الفقر يقتل "ياسين" ببطء.. و"دموع أمه" لا تستطيع إحياءه

الفقر يقتل "ياسين" ببطء.. و"دموع أمه" لا تستطيع إحياءه
- أم على
- الدكتور مجدى يعقوب
- زرع قلب
- عيب خلقي
- عيد ميلاده
- مليون جنيه
- آسف
- أسوان
- أشهر
- أم على
- الدكتور مجدى يعقوب
- زرع قلب
- عيب خلقي
- عيد ميلاده
- مليون جنيه
- آسف
- أسوان
- أشهر
تراقب أنفاسه دون أن يشعر، ترقد بجواره صامته، تتفحص ملامحه، لا تستطيع إخفاء حزنها أو إبداءه، تخشى أن ينام وحيدها ذات مرة على ابتسامة فتستيقظ هي على دموع فراقه بقية العمر، شعور لا يبرح خيال "ياسمين" أو "أم ياسين" كما تحب أن يناديها أهل إمبابة.
المشهد يتكرر بصفة يومية، لم يغب عنها لحظة اكتشاف مرضه عقب الاحتفال بعيد ميلاده الخامس، أعدت له نزهة في الحديقة حيث الملاهي التي يحبها، فسقط مغشيا عليه من فرط اللعب والحركة، حملته الأم على الفور وهرعت به إلى أقرب طبيب، حيث المفاجأة التي أدمت قلبها "آسف يا حاجة ابنك مريض قلب ومحتاج عملية بـ9 ملايين جنيه".
غامت الدنيا في عينيها، أدركت "أم ياسين" أن عليها تقديم ابنها قربانا لفقرها وظروفها الاجتماعية الصعبة، تقول: "أنا منفصلة عن والده منذ سنوات، ومعاش والدي المتوفى هو ما أعيش به مع والدتي، وليس لي أي دخل آخر".
الابتسامة التي تضيء حياتها تكاد تختفي، حيث لا مجال للانتظار، تقول وهي تلملم خيبتها "كل التشخيصات الطبية السابقة أكدت أن عنده أنيميا أو فيروس في الكبد، لأن بطنه انتفخت فجأة دون سبب، لكن الأشعة التلفزيونية أكدت أنه مولود بعيب خلقي في القلب، وكان يلزمه عملية زرع قلب منذ ولادته".
ورغم كل الظلام، أضاء في عقل العشرينية فكرة اللجوء إلى مستشفى الدكتور مجدى يعقوب للقلب، بعد متابعتها للإعلانات التليفزيونية، فشدت الرحال إلى أسوان تطرق باب الرجاء الأول: "المدير رفض حالة ابنى، وقالي يحتاج ملايين للعلاج في الخارج"، بعدها انتقلت أم ياسين إلى الإعلاميين واحدا تلو الأخرى، حيث تتلقى صفعات جديدة دون رحمة.
5 أشهر لا تقوى ياسمين ووحيدها ياسين على الحركة، فكلاهما به غصة في قلبه، أحدهما ينتظر الموت دون شفيع، والأخرى تنتظر حسرتها على الفراق، وتتطلع إلى اللحاق به.