حكاية من قصر رئاسي| برجهوف.. مقر راحة "هتلر" من الحرب

كتب: دينا عبدالخالق

حكاية من قصر رئاسي| برجهوف.. مقر راحة "هتلر" من الحرب

حكاية من قصر رئاسي| برجهوف.. مقر راحة "هتلر" من الحرب

في وسط جبل أونتيرسبيرج الذي يشرف على مدينة برتشتسجادن الصغيرة عند الحدود الألمانية النمساوية التي شكلت في السابق مركز استجمام للجنود الأميركيين قبل انسحابهم عام 1945، شيد النازيون في عشرينات القرن الماضي على قمة أحد الجبال كوخًا صغيرًا وقدموه لزعيمهم أدولف هتلر بمناسبة عيد ميلاده الخمسين، الذي طوره فيما بعد وأختاره ليكون مقرًا صيفيًا له، وأسماه بـ"برجهوف".

القصور الرئاسية، ربما لم يتسنَ إلا لفئةٍ قليلةٍ زيارة تلك القلاع المحصنة بمختلف دول العالم، التي شهدت جدرانها العديد من الأحداث المهمة في تاريخ البلدان من تحديد مصائر شعوب واختلافات واتفاقيات سرية، لتصبح شاهدًا على أمور لم تُروى من قبل، تحملها في طياتها بين الرسوم والنقوش المعمارية المتميزة، ولذلك فلكل قصر رئاسي حكاية خاصة، ستتناولها "الوطن" ضمن سلسة "حكاية من قصر رئاسي" خلال الفترة المقبلة.

"برجهوف".. كان المقر الصيفي لهتلر في جبال الألب البافارية، ويقع على ارتفاع 1834 مترًا، حيث القمم الألبية وجبل أونتير سبيرج وبحيرة كينيجري، كان المفضل للزعيم النازي هتلر، الذي ولد في النمسا في 1889، طوره ليجعله من أفخم القصور لدرجة أنه جعل به مصعدًا مصنوعًا بالكامل من الذهب، وقصده لأكثر من عشرة أعوام قبل وفاته، في برلين عام 1945.

كلف هتلر المهندس المعماري ألويس ديغانو لتجديد وتطوير الكوخ، الذي ضم مساحات ضخمة، من أجنحة جديدة للضيوف ومرآب لتصليح السيارات، مع شرفة واسعة فوقه، ليتحول المنزل إلى بيت الفوهرر الثاني، وهو المكان الذي كان يقضي فيه هتلر معظم وقته خلال الحرب، وبالأحرى من 1927 حتى 1936، حيث كان يمضي أكثر من نصف العام في مقره هذا كملاذ آمن في جبال الألب، وفي الوقت الذي كان هتلر مستشارًا لألمانيا، التقى في المنزل بعدد كبير من الشخصيات خلال زيارات رسمية ومنهم رئيسي الوزراء البريطانيين ديفيد لويد جورج ونيفيل تشامبرلين، وكذلك سفير فرنسا أندريه فرانسوا بونسيه، والأدميرال الفرنسي فرنسوا دارلان، وعدد كبير من الوزراء والسفراء الأوروبيين.

وفي 1945، قصفت القوات البريطانية الأوبيرسالزبيرغ، ودمر "برجهوف" جزئيًا، ولكنه لم يدمر نهائيًا إلا في عام 1952، عندما كانت الحكومة الألمانية تدمر كل أثر للنازية، وتم زراعة المواقع المحيطة بها، والآن أصبح يوجد فيه مركز لتوثيق تاريخ الاشتراكية القومية وملعب للغولف وفندق، ليتحول إلى وجهة سياحية تستقطب عشرات الآلاف من السياح الذين يقصدونه لتناول البيرة والتمتع بالمناظر الخلابة في محيطه، وتردد منذ عدة أعوام، أن شبح هتلر يطارد البرجهوف، في الكثير من الأحيان.


مواضيع متعلقة