من "محاولة الانقلاب" إلى "المقاطعة العربية".. تركيا "ترد الجميل" لقطر

كتب: دينا عبدالخالق

من "محاولة الانقلاب" إلى "المقاطعة العربية".. تركيا "ترد الجميل" لقطر

من "محاولة الانقلاب" إلى "المقاطعة العربية".. تركيا "ترد الجميل" لقطر

في الخامس عشر من يوليو 2016، لم يعرف النوم طريقا إلى أعين المواطنين الأتراك، والعديد من دول العالم، حيث أغلقت عناصر من الجيش التركي الخط المتجه من الشق الآسيوي إلى الأوروبي على جسر البوسفور، بينما سارع رئيس الوزراء بن علي يلدرم إلى وصف ما جرى بأنه محاولة انقلاب ضد الرئيس رجب طيب أردوغان.

وعلى الفور، أذاعت وكالات الأنباء أخبارا عن وجود مروحيات عسكرية تحلق في سماء أنقرة، من أجل الانقلاب الذي خطط له فصيل من القوات المسلحة، وهو ما تزامن مع دعوة أردوغان على إحدى الفضائيات عبر تطبيق بالتواصل الاجتماعي شعبه للنزول إلى الشوارع والميادين والمطارات رفضا للانقلاب العسكري، مؤكدا: "لن نسمح لأحد أن يُثني عزمنا"، مطالب القوات المسلحة والجنرالات الشرفاء إلى الوقوف بصلابة وشرف أمام من باع ضميره من الضباط الآخرين الذين ستتم معاقبتهم في أقرب وقت.

استجاب لأردوغان الآف من المواطنين الأتراك الذين احتشدوا بالشوارع والميادين والمنشآت الحكومية، وارتفعت الأصوات بالجوامع لرفض الانقلاب، وخرجت مظاهرات رافضة في مدينتي غازي عنتاب وأنطاكيا جنوب تركيا، كما التفت التيارات السياسية المعارضة حول الرئيس أيضا، وهو ما دفع تلك المحاولة إلى الفشل.

في الساعات الأولى من اليوم التالي أعلن يلدرم أن الانقلاب فشل، وأن الاعتقالات جارية في صفوف العناصر الانقلابيين جنودا وضباطا، بينهم ذوو رتب عالية، كما أعلن رئيس الوزراء السابق أحمد داوود أوغلو أن السلطة عادت إلى قبضة قوات الأمن الشرعية، واتهم جماعة فتح الله كولن بالوقوف خلف المحاولة الانقلابية.

وفي خضم تلك الأحداث، ساندت العديد من الدول تركيا ورفضت محاولة الانقلاب الفاشلة، كانت أولها قطر، بحسب السفير التركي في الدوحة، فكرت أوزر، قائلا إن الدوحة هي الدولة الأقرب فهما لتركيا في المنطقة، مشيدا بموقفها من محاولة الانقلاب الفاشل على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان صيف العام الماضي، حسبما نقلته عنه وكالة الأناضول، خلال مؤتمر صحفي عقده في مقرّ السفارة بالدوحة، اليوم، بمناسبة مرور عام على محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها تركيا، متحدثا عن أن "الأمير النيجاتيف" كان أوّل زعيم يتصل بأردوغان خلال تلك الليلة.

وأكد أن بلاده تقدّر موقف قطر ممّا جرى، كما أن قطر تعدّ أحد داعمي الشعب التركي وشرعيته، حيث كانت أعلنت قطر أعربت عن استنكارها وإدانتها الشديدين لمحاولة الانقلاب العسكري والخروج على القانون وانتهاك الشرعية الدستورية في جمهورية تركيا.

وبعد مرور أقل من عام، أعلنت مصر والسعودية والإمارات والبحرين، قطعها لعلاقاتها الدبلوماسية مع قطر، لتمويلها للإرهاب، وعلى الفور عارضت تركيا بشدة الإجراءات المفروضة ضد الدوحة، وفعّل برلمانها أياما بعد المقاطعة، اتفاقية إرسال قوات عسكرية إلى الدوحة، كما أرسلت أنقرة بضائع غذاء إلى الأسواق القطرية لسدّ الحاجيات المحتملة، ومن ناحيته، أعلن أردوغان استعداده لحل الأزمة الخليجية عبر سبل للحوار من أجل قطر.

"محاولة رد الجميل".. هو الوصف الذي قاله الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية وخبير شؤون الشرق الأوسط، عن مساندة تركيا لقطر في أزمتها الحالية بعد مساندة الدوحة لإسطنبول في "الانقلاب الفاشل"، موضحا أن بينهم تحالفا هيكليا استراتيجيا أمنيا قويا يعود لعدة أعوام منذ ولاية الأمير حمد.

وأضاف فهمي، في تصريح لـ"الوطن"، أن تركيا وقطر حليفان ويتفقان على عدة ملفات تؤكد حجم التعاون الدولي الاستراتيجي بينهما، لذلك فمساندة كل منهما للأخرى أمر طبيعي، مشيرا إلى أن إسطنبول تتبع أسلوب "الانتهازية السياسية" التي تنطوي على دعم دول الجوار في المواقف المهمة لكسب الود لما يصب في مصالحها الخاصة.


مواضيع متعلقة