أثريون يوضحون قصة اكتشاف معبد أبوسمبل: "أقل غلطة قد تدمّره"

كتب: دعاء راجح

أثريون يوضحون قصة اكتشاف معبد أبوسمبل: "أقل غلطة قد تدمّره"

أثريون يوضحون قصة اكتشاف معبد أبوسمبل: "أقل غلطة قد تدمّره"

افتتح الدكتور خالد العناني وزير الآثار، والسفير الإيطالي في القاهرة جامباولو كانتيني، معرضا عن المغامر الإيطالي جيوفاني بيلزوني، الذي اكتشف معبد أبوسمبل، أول أمس، وذلك بمقر المركز الثقافي الإيطالي في القاهرة بمناسبة مرور 200 عام على اكتشاف المعبد.

الباحث عماد مهدي عضو اتحاد الأثريين المصريين، يقول إن اكتشاف معبد أبوسمبل، جاء على يد باحثة الآثار الإنجليزية إيميليا إدوارد في العام 1873، بعد أن لاحظت وجوه قردة البابون الموجود بالفعل أعلى قمة المعبد، خلال رحلة نيلية، ثم ذكرت ذلك في كتابها 1000 ميل فوق النيل.

وأضاف مهدي لـ"الوطن"، أن العالم جيوفاني بيلزوني استطاع دخول المعبد واكتشف تعامد الشمس على وجه رمسيس الثاني، وذلك في نهاية القرن الثامن عشر إلى بداية القرن التاسع عشر.

وزاد عضو اتحاد الأثريين المصريين: "من هنا تم اكتشاف أن اليوم 24 ساعة، من خلال ما فسره العلماء بوجود 22 قردا تتعامد عليهم الشمس في البداية، وتمثال "رع حور أختي" الذي يمثل عند الفراعنة الأفق، وهو شمس الشروق وشمس الغروب، ما يعدل ساعتين في اليوم، ما يعادل 24 ساعة.

وأوضح الباحث الأثري، أن المعبد منحوت من الحجر الرملي الذي يعد من أصعب الأحجار، ما يدل على براعة المصري القديم ودقته الشديدة في العمل، وذلك في عصر لم يكن هناك معدات للعمل بها، حسب قوله.

وأوضح مهدي، أن أقل غلطة قد تدّمر المعبد بكامله، مضيفا أنه من الإعجاز الهندسي عند المصري، هو القدرة على التخطيط بدقة شديدة، بحيث يستطيع أن يجعل الشمس في الشروق تصل إلى قدس الأقداس على مسافة 60 مترا.

وتابع عضو اتحاد الأثريين المصريين، أن قدس الأقداس يحتوي على 4 تماثيل، وهم "تمثال الإله رع حور" أول تمثال تتعامد عليه الشمس، تم تمثال "الملك رمسيس الثاني" الذي يعد أول ملك يضع تمثال له بجوار الآلهة، ما يدل على أنه كان يحاول التساوي بهم، ثم "الإله آمون رع" الذي يلقب بالإله الخفي، ثم الإله "بتاح" الملقب برب الفنون وهو معبود منف ولا يظهر عليه الشمس مطلقًا، ما يدل على عبقرية المصري، حيث كان هذا الإله خاص بالعالم السفلي، فكان من الضروري ألا تتعامد عليه الشمس، وفقا لقول مهدي.

وكان المعبد معرض للانهيار من تدافع مياه السد العالي، ورممت 50 دولة من منظمة "يونسكو" المعبد بتكلفة بلغت 40 مليون دولار في فترة الستينيات، فقطعوا حجارة المعبد بشكل يدوي تام باستخدام المناشير اليدوية، وإقامة جبل صناعي يتم وضع المعبد فوقه وعمل غرفة تجويف له مثل التي توجد في الهرم الأكبر فوق المعبد، حسب قول مهدي.

وفي السياق ذاته، قال حازم الكريتي الباحث الأثري، إن الملك رمسيس الثاني شيّد معبد أبو سمبل بين العديد من المعابد التي شيدت في عهده في حكم الأسرة الـ19، وهذا المعبد وجوده في أسوان يدل على ارتباط الحضارة بين مصر والسودان والديانة الواحدة في كل منهما في ذلك الوقت، بينما جاءت الديانة المسيحية وهُجر المعبد.

وأضاف الكريتي، لـ"الوطن": "العلماء أجمعوا على أن تسمية معبد أبو سمبل بهذا الاسم، يرجع إلى أن أبو سمبل كان الرجل الذي قاد العالم (جيوفاني بيلزوني) إلى المعبد"، موضحا أن التسمية من المصريين وليس اسم فرعوني، فالاسم الحقيقي للمعبد هو معبد "رمسيس الثاني"، مثل معبد الدير البحري فهو معبد "حتشبسوت" في الأصل والمصريين من أطلقوا عليه الدير البحري لوجود دير هناك.


مواضيع متعلقة