الإرهابيون يستخدمون الزراعات والدراجات النارية فى تنفيذ عملياتهم

كتب: محمد سيف

الإرهابيون يستخدمون الزراعات والدراجات النارية فى تنفيذ عملياتهم

الإرهابيون يستخدمون الزراعات والدراجات النارية فى تنفيذ عملياتهم

تلجأ أجهزة الأمن إلى مراجعة خططها الأمنية ما بين الحين والآخر، لبناء حوائط صد قوية فى مواجهة مخططات العناصر الإرهابية، التى لا تتوقف أيضاً عن البحث عن ثغرات أمنية لتنفيذ مخططاتها الخسيسة، ونجحت هذه العناصر الإجرامية، وتحديداً ما يُسمى بحركة «حسم الإخوانية» فى استهداف الدوريات الأمنية فى البدرشين، وعلى طرق الفيوم والدائرى والمعادى وكرداسة وحلوان.

«الدوريات الأمنية» المتحرّكة عبارة عن سيارات «بوكس أو ميكروباص أو مدرعة»، فهى حلت بديلاً للكمائن الثابتة، التى كانت مرمى سهلاً للعناصر الإرهابية، لكن مع تطوير الخطط الأمنية واستبدال الكمائن بالدوريات الأمنية، لم تكن تلك الحلول كافية من جانب وزارة الداخلية للقضاء على الإرهابيين الذين تفنّنوا فى البحث عن خدع لاستهداف سيارات الشرطة المكلفة بأعمال تأمين المنشآت، ومتابعة الحالة الأمنية فى مسافات لا تقل عن 7 كيلومترات ولا تزيد على 10 كيلومترات.

{long_qoute_1}

ففى 14 يوليو الماضى تظاهر 3 أفراد كانوا يستقلون دراجة نارية بوقوفهم على جانب الطريق لتصليح دراجتهم، بجانب مطب صناعى على طريق أبوصير فى البدرشين، كما ظهر من مقاطع فيديو وثقت ذلك الحادث الإرهابى أن هؤلاء الأفراد كانت لديهم خطة محكمة فى رصد سيارة شرطة كانوا فى انتظار مرورها، لاستهداف أفرادها، ونجح المتهمون فى الهجوم على السيارة أثناء سيرها ببطء من على المطب الصناعى، فأمسك المتهمون البنادق الآلية وأمطروا جميع أفراد السيارة بالرصاص، مما أدى إلى استشهاد أمين الشرطة عبداللطيف أحمد، والمجندين سيد أحمد ورمضان نادى وأحمد ضاحى، واستولى المتهمون على الأسلحة الخاصة بالشهداء وأجهزة اللاسلكى، قبل هروبهم، بعد أن حاولوا إشعال النيران فى جثث الضحايا.

وفى 21 يوليو الماضى، كان المجند عصام صابر متولى، 21 عاماً، من محافظة المنصورة، والذى استشهد فى الهجوم على سيارة شرطة بالفيوم، يستقل السيارة مع ثلاثة من زملائه، وأثناء سيرهم على طريق دائرى الفيوم لمتابعة الحالة الأمنية تحت قيادة أمين شرطة، وأثناء سيرهم بالقرب من منطقة «المسلة» تربّص المتهمون بسيارة الشرطة وفتحوا عليها النار أثناء اختبائهم فى الزراعات الموجودة على جانبى الطريق، وأسفر الحادث الغاشم عن استشهاد المجند عصام صابر متولى، وإصابة المجندين إبراهيم عبدالفتاح محمد، ومحمود جمال محمد، وشريف الجريحى حافظ، وتم نقل المصابين إلى الرعاية المركزة بمستشفى الفيوم العام لإسعافهم، وبعدها نقلوا إلى مستشفى الشرطة بالعجوزة، لتلقى العلاج، لسوء حالتهم الصحية.

{long_qoute_2}

ضحايا دائرى الفيوم كانوا مرمى للرصاص الغادر الذى كان يخرج من الزراعات من جانب العناصر الإرهابية الذين كانوا يرصدون سير حركة سيارة الشرطة المنتظم يومياً حتى سنحت لهم الفرصة فى استهداف أفرادها، مستغلين وجود الزراعات على جانبى الطريق، لتسهيل مهمة تنفيذ الجريمة وهروبهم عقب التنفيذ، وخرجت بعدها حركة حسم الإرهابية، لتتبنّى تلك العملية الخسيسة مع 3 عمليات أخرى.

وفى الفيوم أيضاً، وتحديداً فى 16 يوليو من العام الماضى كان الرائد محمود عبدالحميد، رئيس مباحث مركز طامية، يستقل سيارة الشرطة (البوكس)، مع أمين شرطة وشرطى، وأثناء سيره بالقرب من قرية قصر رشوان فى مركز طامية تعرّض لهجوم من مسلحين كانوا يستقلون دراجة نارية، مما أسفر عن استشهاد رئيس المباحث، وإصابة أمير عبدالتواب زكى، 35 عاماً، أمين شرطة، وأحمد السيد عبدالعاطى، 35 عاماً، مساعد شرطة، داخل مستشفى طامية المركزى.

يبدو أن ضربات وزارة الداخلية للبؤر الإجرامية التى تؤوى العناصر الإرهابية فى المناطق الصحراوية والأوكار فى مناطق فيصل وأكتوبر والمرج وعين شمس، والتى أسهمت فى القضاء على عدد كبير من تلك العناصر، قد تسببت فى قيام أذيال تلك الخلايا بعملياتها اليائسة فى استهداف دوريات الشرطة، وهو ما حدث بالفعل عندما استهدفت الشرطة وكراً يضم عدداً من الإرهابيين فى المرج، وقامت بتصفيتهم، جاء بعدها الرد من جانب تلك العناصر باستهداف سيارة الشرطة على طريق المعادى فى 18 من شهر يونيو الماضى على طريق الأوتوستراد.

منفذو استهداف سيارة المعادى لم يلجأوا إلى المواجهة المباشرة بالأسلحة النارية، بل كانت لهم طريقة أخرى فى تنفيذ جريمتهم الغادرة من خلال زرع عبوة ناسفة فى منحنى على الطريق الدائرى، مما أسفر عن استشهاد الملازم أول على أحمد شوقى على عبدالخالق، 25 سنة، وإصابة 4 آخرين «ضابط وثلاثة مجندين»، وهم النقيب أحمد إبراهيم عبدالنبى، والمجند حسين عبدالقادر، والمجند محمد فؤاد إسماعيل، واستخدم الجناة أسلوب التفجير عن بُعد، حيث قاموا بزرع العبوة الناسفة فى مكان مرور سيارة الأمن المركزى، وانتظروا بمكان قريب، وبمجرد مرورها قاموا بتفجيرها عن بُعد باستخدام هاتف محمول أو «ريموت كنترول»، وبعدها فروا هاربين من موقع الحادث، نظراً لمراقبتهم الدقيقة لرحلة ذهاب وإياب الضحايا.

وشهد شهر يوليو الماضى استهداف عدد كبير من سيارات الشرطة، كان من بينها سيارة أعلى محور 26 يوليو بمنطقة كرداسة ليُسفر الهجوم، عن إصابة شخصين، أحدهما مدنى والآخر فرد أمن، وقد فر الجناة، الذين استخدموا سيارة «ميكروباص» فى تنفيذ الهجوم، هاربين قبل وصول سيارات الشرطة إلى مكان الحادث.

وفى 8 مايو 2016، كان الهجوم الأعنف على دورية أمنية عبارة عن سيارة ميكروباص فى حلوان، كانت فى مهمة تفقّد الحالة الأمنية فى شارع عمر بن عبدالعزيز، واعترض مسلحون يستقلون سيارة ربع نقل، طريق سيارة الشرطة وترجل منها 4 أشخاص كانوا مختبئين بالصندوق الخلفى للسيارة، وأطلقوا أعيرة نارية كثيفة تجاه السيارة الميكروباص من أسلحة آلية كانت بحيازتهم، ولاذوا بالفرار، وأسفر الهجوم عن استشهاد كلٍّ من نقيب محمد محمد حامد، وأمناء الشرطة عادل مصطفى محمد، وأحمد حامد محمود، وعلاء عيد حسين، وصابر أبوناب أحمد، وأحمد مرزوق تمام، وداوود عزيز فرج، وأحمد إبراهيم عبداللاه.

وبعد تزايد الهجوم على سيارات الشرطة، جاء الرد قاسياً من جانب وزارة الداخلية، بإصدار تعليمات للضباط والأفراد، وتحديداً الذين يشاركون فى الدوريات الأمنية، باتخاذ جميع الإجراءات الخاصة بالأمان الشخصى، بالإضافة إلى سرعة اليقظة الأمنية والتعامل مع أى طوارئ بحسم وحزم شديدين، من أجل التصدى لتلك المحاولات، من جانب العناصر الإرهابية، التى تلجأ إلى استهداف الدوريات الأمنية.


مواضيع متعلقة