بالفيديو| «محروس» قبطى يصوم رمضان: بحب اللى بيحب ربنا مسلم أو مسيحى

كتب: عبدالله عويس

بالفيديو| «محروس» قبطى يصوم رمضان: بحب اللى بيحب ربنا مسلم أو مسيحى

بالفيديو| «محروس» قبطى يصوم رمضان: بحب اللى بيحب ربنا مسلم أو مسيحى

يرتدى جلباباً من الصوف ويتكئ على كرسى خشبى قديم أمام منزله، يلاعب الأطفال الصغار ويمازحهم ويبتسم فى وجه الكبار من أبناء شارعه أو من الغرباء، كثيرون حوله لا يعرفون ديانته، فهو يأمر بالصلاة دون أن يصلى معهم، وينتظر مدفع الإفطار فى رمضان ليقطع صيامه بشربة ماء بيمناه التى رسم عليها الصليب، فإذا ما سأله أحدهم عن ديانته، أجاب: «دينى محبة الله وكل من يحبونه».

{long_qoute_1}

كان طفلاً يجلس بين يدى والده، الذى يُملى عليه الحِكَم والمواعظ، يأمره أن يحب الناس جميعاً ويتقرب منهم بالمحبة، فنشأ محروس حنين بمحافظة المنيا لا يعرف فرقاً بين مسلم ومسيحى، إلا أن القدر اختار له صحبة المسلمين، وحتى بعدما سكن القاهرة بعد أن أتم فترة تجنيده، وتزوج بالزاوية الحمراء، كان جيرانه جميعاً من المسلمين، وبعد بلوغه الـ35 عاماً، نذر «محروس» أن يصوم 15 يوماً من رمضان إذا أنقذ الله أطفاله من الموت: «كانت مراتى كل ما تخلف مولود مايكملش سنة ويموت، فندرت لو عاش ليا ابن هصوم نص رمضان، ودلوقتى عندى 4 أبناء و7 أحفاد».

«محروس» لا يزال محافظاً على صيامه، رغم نصح الأقربين له بالتخلى عنه لكبر سنه، يمازحه «جوزيف» ابنه الأوسط: «انت مسيحى يعنى ربنا مش هيحاسبك على إنك ماصومتش رمضان»، يضحك الرجل الثمانينى: «أنا بحب ربنا وكل واحد بيحب ربنا أنا بحبه، مسلم أو مسيحى».

يمر عليه إمام المسجد القريب من بيته: «مش يلا نصلى العشا سوا يا أبو يوسف»، يضحك في وجهه ويجيبه: «ما أنا صليت قبلك إلحق انت بس لتفوتك».

يحكي عنه حسن السيد جاره وصديقه المقرب: «أول ما صوت الأذان يطلع يرمى السيجارة من إيده ويدعى ربنا للناس كلها» بينما يقول عنه سمير عواد «ملوش أصحاب هنا غير المسلمين والموضوع صدفة مش باختياره، وأول معرفتي بيه كنت فاكره مسلم عشان وقت الأذان يقوللي روح صلّي» ليقاطعه بافلي حفيد محروس الصغير، الذي وقف إلى جواره ممسكًا بيد أخيه بيمن «جدو بيدعي للمسيحي والمسلم والنادي الأهلي في صلواته، وعشان كده أنا طلعت زملكاوي» ليبتسم الثمانيني مؤكدًا أنَّه يزرع في أحفاده التسامح كما زرعه أبوه فيه منذ صغره «لازم نعلم أولادنا التسامح ونبذ التعصب عشان يكونو أسوياء، احنا وطن واحد على الحلوة والمرة».

صباح الجمعة السادس والعشرين من مايو الجاري، كان الرجل يستعد لصيام رمضان مستقبلًا الشهر بمباركات الجيران وتهنئتهم، إلا أنَّ حادث المنيا الذي أودى بحياة 29 قبطيًا وإصابة أكثر من 24، كان له أثر سيئ في نفسه: «بقيت قاعد قدام التلفزيون أتابع الأخبار وقلبي حزين، نكّدوا علينا الله ينكد عليهم»، مشيرًا إلى أنَّ مولده ونشأته كانت في محافظة المنيا قبل قدومه إلى القاهرة: «والله دول ما عارفين ربنا ولا فاهمين دينه، والكلام ده جديد علينا»، متمنيًا أن يكون الحادث آخر الأحزان.

 

 


مواضيع متعلقة