وزير الخارجية السودانى يصل مصر فى أول زيارة بعد «30 يونيو»

كتب: أكرم سامى

وزير الخارجية السودانى يصل مصر فى أول زيارة بعد «30 يونيو»

وزير الخارجية السودانى يصل مصر فى أول زيارة بعد «30 يونيو»

يصل وزير الخارجية السودانى على كرتى إلى القاهرة، اليوم، فى أول زيارة له لمصر منذ أحداث 30 يونيو، لبحث عدد من الملفات بين البلدين، أبرزها أزمة سد النهضة وتأمين الحدود لمنع تهريب الأسلحة. ومن المقرر أن يلتقى وزير الخارجية السودانى نظيره المصرى نبيل فهمى فى مستهل زيارته لمصر، لبحث هذه الملفات الهامة، لدفع العلاقات بين البلدين بعد التوترات الأخيرة بشأن التصريحات حول بناء سد النهضة وأزمة منطقة حلايب وشلاتين. من جانبها أكدت مصادر دبلوماسية لـ«الوطن» أنه لم يتحدد بعد لقاء وزير الخارجية السودانى مع الرئيس المستشار عدلى منصور ووزير الدفاع المشير عبدالفتاح السيسى، لبحث عدد من الملفات بين البلدين. وتأتى هذه الزيارة قبل مشاركة مصر فى الاجتماع الوزارى للساحل والصحراء يومى 12 و13 مارس الجارى فى الخرطوم. وأكد «كرتى» أن زيارته للقاهرة ستدفع بالعلاقة نحو مرحلة إيجابية، وقال فى تصريحات للصحف السودانية قبل أيام من الزيارة «إن العلاقة بين مصر والسودان علاقة أزلية؛ ولكن من وقت لآخر تحدث توترات محدودة بسبب الظروف الداخلية لكل بلد، إلا أن الاحترام بيننا متوفر، هناك مصالح متداخلة تهم المواطنين فى البلدين، وتوقف العلاقة المتضرر الأول منها المواطن هنا وهناك، وصعوبة الحركة تؤثر على التبادل التجارى، ومصالح رجال الأعمال وحركة النقل وكل شىء». وتأجلت هذه الزيارة التى كان مقررا لها 18 فبراير الماضى، وفقا لرغبة وزير الخارجية السودانى، الذى برر طلب التأجيل بالسفر إلى العاصمة الكونغولوية كينشاسا لحضور قمة «الكوميسا». ومن جانبهم طالب دبلوماسيون بضرورة مصارحة الجانب السودانى بأنه يتخذ اتجاهاً «غير سوى وغير مقبول» فى التعامل مع أزمة سد النهضة وأنه لا بد من تأييد الجانب المصرى فى حقوقه المائية باعتبارها دولة مصب مثلها مثل مصر. وأكد السفير المصرى الأسبق فى السودان محمد الشاذلى أنه يجب على القيادة المصرية اتخاذ موقف حازم وصلب تجاه السودان، ومصارحتها بأنها تتخذ اتجاها غير سوى بشأن تعاملها مع أزمة سد النهضة، خاصة تصريح وزير الخارجية السودانى الذى قال فيه إن السودان وسيط محايد بين مصر وإثيوبيا لحل أزمة بناء السد، وكأن السودان نفسها غير متضررة من بنائه كدولة مصب وهو أمر لا يصدقه عقل. وأوضح الشاذلى فى تصريحات لـ«الوطن» أنه لا بد من مطالبة الجانب السودانى بتأييد مصر فى قضية المياه باعتبارها قضية حيوية، دون الضغط على مصر بقضية «حلايب وشلاتين» ومحاولة مقايضتها واستغلالها كورقة ضغط على مصر لتأييد موقفها ضد بناء سد النهضة الإثيوبى. كما أشار «الشاذلى» إلى أن السودان وقعت اتفاقية تعاون أمنى مع إثيوبيا منذ أيام، مما يدل على أن هناك مؤشرات مقلقة ينبغى على الجانب المصرى طرحها خلال اللقاءات وأن يكون الأمر واضحا وفى منتهى الشفافية بين البلدين؛ حتى لا يؤدى ذلك إلى خسارة حقوق مصر والسودان من المياه فى نهاية الأمر. ومن جانبها أكدت السفيرة عزيزة مراد فهمى، الخبيرة فى شئون دول حوض النيل، أن السودان دولة مصب مثل مصر وشأنها من شأن مصر، وكافة التصريحات التى يدلى بها المسئولون السودانيون «سياسية» وتستخدم للضغط على مصر فى أمور أخرى. وأوضحت السفيرة عزيزة لـ«الوطن» أن بناء أى سد فى دول المنبع يؤثر على حصة مياه دول المصب دون دراسة الأمر وبنائه بطرق علمية، وفى حالة بناء سد النهضة لا توجد دراسات علمية تثبت عدم تأثيره على حصة مصر، ولذلك تتعنت إثيوبيا فى قبول لجنة الخبراء الدوليين حتى لا تكشف تأثير السد الكارثى.