نص كلمة رئيس الوزراء بمجلس النواب خلال دور الانعقاد الثالث

كتب: وائل سعد

نص كلمة رئيس الوزراء بمجلس النواب خلال دور الانعقاد الثالث

نص كلمة رئيس الوزراء بمجلس النواب خلال دور الانعقاد الثالث

ألقى المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، كلمة في بداية دور الانعقاد الثالث من الفصل التشريعي الأول لمجلس النواب.

وتنشر "الوطن"، نص كلمة رئيس الوزارء التي جاءت كالتالي:

السيد الأستاذ الدكتور علي عبدالعال

رئيس مجلس النواب

السيدات والسادة أعضاء المجلس الموقر

يسعدني أن أكون معكم اليوم؛ لأشهد بداية دور الانعقاد الثالث من الفصل التشريعي الأول لمجلسكم الموقر، ولأعبر لحضراتكم بالأصالة عن نفسي وبالنيابة عن الحكومة عن خالص شكري وتقديري لما بذلتموه من جهد مخلص، وأداء متميز في دوري الإنعقاد الأول والثاني، على مستوى جميع اجتماعات لجان المجلس النوعية وكذلك اللجنة العامة.

وإنه لمن حسن الطالع أن يتزامن بدء دور الانعقاد الثالث للبرلمان مع احتفالات المصريين بنصر أكتوبر المجيد، وبهذه المناسبة نتوجه بالتهنئة والشكر إلى شعب مصر العظيم والرئيس عبدالفتاح السيسي، وقواتنا المسلحة درع الوطن وسيفه والتي لا تزال تخوض بنجاح حربا ضروسا ضد جماعات الإرهاب الأسود؛ يدا بيد مع رجالنا البواسل من قوات الشرطة؛ فلهم منا جميعا كل التحية والتقدير.

السيد الأستاذ الدكتور رئيس مجلس النواب

السيدات والسادة أعضاء المجلس الموقر

شاء القدر أن يأتي مجلسكم الموقر في ظروف شديدة الصعوبة؛ جعلت مصرنا في أشد الحاجة إلى ممثلين حقيقيين لإرادتها؛ ونواب أكفاء قادرين على المساهمة في تقديم الحلول لمشاكلها والتعبير بصدق عن شعبها والمشاركة في بناء مستقبلها.

ولقد اختاركم الشعب المصري ثقة فيكم؛ وفي قدراتكم وإيمانا بإخلاصكم ووطنيتكم فكنتم ولازلتم تؤدون الأمانة بكل صدق وجدارة.

لقد كان الهم الأكبر للدولة المصرية أن تستقر دعائمها وتحافظ على كيانها، ولقد أنجزنا هذه المرحلة بنجاح تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، فلقد تم تحقيق الاستقرار الأمني والاقتصادي بعد أن استعادت مؤسسات الدولة عافيتها، وكان لمجلسكم الموقر دورًا كبيرًا في ذلك، حيث كانت مساندتكم قوية وتأييدكم مستمرا لإعادة البناء ومواجهة الإرهاب ودحر دعاة الهدم والخراب.

ثم انطلقنا من مرحلة تثبيت الدعائم إلى مرحلتي الإصلاح الاقتصادي والبناء والتنمية الشاملة ويجرى العمل فيهما على التوازب.

إن برنامج الحكومة لم يكن لينفذ أو يتحقق بهذه الدرجة الجيدة والتي أشادت بها المؤسسات الدولية الكبرى، إلا بدعم كبير ومساندة قوية من مجلسكم الرشيد الموقر، فلقد استهدفنا زيادة معدلات النمو الاقتصادي وعلاج الاختلالات الهيكلية العميقة في الأداء الاقتصادي التي استمرت لعشرات السنين دون مواجهة كما عملت الحكومة على إصلاح مناخ الأعمال وتهيئة مناخ الاستثمار.

وكان لابد من بناء تشريعي محفز وجاذب للاستثمار، ولقد تحقق ذلك بفضل جهدكم الكبير وإقراركم لقانون الاستثمار وقانون تيسير إجراءات منح تراخيص المنشآت الصناعية وغيرهما من التشريعات؛ التي سيذكركم التاريخ بأنكم أنجزتموها.

وبخلاف الأداء الاقتصادي والتشريعات المساندة، فلقد أقر مجلسكم الموقر العديد من التشريعات الإجتماعية المساندة للفئات الفقيرة ومحدودي الدخل، ومن أهمها علاوات الغلاء وزيادة المعاشات بكل أنواعها.

هذا بخلاف التشريعات التنظيمية التى نظمت مؤسسات البلاد وأجهزتها المختلفة بما أعطى دفعة كبيرة للعمل الحكومي، ومن أهمها قانون الخدمة المدنية.

ولعل قانون تقنين وضع اليد على أراضي الدولة يعتبر من أهم التشريعات التي أنجزتموها، والذي تضمن القواعد والضوابط التي تحافظ على حق الشعب وأمواله من ناحية، وتضع ضوابط يتم العمل بها لواضع اليد الذي أنتج وعمر وزرع وخضر ليواصل العمل والإنتاج إذا ما أدى حق الشعب.

السيد الأستاذ الدكتور رئيس المجلس

السيدات والسادة أعضاء المجلس الموقر

أتمنى لحضراتكم تحقيق المزيد من النجاح والتقدم في دور الانعقاد الجديد بأسلوبكم الذي يتسم بالفكر البناء والمناقشات الثريـة والحوار المسؤول وذلك في سبيل رفعة الوطن وتحقيق مصالحه العليا.

ويبقى أمام مجلسكم الموقر دورا كبيرا في إتمام العديد من التشريعات المهمة خلال دور الانعقاد الثالث ومن أهمها: "قانون التأمين الصحي، قانون التأمينات الاجتماعية، قانون المنظمات النقابية، قانون الإدارة المحلية، قانون الشباب، قانون حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، القانون المنظم للمناقصات والمزايدات،وغيرها من القوانين المهمة.

وتؤكد الحكومة احترامها لكل الآراء ووجهات النظر التي يبديها جميع السادة والسيدات أعضاء المجلس الموقر.

كما تؤكد تقديرها لجميع السادة النواب، وتلبية طلباتهم التي تصب في خدمة الشعب باعتبارها جزءا من مسؤولية الحكومة تجاه المجتمع وتجاه نوابه باعتبارهم الممثلين لكل شرائح المجتمع.

ولابد أن نأخذ في الاعتبار أن المرحلة المقبلة حرجة ومهمة جدا وتتطلب المزيد من الجهد والعمل المشترك لمجلس النواب والحكومة.

السيد الأستاذ الدكتور رئيس المجلس

السيدات والسادة أعضاء المجلس الموقر

إن مصر لديها كل مقومات تحقيق النهضة الشاملة، وتعمل باستراتيجية شاملة ورؤية واعية لتحقيق قفزة كبرى تلحقنا بمصاف الدول المتقدمة، وشعب مصر وقيادتها وحكومتها قادرون على ذلك.

وفي هذا المقام أجد لزاما على أن أقرر بكل صدق وأمانة، أن التحدي الأعظم الذي ينبغي علينا مواجهته ودون تهاون أو إبطاء هو الزيادة السكانية، حيث أننا وصلنا إلى نسبة زيادة سكانية غير مسبوقة من شأنها أن تلتهم ما نحققه من معدلات النمو أولاً بأول، ودون ترك أي فوائض مدخرة لمستقبل الشعب ولأجيالنا القادمة.

ولقد وجه السيد رئيس الجمهورية الحكومة مبكرا لوضع استراتيجية متكاملة لمواجهة هذا التحدي الأعظم الذى استمر منذ عشرات السنين، ووضعت الحكومة بالفعل هذه الاستراتيجية وهي متعددة الجوانب والمحاور وتحتاج إلى تضافر جميع الجهات المعنية وكل الجهات معنية بلا استثناء.

ونحن كحكومة لن نستطيع وحدنا إنجاز هذه المهمة القومية، ونحتاج إلى المساندة الكاملة من كل الشعب وأنتم نواب هذا الشعب وممثليه، وأنا واثق أنكم ستكونون خير معين لنا لتجاوز هذا التحدي العظيم والتغلب عليه.

السيد الأستاذ الدكتور رئيس المجلس

السيدات والسادة أعضاء المجلس الموقر

إن دوري الانعقاد السابقين يعتبران خير شاهد على التنسيق الكامل والتعاون المثمر بين مجلسكم الموقر والحكومة، في إطار مواجهة التحديات الجسام التي تمر بها البلاد.

ونتطلع إلى المزيد من التواصل بين النواب والحكومة في الفترة المقبلة من أجل تنفيذ الأجندة التشريعية اللازمة لنضع مصر معا على طريق النهضة الشاملة، وفى المكانة التى تستحقها.

فنحن في مرحلة مهمة من مراحل العمل الوطني حدد ملامحها ووضع أهدافها السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية.‏

وقبل أن أختم كلمتي أود أن أؤكد على عدة أمور:

إن الحكومة ومجلسكم الموقر سيستمران في العمل بعزم مخلص للإسراع بتعويض ما فات هذا الوطن، وذلك في ظل توافر الفرص الأكيدة التي تضمن تقدمه وازدهاره بسواعد أبنائه وجهدهم.

إن مجلسكم الموقر قام بأداء دوره الرقابي على أكمل وجه، ولم يدخر جهدا في التصدي للفساد، وتم التنسيق بين المجلس والحكومة والأجهزة الرقابية الأخرى للوقوف صفا واحدا في وجه الفساد والمفسدين واتخاذ الإجراءات القانونية بشأنهم والحصول على حق الشعب.

ولقد قدم مجلسكم الموقر الكثير من النصح والمشورة والمقترحات المتميزة للحكومة، وبذل في كل الأحيان جهدا كبيرا يستحق عليه كل الشكر والتقدير.

لقد حظيت الحكومة بشرف الحصول على ثقة وموافقة مجلسكم الموقر على برنامجها، ونأتي اليوم لنجدد التزامنا بالبرنامج الذي تم عرضه على حضراتكم وبتقرير مفصل عما تحقق منه؛ كي تكون الصورة كاملة أمام حضراتكم خلال أسبوع.

كما نتعهد باستمرار التعاون مع مجلسكم الموقر أكثر من أي وقت مضى؛ لتحقيق أهدافنا في بناء الدولة المصرية الحديثة ومواجهة التحديات.

وفي ختام حديثي؛ أود أن أشير إلى أننا جميعا ندرك ما تواجهه مصرنا من ظروف صعبة، لكننا كمصريين نعرف جيدا ما يجب أن نفعله وقت أن تتأزم الأمور، فنظهر معدننا الحضاري الأصيل، ونلتف حول قيادتنا ونتحلى بالصبر والجلد في مواجهة الصعوبات، ونتشارك المسؤولية ولا نعرف لفظ المستحيل ونفاجئ العالم بما نحن قادرون على فعله، هكذا نحن كنا وسنظل.

وأنتهز هذه المناسبة لأعبر عن عظيم شكري وتقديري للسيد الدكتور علي عبدالعال رئيس مجلس النواب، لعظم المسؤولية الملقاة على عاتقه والتي تحملها بكل صدق وأمانة.

كما أكرر شكري لحضراتكم وأتمنى لمجلسكم الموقر التوفيق والسداد في دور انعقاده الثالث.


مواضيع متعلقة