صلاح عيسى وأسامة أنور عكاشة معرفة بدأت بمقال وانتهت بصداقة
![صلاح عيسى مع أسامة أنور عكاشة](https://watanimg.elwatannews.com/image_archive/840x473/21073327471497561374.jpg)
صلاح عيسى مع أسامة أنور عكاشة
يجلس الصحفى صلاح عيسى على كرسى، يفصل بينه وبين الكاتب الراحل أسامة أنور عكاشة منضدة صغيرة، وضع عليها جهاز تسجيل صوتى صغيراً.. ذلك ما تظهره الصورة التى يحتفظ بها الكاتب الصحفى صلاح عيسى، متذكراً وقت التقاطها عام 2001 داخل مكتبه بجريدة القاهرة، مفتقداً صديقه الذى رحل منذ 7 سنوات.
«مسلسل الشهد والدموع دفعنى أكتب مقالاً عنه أشدت به جداً، كان عندنا باب ثابت اسمه مقعد أمام التليفزيون، ومن ساعتها وإحنا بينا معرفة وصداقة» يحكى عيسى، الذى اعتبر عكاشة صاحب الفضل فى تطوير الدراما التليفزيونية بشكل كبير، وارتقى بلغة الحوار: «لا أحد ينكر قيمة هذا الرجل العظيم، اللى خلى المؤلفين يدخلوا فى آفاق تتعدى فكرة الأحوال الشخصية لبطل ما، وبقى للمؤلف رؤية فى المادة الفنية» منوهاً إلى أنه أعاد الذاكرة الوطنية، التى لم يكن لها مساحة من قبل فى الأعمال الدرامية، وهو ما يراه عيسى سبباً فى دخوله فى الكثير من الصراعات، دفعته لكتابة عدة مقالات تدافع عنه: «كان فكرة وأيقونة جديدة مختلفة متميزة، ولذلك لحد اليوم المصريين يتكلموا عن ليالى الحلمية، وأبوالعلا البشرى، والشهد والدموع، وأرابيسك».
ترجع الصداقة بين عيسى وعكاشة إلى المقال الذى كتبه عنه، ومن ثم كان يلتقى به فى نقابة الصحفيين، التى كانت تعقد للصحفيين ندوات، للحديث عن الأعمال الرمضانية المميزة، ويبدى كل واحد رأيه فى العمل، باعتبار رمضان شهر المسلسلات التليفزيونية، ومن ذلك الحين والعلاقة بينهما تتوطد: «كان بيدافع عن أفكاره ورؤيته وبيتقبل جداً النقد، وأنا كنت من أحرص الناس على الحضور للندوات دى» لكن عيسى يعيب عليه أن كان يكتب القصة والسيناريو والحوار وحده، وأن كثيراً من المؤلفين فى ذلك التوقيت كانوا يتمنون أن يساهم فى تحويل أعمالهم إلى مواد تليفزيونية: «أسامة لعب دور كبير فى الدفاع عن حقوق المؤلفين، بعدما كانوا بيتقاضوا ثمن بخس».
يتمنى عيسى أن يحظى الكاتب الراحل، الذى اعتبر رحيله أحدث فراغاً كبيراً فى الساحة الدرامية، بالتكريم وأن يكون هناك احتفال كبير بذكراه سنوياً: «دفع بنجوم الصف الثانى للأول، وآخر مرة التقيت بيه كان قبل وفاته بشهرين فى منزل أحد الأصدقاء».