قصة كفاح| "شيماء" طالبة في "حقوق" صباحا وبائعة بالمترو ليلا

كتب: هدير وهدان

قصة كفاح| "شيماء" طالبة في "حقوق" صباحا وبائعة بالمترو ليلا

قصة كفاح| "شيماء" طالبة في "حقوق" صباحا وبائعة بالمترو ليلا

بجسد نحيل وقامة طويلة تطوف المترو بين مقاعد الركاب وهي مبتسمة الوجه، كانت تفتعل الابتسامة حتى يتعاطف معها الركاب بشراء بضاعتها ولكن الواقع يقول ان هذه الابتسامة يختبئ تحتها حالة تضج بالخوف والضياع، فهي لم تجد من الحياه سبيل حتى قررت العمل لدفع أقساط قرض اقترضه والدها لعلاجها.

شيماء؛ طالبة في الفرقة الرابعة بكلية حقوق جامعة القاهرة، تمر كل يوم على عربات المترو لتطرح بضاعتها إيمانا بمقولة "الرزق يحب الخفية" وداخلها خوف من نظرات الركاب التي توبخها أكثر من قلقها من الشغل ذاته، تحلم بأن تصبح مستشارة ولكن دفعتها حاجتها المادة إلى العمل بائعه داخل عربات المترو.

تنهض في الصباح الباكر كل يوم لتعمل و تذاكر وتجتهد في الليل اقتضاء بالحديث الشريف، "لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا".

لم تجد الطالبة الجامعية ملاذا تحتمي به فبعد أن تركتها والدتها وهي طفله رضيعة وتزوجت لم تجد حضنا ولا مأوى سوى والدها العامل البسيط، الذي وجد من عمله سبيل لحياته هو وأسرته المتواضعة ولكن بعد ارتفاع الأسعار وزياده أعباء الحياة و زياده احتياجاتهم، اقترض والدها من وظيفته لإجراء عملية جراحية لشيماء في القلب لم تعد الحياه كمان اعتادها من قبل، وحسب قولها لـ"الوطن" أصبح يسدد 600 جنيه من راتبه للقرض كل شهر، ولم يتبق سوى جنيهات قليله لا يستطيعون العيش بها.

وجدت شيماء في ذاتها مؤهلات المسؤولية والعمل، فلم تلجأ للتسول وطلب المساعدة من الآخرين، ولكن وجدت من نفسها سبيل للعمل والسعي لطلب الرزق، "لفت نظري الناس اللي بتبيع في المترو وقولت مش عيب ولا حرام".

افترشت شيماء، بضاعتها من فواحات عطر وأدوات تجميل وأخرى للطهي وسعت لطلب الرزق ولكن لم تكن تعلم الفاجعة التي تنتظرها من نظرة البعض لها التي كادت أن تسبب أزمه نفسية لها.

وما أن لبست إلا وجدت إحدى صديقاتها المقربات لها وهي تلفت وجهها بعيد عنها حتي لا تراها وتحدثها، وكأنها تفعل ما يغضب الله، وبهذا قررت الحياة أن تظلمها وقرر المجتمع أن يبغضها لمجرد ان حاولت ان تفلت من الواقع المأساوي وتخرج لتعمل.

 


مواضيع متعلقة