«بولس»: التيار الأصولى يسيطر على الكنيسة وأزمته مع الإصلاحيين تشبه مشكلة الأزهر

كتب: مصطفى رحومة

«بولس»: التيار الأصولى يسيطر على الكنيسة وأزمته مع الإصلاحيين تشبه مشكلة الأزهر

«بولس»: التيار الأصولى يسيطر على الكنيسة وأزمته مع الإصلاحيين تشبه مشكلة الأزهر

جدد الباحث والكاتب القبطى نجاح بولس دعوته لتنقية كتب التراث الكنسى بسبب الحاجة إلى التجديد والنظر للمشاكل التى تبعد المجتمع عن الحداثة، مشيراً إلى أن الفاتيكان تجاوز عن النص للقراءة الرمزية وهذا ما تحتاجه الكنيسة حالياً وخلق مشاكل بين الإصلاحيين والأصوليين بها.

وقال «بولس»، فى حوار لـ«الوطن»، إن الكنيسة فى حاجة لتنقية كل ما وضع من طرف الكنيسة فى العصور القديمة وأيضاً كتب التفسير الخاصة بالإنجيل، حيث إنه توجد بعض الأساطير التى تحولت إلى حقائق وقدسها الناس فى بعض كتب التراث، موضحاً أن التيار الأصولى ما زال يسيطر على الكنيسة ولكنه سيأخذ وقته ويزول..

{long_qoute_1}

■ لماذا تنادى فى كتاباتك على المواقع القبطية بتنقية التراث الكنسى؟

- النقطة الأساسية التى دفعتنى لذلك هى الاهتمام بالتجديد والنظر للمشاكل التى تبعدنا عن الحداثة، والتى خلقت مشكلتنا فى المنطقة العربية والتى أحد أسبابها الأفكار الرجعية التى نتبناها، وهذا هو السبب المهم فى تراجع مجتمعاتنا والذى جعلها تعيش الآن الفترة التى عاشتها أوروبا فى القرون الوسطى، ففى كل العقائد والأديان هناك نصوص قد يتعدد تأويلها وهذا موجود فى التراث القبطى وليست صادرة عن الإنجيل، وهى مستندة لبعض الطقوس فى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية التى اعتمدت عليها وبها بعض الخرافات أحياناً، وأحياناً أخرى تهميش للآخر أو عدم الاندماج معه، وهى أمور لا توجد لديها نصوص فى الكتاب المقدس، وهو ما تجاوزت عنه الكنيسة الكاثوليكية فى الفاتيكان حيث تجاوزوا عن التمسك بحرفية النص للقراءة الرمزية فى بعض القصص الموجودة فى الكتاب مثل قصص آدم وحواء مثلاً، فأصبحنا نأخذ الرسالة من القصة وليس من الرواية الحرفية لأنها قد تصطدم ببعض الأمور الحديثة مثل نظرية التطور لدارون وهكذا، وهذا ما نحتاجه وما يحدث المشكلة بين التيار الإصلاحى والتيار الأصولى فى الكنيسة كما فى الأزهر.

ومن أسباب تراجعنا هو قراءتنا الخاطئة للنصوص الدينية بدليل تجاوز أوروبا عن الوضع فى الشرق، بسبب انطلاق منهج التفكير، بينما لدينا عندما يفعل شخص شيئاً يجب الرجوع لرجل الدين ليقول هل هذا حلال أم حرام.

■ من وجهة نظرك، ما الكتب التراثية داخل الكنيسة التى تحتاج إلى تنقيح ومراجعة؟

- بعض قصص القديسين التى تأتى فى كتب التراث القبطى وهذا جانب من ضمن الجوانب، لأن هناك كتباً كثيرة تحتاج لتنقية، فضلاً عن أن كل ما وضع من طرف الكنيسة فى العصور القديمة يحتاج أيضاً بعض التنقيح مثل كتب «الدفتار» التى تقرأ فى بعض الكنائس والأديرة المطلوب النظر فيها، وهى عبارة عن طقوس أكثر، وأيضاً كتب التفسير الخاصة بالإنجيل التى وضعت من قبَل البعض، لأن هناك تياراً إصلاحياً وتياراً أصولياً المفروض أن يكون تفسير الكتاب المقدس وفق منهج إصلاحى أكثر من ذلك، وتشجيع التيارات الإصلاحية أكثر من ذلك.

■ هل تعتقد أن بعض كتب التراث بها بعض الخرافات التى وصلت لدرجة التقديس؟

- هذا ما أطالب بتنقيته؛ لأن هناك بعض الأساطير التى تحولت إلى حقائق والناس تقدسها من تلك الكتب، مع الأسف، فهناك بعض الطقوس التى نمارسها غير موجودة فى الإنجيل، بعضها جاء من الحواريين وتلاميذ المسيح، وهناك ما وضعته كل كنيسة حسب طبيعتها، فتجد طريقة الصلاة والصوم فى الكنيسة الكاثوليكية مختلفة عن الأرثوذكسية، وهذا يعنى أنها ليست مقدسة، لأن كل كنيسة وضعت ما يناسبها ويناسب بيئتها وثقافتها، فإذا تجاوز أحد عن نقطة معينة هنا أو هناك يصبح الأمر شيئاً طبيعياً وليس كارثياً، لأنها وضعت من أناس عاديين لهم صفة دينية كبطاركة أو أساقفة وجاءت الأجيال التى تليهم فقدست تلك الأشياء، وهو ما أدى لترك النص والعقيدة نفسها والنظر للأمور التى وضعها بشر.

■ ألا تخشى أن تفهم دعوتك تلك من بعض الأصوليين بأنك صاحب بدعة وتريد المساس بالإيمان المسيحى؟

- هذا ليس كلامى أنا فقط، بل إن البابا شنودة الثالث طالب بذلك، وما نقوله ليس بدعة، ولكن هناك تياراً موجوداً فى الكنيسة للأسف هو التيار الأصولى يسيطر على الوضع ولكنه سيأخذ وقته وسيزول.

■ تقول إن البابا شنودة طالب بذلك، لماذا إذاً لم تبدأ الكنيسة تنقية التراث الكنسى والدعوة صادرة عن رأس الكنيسة؟

- الفكرة أن تطبيق كتب التراث الكنسى على الأرض إلى حد ما ليس منه مشكلة خارج أسوار الكنيسة، عكس الشأن الإسلامى الذى خرج فيه تطبيق كتب التراث إلى دور العبادة والسياسة والآخر الدينى وظهور تنظيمات مثل «داعش» تستمد فكرها من كتب التراث تلك، ولكن لم يلفت نظر أحد تلك الأمور فى كتب التراث لأنها لم تخرج خارج أسوار الكنائس ولم تسبب مشاكل مجتمعية بسببها، وكلها فى نطاق العبادة، قد يكون لو خرجت للشارع أن تتحرك الأمور والجزء الأصولى هذا قد يتضرر ويطالب بالتنقية، ولذا نحن ندق الجرس قبل خروجها خارج الكنيسة، لأن ما نتحدث عنه لا يقترب من نصوص دينية ولكنها ممارسات فقط.


مواضيع متعلقة