«الوطن» داخل «حلايب والشلاتين»: 3 مليارات جنيه تغيّر حياة 30 ألف مصرى

«الوطن» داخل «حلايب والشلاتين»: 3 مليارات جنيه تغيّر حياة 30 ألف مصرى
- أجهزة كهربائية
- أحمد صالح
- أراضى الدولة
- أعلام مصر
- أعمال الخرسانة
- أعمال حفر
- أعمدة الإنارة
- أنشطة فنية
- أهالى الصعيد
- أهالى المنطقة
- أجهزة كهربائية
- أحمد صالح
- أراضى الدولة
- أعلام مصر
- أعمال الخرسانة
- أعمال حفر
- أعمدة الإنارة
- أنشطة فنية
- أهالى الصعيد
- أهالى المنطقة
بدأت معالم مثلث «حلايب - أبورماد - الشلاتين»، الواقعة داخل الحدود المصرية فى جنوب شرق البلاد، فى التغير؛ فقطار التنمية الذى انطلق فى كافة ربوع مصر على مدار ثلاث سنوات من حكم الرئيس عبدالفتاح السيسى امتد إليها، حتى قال سكانها إن من تركها لثلاث سنوات ليأتى إليها ليتعجب مما نُفذ داخلها من مشروعات فى فترة زمنية قصيرة، لتتغير حياة 30 ألف مصرى يعيشون داخل «المثلث» للأفضل. «الوطن» تجولت فى مثلث «حلايب - أبورماد - الشلاتين» لترصد حال «المثلث الحدودى»، الذى يأخذ المصريون انطباعاً عنه بأنه محل إهمال، لكن الحقيقة أن الدولة تعمل فيه بصمت تام، بالتعاون مع رجال القوات المسلحة، الذين لم يكتفوا بمهمة تأمين «المثلث» والبلاد من أية مخاطر أمنية، بل عملوا بشعارهم الخالد «يد تبنى.. وأخرى تحمل السلاح»، ليساهموا فى العملية التنموية فى «المثلث» بفاعلية أشاد بها الجميع. وتكشف جولتنا عن تنفيذ الحكومة المصرية لمشروعات خلال الأشهر الماضية بقيمة 750 مليون جنيه، مع بدء تنفيذ عدة أعمال ومشروعات تناهز الاثنين ونصف المليار جنيه، لتكون حصيلة «المثلث» من مشروعات التنمية أكثر من 3 مليارات وربع المليار جنيه فى فترة زمنية لا تتجاوز ثلاث سنوات فقط. «المشروعات» تبدأ من توفير الاتصالات اللاسلكية للأهالى لأول مرة فى تاريخهم، وإدخال تكنولوجيا جديدة لهم، ومشروعات لرصف الطرق، وإنشاء مساجد، ومدارس، ووحدات صحية، ومستشفى الشلاتين.
{long_qoute_2}
الطريق إلى «حلايب» يبدأ من مدينة «برنيس»، الواقعة شمال «زهرة الجنوب» على ساحل البحر الأحمر بنحو 280 كيلومتراً، تشاهد خلالها مجموعة من الجبال، والهضاب، التى تمتد على يمين الطريق إلى «المدينة»، وأحياناً أخرى على يمينها، ويسارها، وعلى عدة نقاط من الطريق، تجد نقاط الارتكاز الأمنى لرجال القوات المسلحة منتشرة لحمايتها من أى تهديدات قد تواجهها، فضلاً عن مواجهة عمليات التهريب، والتسلل، حال حدوثها.
وعلى نقيض ما هو متوقع، كانت مدن «المثلث» مفعمة بالحياة، مع أنشطة 30 ألف شخص يسكنونها، وكانت المفاجأة حين قال مسئولون عن مدن «حلايب»، و«الشلاتين»، و«أبورماد»، وبعض الأهالى إن كافة الخدمات الموجودة فى قرى ومدن المثلث تقدم للأهالى بـ«بلاش»، وذلك مثل المياه، والكهرباء، كما تأتى لهم مواد غذائية بشكل منتظم من القوات المسلحة، لتوزع عليهم بالمجان.
كما تشاهد داخل «المدن الثلاث» اسم الرئيس عبدالفتاح السيسى على أغلب المنشآت، وذلك لأن أغلب التنمية العمرانية، وإقامة الخدمات فيها بدأت بشكل حقيقى فى عهده، بالإضافة إلى إدخال الخدمات التكنولوجية، والاتصالات، وشبكات المحمول الثلاث لتلك المدن لأول مرة فى تاريخها.
أولى نقاط انطلاقنا بـ«المثلث»، كانت مدينة «الشلاتين»، التى تعتبر أول تجمع حضارى يقابل المارة من مدينة «برنيس» حتى الوصول لها، حيث يوجد بداخلها عدد من المنشآت، والهيئات التى قد لا تجد لها وجوداً من الأساس فى عدد من القرى المصرية، ويغلب على المدينة الطابع الحضرى، مع إنشاء الدولة لعشرات من منازل التوطين لأهاليها، بدلاً من «العشش»، المبنية من الخشب أو الصفيح، التى سكنوها لفترات طويلة، وكانت أولى محطاتنا داخل المدينة مبنى إدارة محمية جبل علبة، التابعة لقطاع حماية الطبيعة بوزارة البيئة، الذين رافقونا طوال رحلتنا إلى «زهرة الجنوب»، كما تُسمى «حلايب».
{long_qoute_1}
واستمرت جولتنا بـ«الشلاتين»، لنشاهد وجود قصر كبير للثقافة، الذى تنظم به حملات تثقيفية، وتوعوية لأهالى المدينة، بالإضافة لأنشطة فنية، وترفيهية، فضلاً عن وجود وحدات للتضامن الاجتماعى، لتقديم خدمات التأمينات، والرعاية الاجتماعية، فضلاً عن إنشاء مقر لبنكين حكوميين هناك، فضلاً عن فرع للهيئة العامة للاستعلامات، وكذلك عمارات تحت الإنشاء، تتمثل فى 15 عمارة ضمن مشروع الإسكان الاجتماعى.
وقال الدكتور أشرف سويلم، مدير عام محمية جبل علبة، التى تمتد بدءاً من خط عرض 22 على الحدود «المصرية - السودانية» جنوباً، حتى مدينة الشلاتين، إن المستشفى المركزى فى الشلاتين «اتضبطت جامد وبقت 5 نجوم»، وذلك بعد صرف ملايين الجنيهات عليه، لافتاً إلى وجود العديد من المنشآت المهمة، والاستراحات، وأضاف أن هناك عمليات رصف مستمرة فى الطرق داخل «الشلاتين»، مع العمل على إنشاء ميناء للصيد بها لخدمة العديد من أهاليها الذين يعملون فى تلك المهنة، فضلاً عن تنفيذ محطة ضخمة لتحلية مياه البحر انتهت بالفعل بطاقة 3 آلاف و600 متر مكعب يومياً، مع العمل على إنشاء محطة تحلية جديدة للوفاء بأى احتياجات مائية جديدة لأهالى المنطقة، وأعمال التنمية بها.
وعلى يسار الطريق الرئيسى فى «الشلاتين»، شاهدنا عدداً من المنازل مبنية بـ«الطوب الأحمر»، ليقول «سويلم»، إنها من بناء أهالى الصعيد الذين اتجهوا للمدينة مؤخراً، وانتقلوا بثقافة بناء المنازل بالطوب، التى تعتبر غريبة على أهالى «الشلاتين»، لافتاً فى الوقت ذاته إلى أنها نالت إعجاب عدد منهم، وأشار إلى إنشاء قسم شرطة كبير، ومسجد، ومدرسة كبيرة جديدة، بالإضافة لناد رياضى، ومركز لبحوث الصحراء يعمل على استكشاف المناطق القابلة للزراعة فى الصحراء، والمياه المتوافرة لزراعتها لتنفيذ مشروعات زراعية فى محيط «المدينة»، فضلاً عن وحدة محلية، بالإضافة إلى إنشاء «مجزر آلى» سيتم افتتاحه قريباً.
وكانت أغلب أنحاء المدينة مزينة بأعلام مصرية، سواء مدهونة على أعمدة الإنارة المنتشرة على جانبى الطرق، أو المنشآت الرسمية، وحتى بعض منازل الأهالى، ويوجد داخل «المدينة» حظيرة كبيرة لتداول البضائع، التى يوجد بها أجهزة كهربائية، وإلكترونية، ومراوح، وأجهزة تكييف، وأوانٍ، وكافة الاحتياجات التى قد يحتاجها أحد، كما يوجد داخل «الشلاتين» سوق كبيرة، يمكنك من خلالها شراء احتياجاتك اليومية، بدءاً من الخبز بعد إنشاء مخبز آلى، وصولاً إلى كافة الأطعمة التى قد تحتاجها الأسرة المصرية.
وبعد جولتنا فى «المدينة»، فاجأ مصطفى إسماعيل، سائقنا خلال الجولة، مدير «المحمية»، قائلاً: «دى المدينة هنا وخدماتها أحسن من مدينة مرسى علم»، وهو ما وافقه عليه «سويلم»، مشدداً على وجود اهتمام كبير من مسئولى الدولة، ومختلف أجهزتها التنفيذية بمثلث «حلايب - أبورماد - الشلاتين».
وقبل الخروج من نطاق مدينة «الشلاتين»، وجدنا 3 شباب يسيرون بسرب من الجمال، وتتبعناهم حتى وصلنا بصحبتهم إلى حظيرة، وشاهدنا خلالها بقايا مبانٍ، قال أهالى المنطقة إنها كانت ضمن حملة لإزالة التعديات على أراضى الدولة، التى بدأتها الدولة مؤخراً.
يقول عبدالكريم محمد، رب الأسرة «البشارية» المسئول عن إدارة نشاط العائلة فى الجمال، إنهم يتوارثون تلك المهنة أباً عن جد، وإن الجمال كثيرة جداً، وإنها مهنة تعيش عليها أسرته، والكثير من الأسر منذ سنوات طويلة، إذ تتجمع الجمال ليتم بيعها فى «سوق الجمال»، التى تعمل على مدار الأسبوع فى «الشلاتين»، ويضيف «عبدالكريم» لـ«الوطن»، أن هناك بعض الجمال تأتى من دولة السودان لتباع فى السوق، وأخرى تتم تربيتها لدى بعض الأهالى حتى يتم بيعها، موضحاً أنه يتم غسيل الجمال من الأتربة الموجودة عليها، وإعطاء الطعام، والماء لها قبل أن يتم بيعها فى السوق.
وعن سعر الجمل الواحد، قال: «زى اللحمة عندكم فى مصر بالكيلو»، موضحاً أن هناك نوعاً هو «اللبانى»، وسعره يكون أرخص قليلاً، موضحاً أن سعر الجمال يتراوح بين 7 آلاف جنيه، وصولاً إلى 15 ألف جنيه، مشيراً إلى أن تجارة الجمال فى «الشلاتين» تجارة رائجة للغاية.
وواصلنا طريقنا إلى «حلايب»، وطوال الطريق شاهدنا سيارات بضائع كبيرة ممتلئة عن آخرها، تنقل الأعشاب التى تتميز بها المنطقة، وحتى الأعشاب المقبلة من السودان، وكذلك بضائع أخرى، وصولاً لسيارات نقل الأغنام والجمال.
وعلى جانب الطريق، وجهنا «سويلم» إلى مدق جبلى موجود فى الصحراء، سرنا به حتى نهايته، لنصل إلى مبنى به معدات موجودة ومكتوب عليه «مرسى علم للتعدين واستخراج المعادن»، الذى يتم العمل فيه لاستخراج خام الذهب من الحجارة المقبلة من أحد المناجم القريبة منه، ولكن لم نجد حركة كبيرة فيه، فسرها الموجودون بالمكان بأن العمال يعملون فى استخراج «الذهب» مساءً وليس نهاراً، لأن موقع المشروع داخل الصحراء، ودرجة الحرارة به مرتفعة نهاراً.
وقال أحمد صالح، مشرف المعدات فى منطقة استخلاص «الذهب» من مواده الخام، إن الصخر يأتى لهم من داخل مواقع بالجبل، لتتم معالجته فيزيائياً، واستخلاص الذهب منه، مع عدم استخدام الزئبق، أو مواد كيميائية أخرى بسبب رفض الحكومة ممثلة لوزارة البيئة لذلك بسبب أخطاره، حيث يتم استخدام المعدات لمعرفة خام الذهب المناسب للعمل بجدوى اقتصادية؛ فلو كانت النسبة مناسبة، ومجدية للعمل، فيتم ذلك، ولكنهم حالياً فى مرحلة الاستكشاف فقط، وأضاف «صالح» أن شركته متفائلة باحتياطات وكميات الذهب التى يمكن استخراجها، لأن المنطقة التى يعملون بها فى الجبل معروفة بأنها مواقع لاستخلاص خام الذهب منذ أيام الفراعنة، وحتى الاحتلال الإنجليزى حينما كان موجوداً على أرض مصر، ولفت مشرف «المعدات» إلى أن هناك مستثمرين صينيين زاروا الموقع مؤخراً، برفقة مسئولين بالدولة، ليشاهدوا سير العمل فيه.
من جانبه، أوضح مدير «المحمية»، أن هناك 7 أماكن فى المثلث يتم استكشاف والتنقيب عن خام الذهب فيها، مشيراً إلى أن «المحمية» رفضت إعطاء تراخيص لموقعين لاستخراج الذهب منهما بسبب وجود حساسية بيئية لتلك المواقع من وجود نباتات، وكائنات حية، أو كونه أفضل للنشاط السياحى، مشيراً إلى أن الفترة المقبلة ستتضمن عرض مناطق جديدة عليهم.
واستمرت رحلتنا، وشاهدنا عدة تجمعات بدوية موجودة على الطريق، وأعمال الخرسانة، والتمهيد فى بعض الطرق، حتى وصلنا لقرية «أبورماد»، التابعة لمدينة حلايب، وبدأت سلسلة جبال علبة تظهر عن بعد، وقال «مدير المحمية»، إنها تبدأ بعد «أبورماد» بـ20 كيلومتراً، إلا أننا لم نصل لها.
وبعد دقائق دخلنا للصحراء، للمرة الثانية، لكن تلك المرة لم تكن لمشاهدة استخراج «الذهب»، ولكن إلى وادٍ يبعد عن «الجبل» ببضعة كيلومترات، وكان يوجد فيه أناس من قبيلة «البشارية»، وهى القبائل الذين يمثلون السكان المحليين الأصليين لمنطقة «المثلث»، مع سكان قبيلة «العبابدة»، وتنتشر «البشارية» فى مختلف مناطق «المثلث»، وليس هذه المنطقة فقط.
حسن عثمان، أحد شباب الأسر التى تعيش فى «وادى النمور» الذى يتحدث اللغة العربية، بجانب لهجة «الروطانا»، قال إن حياتهم كلها تكون بجوار الجبال، وإن الأغنام والحيوانات التى يربونها تعيش على خير الطبيعة فى تلك المناطق، وإنهم اعتادوا ذلك، وأضاف أنهم كانوا يصعدون للجبال للشرب، حيث كانت المياه متوافرة فيها، إلا أن قلة المطر جعلت المياه تنخفض، ومن ثم أصبحت تأتى لهم من قرية «أبورماد»، ولكن هناك رمالاً تدخل على المدق الجبلى الذى ينقلها كل فترة، ما يدفعهم لإزالتها حتى تصل لهم المياه من «أبورماد».
من جانبه، قال عثمان كريجع، حارس بيئى فى محمية جبل علبة، وأحد أبناء قبائل البشارية الذى عينتهم الحكومة مؤخراً، إن أهالى المنطقة اعتادوا على التعايش مع البيئة المحيطة بالجبل، سواء من صحارٍ يوجد بها أشجار أم فى فصل الصيف، الذى يتميز بالحر الشديد، أو فى فصل الشتاء، حيث يوجد غطاء نباتى كثيف، ومياه، وتختلف المنطقة تماماً عما يكون عليه الحال فى فصل الصيف، الذى زرنا فيه المنطقة.
وبالوصول إلى «حلايب»، تجد هناك محطة بنزين لخدمة السيارات، وشبكات للمحمول، وغيرها من الخدمات، وفى داخل المدينة تجد أعمال إنشاء عمارات لـ«الإسكان الاجتماعى»، وأعمالاً لوحدات لتوطين الأهالى، ومدارس، وغيرها من الخدمات.
وزارت «الوطن» عدة منشآت مقامة داخل «المدينة»، ومنها محطة تحلية مياه البحر، التى قال عنها المهندس أحمد بدرى، أحد مهندسى شركة مياه الشرب، إنها تعمل بأعلى درجات الجودة، حتى إنها بتحليل مياهها مقارنة بـ«المياه المعدنية»، تجد أن جودة المياه الخارجة من «المحطة» أفضل من «المعدنية»، مشيراً إلى أنها تنتج 600 متر مكعب من المياه فى اليوم الواحد.
واستمرت الجولة، لنشاهد أعمال حفر ورصف طرق داخل «المدينة»، وأعمال توصيل مرافق للجامع الجديد الكبير بداخلها، وكانت أغلب المنشآت الموجودة فيها مرفوع عليها لافتة أنه جرى افتتاحها فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى، فيما أن هناك مشروعات أخرى سيتم تنفيذها خلال المرحلة المقبلة، حسب مسئولى المدينة.
أسرة من البشارية «الجد والأبناء والحفيد»
محطة تحلية المياه بحلايب
مدارس أنشأتها الدولة لأبناء «حلايب وشلاتين»