من الانتفاضة الأولى إلى "جمعة الغضب".. هكذا صرخت القدس في "8 ديسمبر"

كتب: محمد أسامة

من الانتفاضة الأولى إلى "جمعة الغضب".. هكذا صرخت القدس في "8 ديسمبر"

من الانتفاضة الأولى إلى "جمعة الغضب".. هكذا صرخت القدس في "8 ديسمبر"

هتاف وعداء مستمر وأطفال يحافظون على شرفهم يحملون الحجارة يحاولون بها الحفاظ على الحقوق التي أهدرت، مشهد كان موجودًا في نفس اليوم 8 ديسمبر منذ 30 عامًا، وبرغم تغير الظروف والأجيال ظل ذلك المشهد حاضرًا اليوم، الفارق فقط في الأسماء فبين الانتفاضة الأولى والغضب كان الهدف واحدا والمسمى مختلفًا.

ففي 8 ديسمبر عام 1987، انطلق الفلسطينيون في مظاهرات بعدما صدمت شاحنة إسرائيلية مجموعة من الفلسطينيين من سكان جباليا في شمال قطاع غزة ما أدى إلى مقتلهم، وخلال الليل شهد المخيم تظاهرات عنيفة غذتها شائعات تبين لاحقا أنها خاطئة عن أن السائق تعمد دهس الفلسطينيين للانتقام لمقتل أحد أقربائه في عملية عسكرية فلسطينية.

وسارعت الحكومة الإسرائيلية حينها إلى اتهام سوريا وإيران ومنظمة التحرير الفلسطينية بالوقوف وراء هذه الاضطرابات، والواقع أن الانتفاضة لم تكن سوى حركة شعبية عفوية ناتجة عن شعور بالإحباط لدى فلسطينيي الداخل بعد 21 عاما على وجود الجيش الإسرائيلي وهي فاجأت حتى قيادة منظمة التحرير الفلسطينية التي كانت يومها في تونس، وخلال ست سنوات من الانتفاضة الأولى قتل نحو 1200 فلسطيني و150 إسرائيليا.

واستجابة لدعوات لقوى الفصائل الفلسطينية، خرج اليوم 8 ديسمبر آلاف الفلسطينيين في مختلف مدن الضفة الغربية والقدس المحتلة للتظاهر والاحتجاج على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي أعلن فيه اعتراف دولته بمدينة القدس عاصمة لدولة إسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس الأمر الذي أشعل من جديد غضب الفلسطينيين والمسلمين في مختلف الدول العربية.

شهيد واحد يدعى محمود المصري، وإصابة أكثر من 300 شخص، تلك هي حصيلة يوم الغضب الفلسطيني لأجل القدس، فما أشبه اليوم بالبارحة فاشتباكات اليوم لم تقل ضراوة عن ماكانت عليه منذ 30 عامًا فإطلاق الجيش الإسرائيلي الرصاص الحي والمطاطي والغازات المسيلة للدموع، وبقيت الأحجار رمزًا لصمود شعب فلسطيني أبا القبول بالأمر الواقع مهما طال الزمان.


مواضيع متعلقة