بروفايل| عهد التميمى: «أيقونة جيل»

كتب: بهاء الدين عياد

بروفايل| عهد التميمى: «أيقونة جيل»

بروفايل| عهد التميمى: «أيقونة جيل»

بوجه ملائكى جمع بين براءة الأطفال وشموخ المناضلين، وقفت الفتاة الفلسطينية الشقراء فى وجه قطعان من جنود الاحتلال الغاشم، وكأنها حوَّلت شعرها الذهبى الذى ما لبث يتمايل مع نسيم رام الله الهادئ إلى «سياط» لا تخشى قوتهم المتغطرسة، كصاحبة حق «يقهرها أن ترى مستوطناً يسبح فى أرضها»، على حد وصف المناضلة الفلسطينية الشابة عهد التميمى التى لم تكتفِ بصفع المحتل فقط، ولكنها صفعت كل جبان ومتخاذل وصامت عن العدوان الأعمى والظلم التاريخى لعروس العروبة، فأصبحت أيقونة لجيل لا يعرف الهزيمة مهما بلغ بطش المحتلين.

يخشى اللص والمجرم دائماً أن يواجه ضحيته فى ساحة الحق، فقد أقدم جنود الاحتلال الإسرائيلى على اعتقال الفتاة الفلسطينية عهد التميمى البالغة من العمر 17 عاماً، فجر الثلاثاء الماضى، بعد مداهمة منزلها فى قرية النبى صالح فى رام الله، وذلك لطردها جنوداً من أمام منزلها، لم تكن هذه المواجهة الأولى بين «عهد» والاحتلال الإسرائيلى على خلفية قرار الرئيس الأمريكى المجحف بإعلانه الاعتراف بـ«بيت المقدس» عاصمة للكيان المغتصب، فقبل 5 سنوات وقفت طفلة فلسطينية تصرخ فى وجه أحد جنود الاحتلال الإسرائيلى، قائلة: «وين أخويا؟»، دون أن تلقى أى إجابة.. فتابعت «لماذا تعتقل الأطفال الصغار؟»، وظلت تصرخ دون أى رد من جنود كالدّمى ذوى دم بارد، مما اضطرها إلى «عضّه» حتى تُحرر شقيقها الأصغر، فلم تخشَ فوهات البنادق، ولا الجنود المدججين بالأسلحة الحديثة التى تكافئهم بها الولايات المتحدة الراعى الرسمى للكيان السرطانى فى جسد الأمة العربية، وصاحت المناضلة: «كبرنا فى فلسطين وربينا إننا ما نخافش». تربت «عهد» فى قرية «النبى صالح» حاملة لقب عائلة التميمى ذات التاريخ النضالى الطويل، ولكنها أيضاً حملت جزءاً من صفات «قوم صالح» الذين برعوا فى استخدام الصخور، فاستخدمت الحجارة فى الانتفاضة على احتلال عنصرى لا يعرف الفرق بين الأحرار أصحاب الأرض، والعبيد المشردين الذين يجلبونهم من كل مستنقع خرب ليزيدوا بهم أعداد «رؤوس» المستوطنين. حصلت «عهد» على جوائز فى «الشجاعة»، وباتت منذ سنوات شخصية عالمية معروفة، إلا أن إسرائيل التى تلقى مكافآت أمريكية وتشجيعاً على احتلالها غير الشرعى للأراضى الفلسطينية ومقدسات المؤمنين بالأديان السماوية، لم تعد تخشى من الفضيحة، فقد باتت تكافأ على جرائمها..


مواضيع متعلقة