكن أن نتغافلها». وقال «أبوزيد»: «هم يريدون الدفع بنا إلى ملاسنات، وأفضل أن تعالج المسائل بهدوء، لا نريد تصعيد المواقف أو الأزمات ولا نريد أن يكون هناك تصعيد، وعلى السياسيين، خاصة فى مصر، أن يقوموا بهذا الدور من التهدئة ومعالجة المسائل مع السودان بهدوء».

وأعلن وزير الخارجية السودانى، إبراهيم غندور، مساء أمس الأول، أن سياسيين مصريين لا يريدون أن يكون السودان دولة قوية، معتبراً أن هذا الأمر لا يخدم مصالح بلادهم على الإطلاق. وأعرب «غندور»، فى مقابلة أجرتها معه قناة «تى آر تى» التركية الرسمية بنسختها العربية، عن أسفه «لأن البعض فى مصر لا يفهم أن السودان القوى فى مصلحة مصر.. ويرى السودان الضعيف فى مصلحتها». وتابع وزير الخارجية السودانى: «نحن نقول إن السودان القوى مهم لمصر القوية، لكن أظنهم يعملون بمثل: لا تجعل دار جارك أقوى حتى لا يفكر فى حقوقه». وأوضح الوزير أن السودان ومصر «لديهما الإمكانيات ليصبحا، من خلال مشروع تكامل بينهما، قوة سياسية واقتصادية كبرى فى وادى النيل». ولفت إلى أن الخلافات مع مصر لن تحل إلا بتغليب الطرفين «لغة المصلحة»، مضيفاً أن «الحديث لا يدور عن العلاقات الأزلية بين البلدين وحسب».

فى سياق منفصل، استقبل هايلى مريام ديسالين الفريق الركن طيار غانم بن شاهين الغانم، رئيس أركان القوات القطرية، فى أديس أبابا، واتفق الجانبان على تعزيز التعاون الأمنى بينهما. قال «ديسالين»، خلال استقباله «الغانم»، الذى وصل إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا على رأس وفد قطرى رفيع: «الزيارة تدل على أن التعاون الثنائى بين البلدين يتحرك إلى مستوى جديد من الصداقة». وذكرت وكالة الأنباء القطرية أنه جرى خلال المقابلة استعراض مجالات التعاون المشترك، لا سيما فى المجالات العسكرية.


مواضيع متعلقة