حكاية من قصر رئاسي| "الديزل الملكي".. قطار قاده "فاروق" وأكل فيه الفول
حكاية من قصر رئاسي| "الديزل الملكي".. قطار قاده "فاروق" وأكل فيه الفول
على مساحة تزيد عن 70 فدانا، تحيطها الأشجار والنباتات الآسيوية المختارة بدقة، أُنشئ "قصر القبة"، الذي كان مقر حكم البلاد ومسقط رأس الملوك لعدة عقود، حرصوا فيها على إضفاء لمساتهم الخاصة، إلا أن "فاروق" كان صاحب البصمة الأكبر فيه، فخصص جزء داخل القصر الفخم كمحطة قطار لـ"الديزل الملكي".
القصور الرئاسية.. ربما لم يتسنَ إلا لفئة قليلة زيارة تلك القلاع المحصنة بمختلف دول العالم، التي شهدت جدرانها العديد من الأحداث المهمة في تاريخ البلدان من تحديد مصائر شعوب واختلافات واتفاقيات سرية، لتصبح شاهدا على أمور لم تُروى من قبل، تحملها في طياتها بين الرسوم والنقوش المعمارية المتميزة، ولذلك فلكل قصر رئاسي حكاية خاصة، ستتناولها "الوطن" ضمن سلسة "حكاية من قصر رئاسي" خلال الفترة المقبلة.
لم يكن "الديزل الملكي" كغيره من القطارات، إذ اكتسب اسمه من كونه من أوائل القطارات التي تعمل بالديزل، حيث صممته شركة "فيات" الإيطالية، عام 1951، بذوق رفيع المستوى خصيصا لملوك مصر، وصلت تكلفته إلى 154 ألف جنيه حينها، واستخدمه الخديو اسماعيل وتوفيق، ثم فاروق.
كان مقسم إلى عربتين فقط، الأولى يخصص جزء للحرس الملكي، أما الثاني فيشمل المرافقين من الديوان الملكي وغرفة القيادة التي يوجد بها حمام خاص بالسائق، حتى لا يضطر إلى استخدام الحمامات الملكية، بينما العربة الثانية أو "الملكية"، تحتوي على صالون ملكي شهد العديد من اللقاءات الهامة مع الضيوف العرب والأجانب، بالإضافة إلى غرفة ملكية تضم كابينة موسيقى ومقاعد فاخرة وحمام خاص وتليفون لاسلكي.
على أنغام موسيقاه المفضلة، كان يقود "فاروق" في الكثير من الأحيان القطار الملكي، الذي تصل سرعته إلى 60 كيلو متر، خلال رحلاته من القاهرة إلى الإسكندرية، وهو ما سهل لقاءاته بعدد من الشخصيات الهامة بالبلاد وخارجها، ولذلك خصص محطة بقصر القبة من أجله.كان يسمى بـ"قطار الشرق"، وهو ما مثلّ صحوة ضخمة بمصر وقتها، حيث كانت السابقة الأولى من نوعها والوحيدة في التاريخ الملكي.
لم يشهد فقط القطار الملكي اللقاءات والأحاديث الهامة، ولكنه أيضا كان أحد وسائل النقل الهامة بالنسبة لـ"فاروق"، فكان شاهدا على طرائفه في أوقات أخرى، ففي إحدى المرات، أمر بإيقاف الديزل الملكي في محطة دمنهور لينزل أحد رجال الحاشية لكي يتوجه الى محل "العاصي" الشهير حينذاك، ليحضر من أجله طبق فول ساخن لذيذ، الذي كان يعتبر إحدى وجباته المفضلة، بحسب موقع "الملك فاروق".