قبل الحسم.. سيناريوهات «مصر وقطر» في معركة «يونسكو»

كتب: دينا عبدالخالق

قبل الحسم.. سيناريوهات «مصر وقطر» في معركة «يونسكو»

قبل الحسم.. سيناريوهات «مصر وقطر» في معركة «يونسكو»

ساعات قليلة، وتحسم المعركة الأكبر داخل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونسكو"، باختيار مديرها، بعد أن شهدت الأيام القليلة الماضية مفاجآت ضخمة بتفوق المرشح القطري حمد بن عبدالعزيز الكواري تليه المرشحة المصرية الوزيرة مشيرة خطاب، والفرنسية أودريه أزولاي.

وفي الجولة الرابعة، أمس، انسحب المرشح الصيني قبل دقائق منها، وجاء في المركز الأول بانتخابات المجلس التنفيذي للمنظمة، المرشح القطري حمد بن عبدالعزيز الكواري بـ22 صوتا، وتلاه في المرتبة الثانية المرشحة المصرية مشيرة خطاب والفرنسية أودريه أزولاي بـ18 صوتا، في سابقة الأولى من نوعها بـ«يونسكو»، ليدخلا معا انتخابات، لاختيار واحد فقط يتنافس مع القطري، لكي يحسم المرشح المقعد، التي تحتاج لتأييد (50%+1) من نسبة المجلس أي ما يعادل 30 صوتا.

وكثفت مصر جهودها الدولية لاقتناص ذلك المنصب على مدار أكثر من عام ونصف، حيث حصلت بالفعل على الدعم الإفريقي، فضلا عن مؤسسات دولية الأخرى، إلا أنها تخوض اليوم جولة الإعادة مع الفرنسية لمحاولة الفوز بالمنصب الرئاسي لـ"يونسكو"، في الوقت الذي تداولت فيه صحف دولية اتهامات لقطر بتقديم رشاوى مالية للدول الأعضاء لكسب تأييدهم بالانتخابات، وهو ما يطرح سيناريوهات عدة في تصويت اليوم.

لكي تفوز مشيرة خطاب في انتخابات اليوم عليها إجراء اتصالات موسعة وتحركات ضخمة لحصد أصوات الدول الآسيوية وعلى رأسهم الصين، وهو ما بدأت تنفيذه من الأمس بالفعل، على حد قول الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلاقات السياسية في الجامعة الأمريكية، مضيفا أن فرنسا تحظى بدعم الدول الفرانكفوتية التي أغلبها ينتمي لإفريقيا، حيث تعتبر لم تلتزم بعضها بقرار الاتحاد الإفريقي بتأييد مصر.

وأكد فهمي، في تصريح لـ"الوطن"، أن المشهد متغير داخل يونسكو، لذلك فمن الصعب التوقع بمسار الأحداث خلال الساعات القليلة المقبلة، مضيفا أنه إذا تمكنت مصر من تنفيذ ذلك ستخوض المعركة النهائية مع المرشح القطري.

وتابع: "الدوحة كان لها تحركات دولية سريعة ومكثفة خلال الفترة الماضية ضربت بها المواقف داخل المنظمة الأممية، واستطاعت بها إدارة المعركة لصالحها بكفاءة، نظرا لعلاقاتها الدولية، فضلا عن اعتمادها الضخم على المال السياسي الذي لعب دورا مؤثرا بالانتخابات"، إضافة إلى صوت مرشحها الثقافي باليونسكو وعلاقاته القوية السابقة.

وفي حال فوز المرشح القطري، قال أستاذ العلوم السياسية إنه "بذلك سيصبح هناك علامات تساؤل ضخمة بشأن يونسكو ومستقبلها وطبيعة إدارتها"، مؤكدا أن المنظمة الأممية ذات موقف مشرف ضد الإرهاب والاحتلال الإسرائيلي، ومديرها له أهمية ضخمة تضاهي منصب الأمين العام للأمم المتحدة، لذلك تتخذ منها عدد من الدول مواقف معادية وعلى رأسهم أمريكا التي انسحب من عضويتها أمس متهمة المؤسسة بأنها "معادية لإسرائيل".

وشاركه في الرأي الدكتور أيمن سمير، أستاذ العلاقات الدولية، قائلا إنه في حال فوز المرشح القطري فنحن أمام "سيناريو كارثي"، مضيفا: "بذلك يتم مكافأة الإرهابي بإرهابه، حيث ثبت بالأدلة والبراهين تمويل الدوحة للإرهاب، وفي هذه الحالة تدير المنظمة الأممية الأهم المنوطة بمحاربة ذلك الأمر".

وأضاف أنه من المتوقع أن تحصل خطاب على دعم الدول الآسيوية بانسحاب الصين وعدد من الدول العربية ما يمكن أن يدفع بها لخوض الجولة الأخيرة.

"تفتيت الأصوات العربية"، لهذا السبب يرى سمير سبب عدم حسم المرشحة المصرية للمنصب، مضيفا أن ذلك السبب يعود إلى عدم التوافق العربي على اختيار مرشح بعينه في بداية الأمر، فاتجهت في نواحي بين مصر والعراق ولبنان وقطر، الذي كان يمكن أن يحسم الانتخابات منذ البداية.

وأوضح أن السبب الثاني لتفوق المرشح القطري هو المال السياسي الذي يلوح به برنامج مرشح الدوحة مستغلا في ذلك الفقر الذي تعاني منه المنظمة، فضلًا عن أن قطر تتبع نظام الرشاوى السياسية لصالحها، وهو ما سيتم كشفه فيما بعد إذا قدمت أموال لمندوبي الدول، لكون التصويت سريا، مثلما حدث في مونديال 2021.

 


مواضيع متعلقة