تمنى الشهادة.. آخر كلمات شهيد "جمعة الغضب" الفلسطيني دفاعا عن القدس

تمنى الشهادة.. آخر كلمات شهيد "جمعة الغضب" الفلسطيني دفاعا عن القدس
- شهيد
- فلسطين
- غزة
- القدس
- قدس
- أقصى
- الأقصى
- المسجد الأقصى
- جمعة الغضب
- ترامب
- شهيد
- فلسطين
- غزة
- القدس
- قدس
- أقصى
- الأقصى
- المسجد الأقصى
- جمعة الغضب
- ترامب
حشود ضخمة ومشهد تشيب له الرؤوس، رجال يهتفون بكل ما أوتوا من قوة، أصواتهم تحرك الصخور، ينادون على الأقصى، وقف بينهم شاب كبير على صغره، حمل مسؤولية الدفاع عن فلسطين منذ نعومة أظافره، وفاض به الكيل بعد إعلان القدس عاصمة لإسرائيل.
الأرض أو الموت.. شعار رفعه محمود المصري 30 عاما، ابن فلسطين، عازمًا على أن تعود أرض بلاده بيده ورفاقه، يرن في أذنية نداء الأقصى لهم واستغاثته، فلم يجد من الأمر بد إلا أن يضحي بحياته فدا بلاده، بعدما أصابته ذخيرة حية شرق خان يونس جنوب قطاع غزة، ليُزف عريسًا إلى الجنة ويلحق بمن سبقوه دفاعًا عن القدس.
مواقع التواصل الاجتماعي ضجت بصور للشهيد محمد المصري وقصصًا من حياته، كشفت ملامح شخصيته المختصرة في السطور السابقة.
وبحسب حسابه الشخصي على "فيسبوك" بعد جولة لـ"الوطن" داخله، فإن الشهيد "المصري" اعتاد الظهور بشكل متكرر خاصة في الأيام الأخيرة، حيث كان آخر ظهور له بالأمس، من خلال منشور كتبه في تمام الساعة 10.47 مساء، موجهًا رسالته إلى الأعداء بأنه وأبناء بلاده لا يهابون الموت ما دام من أجل وطنهم، قائلًا: "لو متنا عشاق شهادة مثل الشجر بأرض بلادى بنموت ونحنا واقفين".
قبل المنشور الأخير بدقائق قليلة، وضع الشهيد على صفحته صورة لحمام يطير أعلى مسجد قبة الصخرة، وعلق عليها: "خليك صامد على القبب جايينك جيل الغضب"، ثم كتب بعدها منشور قال فيه: "إحنا عشاق البارود وبإسمك نعلى الراس دونها يا رصاص دونها واحكي للأسود حنا بالدم نجود".
حبه لبلاده وانشغاله بقضيتها سيطر على منشوراته، حيث نشر الشهيد "المصري" قبل 3 أيام صورة للأقصى على "فيس بوك"، علق عليها: "أن تكون تعلم أنك ولدت معك حكم الإعدام، وإن كنت تعرف أنك تسير نحو حتفك دون اهتمام فأنت في القدس"، ليعلق عليها أصدقائه بأن قلبه كان يشعر باستشهاده.
وبكلام يملؤه الحزن والقهر، كتب الشهيد منشورًا في يوم السادس من الشهر الجاري، عقب اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإسرائيلية القدس، دعى فيه ربه قائلًا: "يا الله أزاد بغيهم تجاوزو كل حد في الطغيان، أزلونا يا رب زرات التراب تحت وقع اقدامهم تعن الأقصى فى قيوده، يصرخ المسرى في أغلاله يجئر مللنا الزل يارب قتلنا العار يارب حرك جنودك.. يا الله يا الله ياالله الهى عجل بسير زحوفنا للأقصى".
وفي مساء اليوم ذاته.. نشرها "المصري" على حسابه قائلًا: "للأقصى رجال، تحميه، تفديه، تحيا به.. أقصانا"، قبل أن يكتب منشور آخر ينادي فيه بحرية الأقصى، حتى لو كانت الدماء هي المقابل وكأنه يروي نهايته، قائلًا: "الدم لأرضك مشتاق ليطلع نوار.. حريتك مطلبنا".