عضو «مجلس سوريا الديمقراطى»: المنطقة ليست مهيأة للقبول بـ«دولة كردية» حالياً.. وهدفنا خلق فيدرالية جغرافية لحل الأزمة ولا نسعى للانفصال

عضو «مجلس سوريا الديمقراطى»: المنطقة ليست مهيأة للقبول بـ«دولة كردية» حالياً.. وهدفنا خلق فيدرالية جغرافية لحل الأزمة ولا نسعى للانفصال
- أرض المعركة
- إقامة دولة
- إقليم كردستان
- اتهامات ا
- استقلال الأكراد
- الأزمة السورية
- الأطفال القاصرين
- التحالف الدولى
- التنظيم الإرهابى
- التنظيمات الإرهابية
- أرض المعركة
- إقامة دولة
- إقليم كردستان
- اتهامات ا
- استقلال الأكراد
- الأزمة السورية
- الأطفال القاصرين
- التحالف الدولى
- التنظيم الإرهابى
- التنظيمات الإرهابية
باتت مسألة استقلال الأكراد وانفصالهم عن دول المنطقة وإعلانهم دولة مستقلة، بمثابة «صداع» فى رأس كافة المهتمين بشئون الشرق الأوسط، خصوصاً مع اقتراب استفتاء الأكراد فى كردستان العراق على استقلالهم، ومع تسارع وتيرة انتصارات قوات سوريا الديمقراطية التابعة لمجلس سوريا الديمقراطى فى مناطق عديدة على تنظيم «داعش» الإرهابى، بات الجميع يتساءل عن مستقبل هذه القوات وما إذا كانت تسعى إلى الاستقلال بمنطقة شمال سوريا وفصلها عن الدولة السورية.
هوشنك درويش، عضو مكتب العلاقات الخارجية بمجلس سوريا الديمقراطى، أكد أن الهدف ليس الانفصال عن سوريا كما يزعم البعض، وأشار فى الوقت نفسه إلى أن المسألة تتعلق بإقامة فيدراليات جغرافية ينسق برلمان مركزى فى «دمشق» بينها، مؤكداً أن الهدف الرئيسى للمعارك التى تخوضها قوات سوريا الديمقراطية، هو طرد تنظيم «داعش» والقضاء عليه. وإلى نص الحوار:
■ بداية، كيف أصبح المشهد فى سوريا حالياً؟
- يجب أن ندرك أن الثقل الرئيسى الآن بات على «الرقة» و«دير الزور» و«إدلب» بسبب التجمعات الإرهابية الكبيرة، وكان هناك ضغط على «حلب» ولكن ما إن باع «أردوغان» الجماعات المعارضة التى كانت تسيطر على المحافظة حتى سقطت، ونستطيع القول الآن إن «القنيطرة» وأطراف «درعا» وبعض المناطق هادئة نسبياً، وهناك «الغوطة الشرقية» فى الشام أيضاً، وليست هناك معارك فى تلك المناطق.
{long_qoute_1}
الآن تتوجه كل الأنظار إلى «الرقة» و«دير الزور»، وبالقضاء على «داعش» سيتم كسر الإرهاب، وسيكون القضاء على كل التنظيمات الإرهابية الأخرى التى لا تنتمى إلى «داعش» فى مناطق أخرى من سوريا أمراً سهلاً، وربما ستكون لديهم حسابات أخرى تجعلهم يفرون من المناطق التى يسيطرون عليها لأنهم لن يكونوا على استعداد للدخول فى معارك أخرى بعد سقوط «الرقة»، ولا ننسى أن الجميع سيركز على تلك التنظيمات الإرهابية وقتها، مثل التحالف الدولى وقوات سوريا الديمقراطية وغيرها.
بشكل عام، نستطيع القول إن «داعش» يلفظ أنفاسه الأخيرة فى سوريا.
■ وماذا عن معركة «الرقة» التى تخوضها قوات سوريا الديمقراطية التابعة لمجلسكم؟
- معركة «الرقة» كانت على 4 مراحل رئيسية، وكان هدفنا حصارها من الغرب والشرق والشمال. قوات سوريا الديمقراطية تتوجه الآن نحو مركز المدينة حالياً، وخلال فترة قريبة جداً سيكون هناك تحرير كامل لـ«الرقة». {left_qoute_1}
■ انتصاراتكم فى «الرقة» وتراجع تنظيم «داعش» الإرهابى فى سوريا بشكل عام تزامنت مع المقاطعة العربية لـ«الدوحة»، فهل تعتقد أن تراجع التنظيم الإرهابى كان بسبب حصار مصادر التمويل القطرية له؟
- بدون شك المقاطعة لقطر وغيرها ساهمت فى إضعاف تنظيم «داعش»، وليست قطر وحدها، فهناك مثلاً تركيا التى أصبح دورها أقل بكثير وليس كما كان، فقد كانت تركيا داعماً قوياً للإرهابيين وسبق أن استغلت الشريط الحدودى بين تركيا وسوريا لتقدم كل ما تستطيع للحفاظ على الكتائب والجماعات الإرهابية، وقدمت دعماً مباشراً على كل الأصعدة للجماعات الإرهابية فى معركة «كوبانى»، وسخرت كل علاقاتها الدولية وتحالفاتها لهذا الهدف.
تركيا غيرت مواقفها كثيراً لدعم الجماعات الإرهابية، و«أردوغان» مستعد للذهاب إلى «الأسد» إن لزم الأمر، فسياساته واضحة، فهو كأنما يقول: «سأظل أدعم الجماعات الإرهابية حتى يكون لى دور وأكون لاعباً أساسياً فى الملف السورى»، وهو يعيش قلقاً كبيراً خوفاً من سقوط «داعش» فى الرقة. وبالنسبة لـ«الدوحة»، فالحصار على قطر سيلعب دوراً مهماً جداً فى كسر الكتائب المتطرفة، وبهذه المقاطعة سيكون هناك تجفيف نوعاً ما لمنابع تمويل الإرهابيين، ولا ننسى أن «داعش» والكتائب الإرهابية الأخرى تراجعت كثيراً فى الفترة الأخيرة، وبسقوط «داعش» ستسقط أوراق كثيرة لـ«أنقرة والدوحة».
قطر لها مواقف لا ندعى قولاً أنها سلبية جداً وداعمة للقوى التى تسببت فى وصول الأوضاع إلى ما هى عليه، بل هناك إثباتات وأدلة على المستوى الإقليمى وعلى المستوى الدولى، والجهات والمنظمات الدولية على دراية بهذا.
{long_qoute_2}
■ وما أهمية تحرير «الرقة» خصوصاً أن العالم يوجه أنظاره بالكامل إلى المعارك الدائرة هناك؟
- هذا لأن سقوط «داعش» فى «الرقة» ليس انتصاراً للسوريين فقط بل انتصار لكل الدول التى تواجه الإرهاب، لأن «الرقة» كانت معقلاً رئيسياً للإرهاب، ومن هذا المعقل كان يتم التخطيط لحركة الإرهابيين، ومن هناك كان يتم تجهيز المفخخات والمواد المتفجرة.
ولا ننسى أيضاً أنها قريبة من الحدود التركية، وكانت حركة الإرهابيين من الرقة إلى تركيا أو العكس، وكان الإرهابيون الأجانب يتحركون إلى تركيا من خلال «الرقة» وبعدها يتحركون إلى دول أخرى.
وسقوط «داعش» فى «الرقة» ليس انتصاراً لنا فقط، ولهذا نؤكد دوماً أن قوات سوريا الديمقراطية تحارب بالوكالة عن كل الدول التى تحارب الإرهاب، لأن إنهاء الإرهاب فى «الرقة» يعنى وقف تمدد الإرهاب فى المنطقة.
■ وماذا بعد تحرير المدينة من «داعش»؟
- فى مسألة ما بعد تحرير المدينة، كنا جميعاً فى مجلس سوريا الديمقراطية واضحين، وأكدنا مراراً أن قوات سوريا الديمقراطية قوات محررة فقط، وستخرج بعدها هذه القوات إلى مناطق أخرى تحارب فيها تنظيم «داعش» الإرهابى.
وسيتم تشكيل مجلس مدنى من أهل «الرقة» يكون مسئولاً مسئولية كاملة عن تسيير وإدارة أمور المدينة، وسيكون هذا المجلس هو من يحدد نظام الحكم بالنسبة لهم، وليس من حقنا أن نفرض عليهم ولا على أى منطقة أخرى نحررها شكل نظام الحكم فيها.
■ لكن هناك اتهامات موجهة إلى قوات سوريا الديمقراطية بتهجير أهالى المناطق المحررة؟
- كل الادعاءات الخاصة بتهجيرنا للأهالى فى المناطق المحررة تخرج من تركيا أو المعارضات التى تدعى أنها معارضات، وهى فى حقيقة الأمر ليست سوى قوى تنفذ أجندات إقليمية، وسبق أن دعونا الإعلاميين ومنظمات المجتمع المدنى وجماعات حقوق الإنسان لزيارة المناطق المحررة ليروا بأنفسهم على الأرض ما تحقق وما حدث، وليتأكدوا أنه ليست هناك أى عمليات تهجير للأهالى كما تدعى وسائل الإعلام التركية.
■ من بين الاتهامات الموجهة إليكم أيضاً مسألة تجنيد الأطفال القاصرين فى قواتكم؟
- تركيا هى من روّجت تلك الاتهامات بأن قوات سوريا الديمقراطية تجند القاصرين، ولكننا سبق أن أكدنا أننا وقعنا معاهدات لعدم تجنيد الأطفال مع أطراف دولية، وطالبنا مراراً بتقديم دليل واحد على أننا نجند الأطفال.
وهناك أمر آخر يجب وضعه فى الاعتبار، وهو أنه حين يدخل «داعش» إحدى القرى، فعندما يدافع أهل هذه القرية عنها، ومن بينهم أطفال القرية وشبابها، فإن هذا لا يعد تجنيداً للقاصرين فى صفوف قواتنا، فالأهالى ليسوا فى حاجة إلى إذن للدفاع عن منازلهم وأعراضهم.
■ وماذا عن الدعم الخارجى لقوات سوريا الديمقراطية؟
- الدعم الخارجى لقوات سوريا الديمقراطية واضح ومعروف، قواتنا ليست خاضعة لشعب أو قومية معينة، بل هى قوة وطنية تدافع عن كل التراب السورى والشعب السورى بأكمله.
ولهذا أصبح لهذه القوات مكانتها الدولية المعروفة، وباتت قواتنا معروفة على مستوى العالم، وهناك مساعدات أمريكية واضحة وعلى مستوى عالٍ. وزارة الدفاع الأمريكية أكدت أكثر من مرة أن دعم قوات سوريا الديمقراطية من بين أولوياتها فى المنطقة، والرئيس الأمريكى دونالد ترامب أكد أيضاً أن الولايات المتحدة ستستمر فى دعم قواتنا. والآن أصبح الدعم العسكرى لنا فى مستويات جيدة جداً من قبل دول عدة.
■ مجلس سوريا الديمقراطى دائماً ما كان يؤكد أنه يرى الحل فى سوريا سياسياً لا عسكرياً، فما هى رؤيتكم لهذا الحل؟
- رؤية مجلس سوريا الديمقراطى واضحة فى خارطة الحل للأزمة السورية، والركيزة الأساسية لدينا هى أن الحل يكون سياسياً وليس عسكرياً، لأننا رأينا الحلول العسكرية وما تسببت فيه من المزيد من الدم والمزيد من الصراع.
خضنا تجربة طويلة مع المعارضات التى تدعى أنها معارضات، وهى فى وجهة نظرى لا تمثل أجندة الشعب السورى ولا طموحاته ولا آماله.
الهدف من تشكيل مجلس سوريا الديمقراطى هو أن يكون كل السوريين -بغض النظر عن القوميات أو الديانات أو اللغات- تحت مظلة واحدة للنقاش معاً حول الأزمة وحلها وشكل الحكم القائم.
ومن وجهة نظرنا، المسألة ليست رحيل بشار الأسد أو لا، فالأزمة ليست مرتبطة بشخصه وفى النهاية سيرحل بعد عامين أو ثلاثة أو حتى أربعة، المسألة مسألة دستور دولة ومسألة حكم، ونقاط كثيرة لا نراها مرتبطة بشخص بشار الأسد. {left_qoute_2}
■ وهل هذا يعنى أنكم قد تقبلون التحالف مع الجيش السورى على أرض المعركة؟
- ربما يفرض الواقع العسكرى على الأرض تحالفاً من هذا النوع، فربما يكون هدف تدمير تنظيم «داعش» الإرهابى سبباً فى فرض ظروف تدفع نحو هذا التحالف.
وعلى أى حال، القادة العسكريون على الأرض هم الأكثر قدرة على تقييم الأمور وتقدير ما إذا كان تحالف من هذا النوع مطلوباً.
وبشكل عام، هناك بضعة كيلومترات تفصل قوات سوريا الديمقراطية عن قوات الجيش السورى. وفى النهاية، ما يخشاه الجميع هو وصول القوى الإرهابية إلى السلطة، حيث إن وصولها سيكون كارثة محققة.
■ قلت إن رؤيتكم للحل فى سوريا سياسية.. هل هناك رؤية أو خطة محددة لهذا الحل؟
- هناك تجربة تجرى حالياً من خلال تشكيل المجلس التأسيسى لفيدرالية شمال سوريا، وهى فيدرالية جغرافية وليست فيدرالية قومية كما يصورها البعض، ولا نسعى إلى إقامة إقليم منفصل، فهى فيدرالية جغرافية فقط.
نحن فى مجلس سوريا الديمقراطية نؤمن بأن فكرة الدولة قومية كانت سبباً للبلاء فى كثير من الدول فى منطقة الشرق الأوسط، ونحن نرى أن بناء دولة قومية جديدة فى سوريا يعنى الترسيخ لفكرة إلغاء ثقافة قبول الآخر وإلغاء لغة الآخر والإقصاء، نحن لا نريد بناء دولة تقمع الآخرين.
فكرتنا واضحة وهى إقامة دولة فيدرالية تكون تحتها كل المكونات متساوية، سواء كانوا عرباً أو أكراداً أو مسيحيين أو أيزيديين أو غيرهم. والشكل الذى يتم مناقشته حالياً وتمت الموافقة عليه، هو تحويل المناطق المحررة إلى أقاليم جغرافية لها تقسيمها الإدارى، حتى يكون لكل إقليم القدرة على إدارة شئونه الإدارية والإقليمية، ولكن يكون هناك برلمان مركزى فى العاصمة «دمشق» يكون هو المنسق بين هذه الأقاليم.
وفى كل ما يطرح من مشاريع سياسية لنظام الحكم، نركز دوماً على أن يكون تحت سقف الدولة السورية أرضاً وشعباً.
■ استفتاء إقليم كردستان العراق على الانفصال أصبح قريباً.. فهل سنرى استفتاءً مشابهاً فى شمال سوريا؟
- بالنسبة إلينا، نرى الاستفتاء فى كردستان العراق حقاً طبيعياً، ولكننا فى الوقت ذاته نعتقد أنه لكل منطقة خصوصيتها، فالأكراد فى العراق لهم خصوصيتهم، ونحن كأكراد فى سوريا لنا خصوصيتنا.
بشكل عام، نحن مع أى إرادة يقررها الأكراد، ولكننا نرى أيضاً أنه يجب أن يكون لهذا الاستفتاء أرضية قانونية، فليس من الطبيعى أن يكون هناك استفتاء ولا يكون هناك برلمان مفعل، وهناك أمر آخر هو أنه يجب أن يكون هناك ترتيب وتوافق داخل البيت الكردى نفسه، أما الأمر الثالث، فيجب أن تكون هناك توافقات مع القوى الإقليمية وحوار مع الحكومة المركزية فى «بغداد»، ويجب قراءة الموقف الأمريكى والموقف الأوروبى على الأقل.
وهذه خطوات يجب تحقيقها أولاً، وبعدها يمكن الانتقال إلى مسألة الاستفتاء. ولو كان الاستفتاء معبراً عن إرادة الأكراد، فليس من حق أحد مصادرة رأيهم.
■ وهل تعتقد أن العالم، ومنطقة الشرق الأوسط تحديداً، على استعداد لميلاد دولة كردية فى المنطقة، خصوصاً فى ظل الاتهامات الموجهة للولايات المتحدة بأنها تحاول إعادة رسم خريطة المنطقة؟
- المجتمع الدولى غير مهيأ الآن لقبول الدولة الكردية، لسبب بسيط هو أن منطقة الشرق الأوسط أصبحت منطقة صراعات ملتهبة تعانى الكثير من الصراعات، ولا ننسى أن هناك «داعش»، وهناك مد غير طبيعى للفكر المتطرف.
وأتصور أنه بعد انتهاء «داعش» والتطرف، وبعد أن يكون هناك شكل من أشكال الوضوح السياسى فى المنطقة، ربما يكون حينها للولايات المتحدة قراءات وخرائط جديدة للشرق الأوسط، لكننا الآن فى مشهد مضطرب من الصعب أن تخطو خلاله الولايات المتحدة إلى مثل هذا الأمر.
■ وماذا يتوقع مجلس سوريا الديمقراطى من مصر، هل هناك تفاهمات أو مناقشات تجرى حالياً؟
- بعد كل التغيرات الأخيرة الخاصة بمقاطعة قطر وتراجع دور تركيا، نرى فى مجلس سوريا الديمقراطى أنه سيكون لمصر دور ريادى جداً فى المشهد السورى، وهى قادرة على لعب دور إيجابى وفعال من أجل الوصول إلى حل للأزمة السورية، خصوصاً أن هناك شكلاً من أشكال التلاحم بين الشعبين المصرى والسورى على المستوى التاريخى.
مصر لها ثقل إقليمى، وهى مركز الثقافة والإعلام، وبعد حصار تركيا وقطر أصبحت «القاهرة» قادرة على لعب دور التيار الإسلامى السنى المعتدل فى المنطقة.
ونحن نسعى إلى التعمق بشكل أكبر فى التعاون فى مجال مكافحة الإرهاب مع مصر، حتى الآن لم تكن هناك مناقشات بالشكل المطلوب ولكن قريباً سيكون هناك لقاءات نعتقد أنها ستكون جيدة ومكثفة.
{long_qoute_3}
■ البعض يتهم إدارة الرئيس السابق باراك أوباما بأنها السبب فى تدهور الأوضاع إلى ما هى عليه الآن فى سوريا.. هل تتفق مع هذا الرأى؟
- أعتقد أن الموقف الأمريكى من الأزمة السورية كان خجولاً لسبب واحد، هو أنه بعد قراءات عميقة للمشهد السورى، لم تجد الولايات المتحدة أى قوى معارضة يمكن أن تكون بديلاً حقيقياً للنظام فى سوريا.
فى البداية كان هناك برنامج لتسليح المعارضة السورية من قبل الولايات المتحدة، ولكن فوجئت «واشنطن» بأن جزءاً من الأسلحة يصل إلى القوى المتطرفة، وجزءاً آخر يتم تهريبه إلى تركيا لبيعه فى دول أخرى للتنظيمات المتطرفة.
وجدت الولايات المتحدة نفسها فى موقف صعب، فهى لا تدرى أى طرف يجب أن تدعمه، ورأت أنه ليس هناك أى معارضة يمكنها دعمها.
كان من الممكن أن تتخذ الولايات المتحدة الخيار العسكرى وتتدخل لإسقاط «الأسد» كما حدث مع صدام حسين فى العراق، والسبب واضح فى عدم اتخاذ هذه الخطوة، وهو أنه ليس هناك أى معارضة بديلة يمكنها أن تحل محل السلطة، فالمعارضة التى كانت موجودة إما معارضة راديكالية متطرفة جداً أو معارضات تابعة لتركيا وقطر، ولهذا كان هناك تخوف أمريكى جعلها تقترب من المشهد السورى بخجل شديد، وكانت الحركة الرئيسية بين محورين هما روسيا وإيران من جانب، وتركيا وقطر ومجموعتهما من جانب آخر. {left_qoute_3}
■ وفى رأيك، لماذا لم تتحرك الولايات المتحدة ضد قطر؟
- يجب ألا ننسى أن تركيا عضو فى حلف الناتو ولها قوة عسكرية لا يستهان بها، وكانت الطفل المدلل للولايات المتحدة فى الشرق الأوسط فى وقت آخر، وكانت تمثل المصالح الغربية فى المنطقة.
وحتى يتم تهميش تركيا يجب أن تكون هناك مراحل عدة، من بينها إيجاد بديل لقاعدة «إنجرليك» العسكرية، وأتصور أنه بعد انتهاء الأزمة السورية وتحديد مناطق النفوذ الروسية والأمريكية وتتحدد خريطة الشرق الأوسط بشكل واضح، سيكون هناك تهميش كامل فى المنطقة وسيتقزم الدور التركى بشكل كبير.
الولايات المتحدة ليست مستعدة الآن أن تتحالف مع دولة داعمة للإرهاب.
■ ولماذا تستهدف تركيا الأكراد بهذا الشكل؟
- مشكلتنا مع تركيا هى أن الذاكرة الكردية لا تنسى الصورة التى خلقتها تركيا فى أذهان الأكراد، فقد مارست أبشع المجازر فى حق الشعب الكردى، ووصلت همجية «أردوغان» إلى حرق الأطفال وهدم المنازل على رؤوس ساكنيها.
وأرى أن «أردوغان» يجسد فى نفسه شخصية الديكتاتور الذى يبدأ العد التنازلى فى تلاشيه.
■ وما المطلوب من المجتمع الدولى فى الفترة المقبلة؟
- المطلوب من المجتمع الدولى الآن تقديم المزيد من الدعم لقوات سوريا الديمقراطية لأننا نحارب باسم كل العالم فى مواجهة «داعش»، ونريد منهم الضغط بشكل أكبر على الدول الداعمة للإرهاب لإجبارها على التوقف، ونريد منهم ضبط الحدود فى سوريا والسيطرة عليها حتى يمكن السيطرة على تدفق الإرهابيين والأسلحة إلى داخل سوريا.
«درويش» خلال حواره لـ«الوطن»
قوات سوريا الديمقراطية «صورة أرشيفية»