آخر لحظات في حياة "شهيد القدس" محمود المصري: صلى الجمعة ونطق الشهادتين

كتب: عبد الحميد جمعة

آخر لحظات في حياة "شهيد القدس" محمود المصري: صلى الجمعة ونطق الشهادتين

آخر لحظات في حياة "شهيد القدس" محمود المصري: صلى الجمعة ونطق الشهادتين

حب الوطن والحفاظ على مقدساته جعله يخرج مثله مثل مئات الفلسطينيين، في "جمعة الغضب"، اعتراضًا على اعتبار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، القدس عاصمة للاحتلال الإسرائيلي، ليقف صامدًا أمام قوات الاحتلال، مطالبًا بعودة حق بلاده المسلوب، لتصيبه رصاصة في رأسه ويلفظ أنفاسه الأخيرة وسط زملاءه المشاركين في التظاهرة.

الشهيد محمود عبدالمجيد المصري، الذي ولد بمحافظة خانيونس بفلسطين، تربى على حب الوطن والدفاع عنه فدائمًا كان حاضر في الصفوف الأمامية في الوقفات الاحتجاجية والتظاهرات التي تنطلق ضد الاحتلال الإسرائيلي، حتى دخل في الحياة السياسية ووصل لحركة "فتح" ليصبح أحد أبناء ونشطاء الحركة خلال الفترة الماضية، وفقًا لحديث أحمد المصري شقيق الشهيد.

وببكاء شديد يتحدث شقيق الشهيد لـ"الوطن"، الذي درس في مدارس وكالة غوث للاجئين الفلسطينيين، قائلا "كان من أطفال الحجارة رحمه الله، ومن السباقين لتحدي الكيان الصهيوني بصدره العاري وحجارته من سيجل".

"أدى صلاة الجمعة وذهب لنصرة المسجد الأقصى المبارك مع بعض الشباب رافعًا العلم الفلسطيني على حدود الأراضي المحتلة، وخلال تواجده تم قنصه بطلقتين في الرأس، وأبلغنا من أسعفه أنه نطق الشهادتين وطلب المسامحة من الأهل"، هي تفاصيل استشهاد أول فلسطيني في جمعة الغضب حسب "شقيقه أحمد" ليدخل بعد حديثه في نوبة بكاء أخري.

وجود شقيق الشهيد في السويد، منعه من حضور تشييع جثمان شقيقه والوقوف بجوار والده المسن، قائلا: "أنا نفسي أرجع في أسرع وقت علشان أزور قبره بس للأسف المعبر قافل ومنتظر لما يفتح وبعدها هرجع على طول وربنا يصبر أهلي".

وقبل يوم فقط من استشهاد "المصري" ذهب الراحل مع "محمد علي المصري" أحد أقاربه إلى الأرض الزراعية لمتابعتها والقيام ببعض الأعمال الزراعية قائلا: "روحنا الأرض وكنا بنركب حامية للشبابيك"، ليدور حديث بينهما عن ضرورة المشاركة في التظاهرات والوقفات الاحتجاجية لتصدي لقوات الاحتلال.

"بدي نروح دلوقتي، الدنيا قايمة، وبدي اروح استشهد زي الأبطال اللي استشهدوا"، كلمات قالها الشهيد "المصري" يوم الخميس الماضي- قبل استشهاده بيوم فقط- لابن عمه أثناء تواجدهما في الأرض الزراعية، ليدفع "محمد" بالسخرية من حديثه لينتهي الحديث بينهما ويقررا العودة إلى المنزل، ويرزقه الله الشهادة التي تمناها.

طيبته وتعاونه مع زملائه وأصدقائه ومساعدتهم في مواقف كثيرة، جعلته محبوبا بين الجميع وفقًا لحديث "محمد" لـ"الوطن"، والذي يضيف: "لم اذكر أنه حقد على أي شخص في حياته، ولو حد زعله بعد دقائق كان بينسى اللي حصل".

مواقف كثيرة جمعتهما ليتحدثا عن ما يحدث في القدس وما يفعله قوات الاحتلال وارادتهم في اغتصاب أرضهم رغمًا عن الجميع، وفقًا لابن عمه: "لما كنا نكون قاعدين ويتكلم بنفس الوطن كنا ما نصدقه، كان يرد علينا أنا اللي عمله هيشرفكم ويشرف الوطن كله".

"المصري" كان يعمل قبل استشهاده "حداد" مع والده بجانب عمله في الأرض، واعتمد عليه والده في أشياء كثيرة ومساعدته في زيادة دخل الأسرة في ظل الظروف التي تمر بها بلدتهم فلسطين، حسب حديث "محمد" قائلا "كان دراعه اليمين وكان دايما سند لينا كلنا وكان معانا في الحلوة والمرة".


مواضيع متعلقة