منابر مصر تتوحد دفاعاً عن «القدس».. والمتظاهرون يحرقون علمى أمريكا وإسرائيل

منابر مصر تتوحد دفاعاً عن «القدس».. والمتظاهرون يحرقون علمى أمريكا وإسرائيل

منابر مصر تتوحد دفاعاً عن «القدس».. والمتظاهرون يحرقون علمى أمريكا وإسرائيل

شهدت مساجد مصر، اليوم، انتفاضة ضد قرار الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها، وشهد الجامع الأزهر هتافات حادة وغاضبة عقب صلاة الجمعة، حيث هتف المصلون داخل المسجد: «يا صهيونى يا صهيونى.. القدس جوا عيونى، وبالروح والدم نفديك يا قدس»، وخرج المئات من المصلين والمصليات فى وقفة احتجاجية بالساحة المواجهة للبوابة الرئيسية للمسجد، هاتفين: «بالدم بالروح القدس مش هتروح، والقدس عربية، وبالروح والدم نفديك يا أقصى»، وسط حضور أمنى مكثف فى محيط مسجدى الأزهر والحسين، وأحرق المحتجون علمى أمريكا وإسرائيل رافعين أعلام مصر وفلسطين وهاتفين «إيد واحدة».

وبعث الإمام الأكبر، الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، برسالة لأبناء مدينة القدس، أكد خلالها أن الأزهر يتابع بغضب ورفض واستنكار ما أقدمت عليه الإدارة الأمريكية من إعلان مدينة القدس الشريف عاصمة لكيان الاحتلال الصهيونى الغاصب فى خطوة غير مسبوقة وتحدٍّ خطير للمواثيق الدولية ولمشاعر أكثر من مليار ونصف مليار مسلم حول العالم، ولمشاعر ملايين المسيحيين العرب، الذين جمعتهم على مر التاريخ مساجد وكنائس القدس العتيقة مع أشقائهم من المسلمين.

وأكد «الطيب» أنه باسم الأزهر وباسم العالم الإسلامى كله نؤكد رفضنا القاطع لهذه الخطوة المتهورة الباطلة شرعاً وقانوناً، كما نؤكد أن الإقدام عليها يمثل تزييفاً واضحاً غير مقبول للتاريخ، وعبثاً بمستقبل الشعوب، لا يمكن الصمت عنه أبداً ما بقى فى المسلمين قلب ينبض. وتابع: «ليعلم الجميع أن القدس هى عاصمة الدولة الفلسطينية المحتلة من قبل كيان الاحتلال الصهيونى الغاصب، ولن تكون غير ذلك، وأى تحرك يناقض ذلك مرفوض وستكون له عواقبه الوخيمة». {left_qoute_1}

وأضاف: «إننا نحذر بكل قوة من خطورة الإصرار على التمسك بهذا القرار الباطل الذى يشعل نار الكراهية فى قلوب كل المسلمين وقلوب كل محبى السلام فى العالم ويشكل تهديداً خطيراً للسلم والأمن الدوليين، وليعلم صانعو القرار الأمريكى أن سياسة الكيل بمكيالين ودعم قوى الاحتلال الصهيونى الغاشم وسلب حقوق الشعوب وتراث الأمم وحضارتها هى سياسات غير حضارية، ولن يكتب لها البقاء عاجلاً أو آجلاً، وستبقى قضية عروبة القدس هى قضية العرب والمسلمين الأولى التى لن تموت أبداً، ونحن ندعو قادة وحكومات دول العالم الإسلامى وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامى والأمم المتحدة إلى التحرك السريع والجاد لوقف تنفيذ هذا القرار ووأده فى مهده.

ودعا شيخ الأزهر كل القوى والمنظمات الدولية المحبة للسلام والمناهضة لسياسات الاستعمار المقيت لأن تتحرك جميعاً لوقف هذه الكارثة الدولية والإنسانية التى تحل بعالمنا، كما ننادى شعوب العالمين العربى والإسلامى إلى رفض هذه المخططات الصهيوأمريكية الخبيثة، واستعادة الوعى العربى والإسلامى بقضية الأقصى الشريف أولى القبلتين وثالث الحرمين ومسرى خاتم الأنبياء والمرسلين، ونقول لأهلنا فى القدس المحتلة، لتكن انتفاضتكم الثالثة بقدر إيمانكم بقضيتكم ومحبتكم لوطنكم ونحن معكم ولن نخذلكم. وألقى الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر، خطبة الجمعة بالجامع الأزهر، تحت عنوان «القدس عاصمة أبدية لفلسطين والعرب» مؤكداً أن نقل أمريكا لسفارتها للقدس، أشبه بالوعد المشئوم، الذى قطعه بلفور لليهود عام 1917، الذى جعل من فلسطين العربية موطناً لليهود، ولا تملك أمريكا ولا العالم تغيير شىء من تاريخ القدس أو الأقصى، فالقدس عاصمة أبدية لدولة فلسطين بمكونها المسلم والمسيحى، ولا حق فيها لليهود مهما ادعوا، لذا فقرار ترامب باطل ومستهين بمشاعر المسلمين والمسيحيين، ولا اعتبار له وهو والعدم سواء، والسفارة الأمريكية التى ستنشأ على أرض القدس الفلسطينية ما هى إلا مستوطنة أمريكية تضاف للمستوطنات الصهيونية، وهكذا سنتعامل معها ولن يعترف بها أى حر، ومن سيعترف فهو غاصب لأرض العرب، فقرار ترامب إرهابى.

وفى خطبة الجمعة بمسجد الحسين، أكد الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، أن القدس عربية وستظل وفى نصرتها عز أمتنا وفى خذلانها ذلها وهوانها ولا بد من اصطفاف وطنى وعربى وقطع أيدى الخونة والعملاء، مؤكداً أن الأمة قد استفاقت من عصر الانكسار والانهزام وستنطلق إلى عصر البناء والانتصار ولم تتوحد على قضية مثل توحدها على قضية القدس الآن، وأن إعلان الولايات المتحدة الأمريكية أن القدس عاصمة لإسرائيل لا يقدم ولا يؤخر ولا يغير من حقوقنا الثابتة فى القدس، وكون القدس عربية عاصمة لدولة فلسطين.

ودشنت المؤسسات الدينية الثلاث الأزهر والأوقاف والإفتاء، حملة إلكترونية موحدة على صفحاتهم بوسائل التواصل الاجتماعى، للتدوين حول عروبة القدس، وتوعية المتابعين للصفحات بالقضية وقدسيتها، والرد على أى ادعاءات بيهودية القدس، وأطلقت الحسابات هاشتاج «القدس عربية»، فيما غيرت الصفحة الرسمية للأزهر على الفيس بوك شعارها إلى علم فلسطين، تتوسطه عبارة «القدس عربية»، تضامناً مع القدس المحتلة، ونشرت الصفحة رسوماً تعبيرية تؤكد تضامن الأزهر مع الشعب الفلسطينى، ونضاله من أجل استعادة أرضه المحتلة وعاصمته المقدسة.

وفى الجيزة خرجت مظاهرات منددة بقرار الرئيس الأمريكى وهتف المتظاهرون ضد الولايات المتحدة وإسرائىل، وتظاهر العشرات أمام ساحة مسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية، عقب صلاة الجمعة، اعتراضاً على قرار الرئيس الأمريكى رونالد ترامب، باعتبار القدس عاصمة لدولة إسرائيل، ورفع المتظاهرون لافتات مدوناً بها عبارات «القدس لنا.. إسرائيل إلى زوال»، وحرقوا علم إسرائيل وسط هتافات تطالب بنصرة القدس والانتقام من الصهاينة.

وخصص أئمة المساجد فى الإسكندرية خطبة الجمعة حول قضيتين، الأولى عروبة مدينة القدس وكامل أرض فلسطين، وضرورة مواجهة محاولة تهويدها المستمرة، والثانية هى التسامح والاعتدال فى الدين الإسلامى ونبذ كل مظاهر العنف والكراهية، والحث على عدم الاستجابة للحظات الغضب.

ودعا أئمة وخطباء المساجد بمحافظة البحيرة إلى نصرة القدس وفلسطين.

وأكد خطباء المساجد فى الغربية، خلال خطبة الجمعة، أن قرار الرئيس الأمريكى هو والعدم سواء. لأن القدس عربية منذ الأزل.

وقال الشيخ محمد سلامة، وكيل وزارة الأوقاف فى دمياط فى خطبة الجمعة بمسجد الصحابة «إن الوثائق والتاريخ تثبت عروبة القدس قبل بعث سيدنا موسى بـ27 قرناً.


مواضيع متعلقة