آسر ياسين: بدون غرور.. «30 يوم» أفضل مسلسل فى رمضان واستعنت بطبيبة نفسية من أجل شخصية «طارق»

11:23 م | الأحد 28 مايو 2017

كعادته يفضّل اقتحام المناطق الشائكة، ويختار الغوص فى أعماق شخصيات تجاهلتها الدراما، نتحدث عن النجم آسر ياسين، الذى يقدم تفاصيل وخبايا جديدة عن مهنة الطب النفسى فى رمضان، من خلال مسلسل «30 يوم»، على شاشة «DMC» حصرياً، بعد غياب عن الدراما التليفزيونية استمر لعام، ونجاحه الكبير فى مسلسلى «العهد» و«ألف ليلة وليلة» فى 2015.

ويكشف آسر ياسين أسرار وتفاصيل دوره، فى حوار لـ«الوطن»، كما يتحدث عن مراحل وكواليس تحضيره لشخصية الطبيب النفسى التى يقدمها لأول مرة، فى ظل منافسة شرسة بين عدد كبير من الأعمال الدرامية، وصلت إلى 36 مسلسلاً تخوض السباق الرمضانى، وإلى نص الحوار:

■ ما سبب غيابك عن الدراما الرمضانية العام الماضى؟

- تلقيت أكثر من عمل درامى فى العام الماضى، ولكننى لم أتحمس لأى فكرة منها، فدائماً أحرص على تقديم الجديد لجمهورى، والذى يليق بفكره وعقله، وأجتهد دائماً فى تقديم الشخصيات الصعبة التى تترسخ فى أذهان الجمهور، كما عُرض علىّ سيناريو لمسلسل من إخراج حسام على، وتحدثنا عن التفاصيل الخاصة به، ولكن العمل توقف قبل بدء التصوير لأسباب إنتاجية وأشياء لها علاقة بنوع العمل الذى كنا سنقدمه، وشعرت أننى سأخرج من السباق الرمضانى للعام الثانى على التوالى، حتى تسلمت سيناريو مسلسل «30 يوم»، وجذب انتباهى بشكل كبير، وأُعجب به المخرج حسام على، وبدأت التحضيرات الفعلية فى وقت قياسى للغاية، وتم اختيار فريق العمل وبدأت المعاينات والتصوير.

■ ما سبب حماسك لتأدية بطولة مسلسل «30 يوم»؟

- كانت هناك أسباب عدة، أبرزها إعجابى بالسيناريو الذى كتبه مصطفى جمال هشام، والذى سلّم أكثر من 20 حلقة قبل بدء التصوير، وهذا يُعتبر بالنسبة لى ميزة كبيرة، فشعرت أننى أرى الشخصية كاملة بكل تفاصيلها الدقيقة، لدرجة أننى قرأت 7 حلقات فى أول جلسة تحضيرية للعمل، نظراً لرغبتى فى معرفة الأحداث، فضلاً عن طبيعة دورى كطبيب نفسى، لأنها منطقة جديدة تلعب على الجانب النفسى بشكل كبير، كما تطلعت للعمل مع المخرج حسام على، الذى تجمعنى به صداقة كبيرة، وقررنا أن نتعاون معاً للمرة الأولى، وبعيداً عن هذا وذاك، فأنا فخور بالعمل مع الفنان باسل الخياط، وإنجى المقدم، ونجلاء بدر.

{long_qoute_2}

■ ما أبرز الخطوط الدرامية التى تقدمها لشخصية الطبيب النفسى؟

- «طارق» طبيب نفسى متزوج ويعيش مع أسرته، ودائماً ما يتعرض لمواقف صعبة، ويظهر فى حياته «توفيق»، الشخصية التى يجسدها الفنان باسل الخياط، ويبدأ بينهما صراع نفسى، ويحاول توفيق أن يقضى على «طارق» بتدميره نفسياً يوماً بعد يوم، وأعتبره من أصعب الشخصيات التى قدمتها فى حياتى، نظراً لأن هذه الأضرار النفسية تظهر على الشخصية جسمانياً ونفسياً.

■ هل استعنت بأطباء نفسيين للتعايش مع تفاصيل الشخصية؟

- اعتمدت على السيناريو وجلسات العمل التى جمعتنى بالمؤلف والمخرج، بالإضافة إلى أننى استعنت بطبيبة نفسية من المقربين إلىّ، لتوضح لى تفاصيل أكثر عن حالة الشخصية وحركتها، ثم عقدنا أكثر من جلسة لنتحدث عن كيفية تعرُّض الشخص الطبيعى لهذه المواقف النفسية، وما الأعراض النفسية والجسدية التى تظهر عليه، وشرحت لى مدى تأثير ذلك على حركات وجهه، وخصوصاً عينيه، وقلة ساعات نومه، ومدى الإرهاق الذى يظهر عليه باستمرار، ويزداد يوماً بعد يوم، ونزيف فمه، وتوتر علاقته مع زوجته وأولاده، فكل هذه الأشياء تعطى مصداقية أكثر للعمل، لا سيما أن شخصية «طارق» ليست بعيدة عنى.

■ هل اقترحت تعديلات على السيناريو؟

- فى بداية الأمر عقدنا جلسات تحضيرية كثيرة مع مؤلف ومخرج العمل، حتى خرج السيناريو بمنتهى الدقة، وأصبحت كل حلقة تحمل شيئاً جديداً مرتبطاً برقم، ومثال على ذلك رقم «1» الذى يظهر ابتداءً من الحلقة الأولى، وله مدلول فى حياة «طارق»، وبناءً عليه سيحدث هجوم من «توفيق»، لذلك قمت بتقسيم السيناريو لمراحل عديدة طبقاً لأحداث المسلسل وشدة المشاهد من حيث العنف، فهناك أحداث يمكنها كسر شخصية «طارق» تماماً، وعلى النقيض هناك أحداث ستمر مرور الكرام.

■ ما العوامل التى ساعدتك فى التجهيز لشخصية «طارق»؟

- أكثر من عامل ساعدنى على ذلك، أهمها استخدام «المكياج» ضمن أحداث المسلسل، فكل الشكر لـ«الميك أب أرتست» سارة بولس، لأن شخصية طارق تمر بمواقف صعبة فى مسلسل «30 يوم»، تؤثر على بطل المسلسل بشكل ملحوظ، ما يجعله يمتنع عن الأكل فى أحيان كثيرة، ويؤدى ذلك بالطبع إلى التوتر العصبى والشكلى، فـ«المكياج» مر بـ6 مراحل فى المسلسل، تباعاً من الحلقات الأولى حتى النهاية، حتى يقتنع المشاهد بمدى معاناة الشخص وتدميره داخلياً وخارجياً.

■ ماذا عن تعاونك الأول مع المخرج حسام على؟

- المخرج حسام على من أهم المخرجين فى الدراما المصرية، لأنه شخص متمكن من عمله ومخلص بشكل غير طبيعى لمهنته، وقام بإخراج المسلسل بشكل مبهر للغاية، بالإضافة إلى وجود عناصر أخرى عملت على نجاح المسلسل، منهم مهندس الديكور عاصم على الذى بذل مجهوداً كبيراً، ومدير التصوير كريم أشرف، فهو من أكثر الشخصيات التى سعدت بالعمل معها، لأنه يترك لى مساحة كبيرة من الحركة والتنقل، ثم يقوم بضبط إضاءته وحركات كاميرته، دون أن يفرض قيوداً على أحد، وذلك من خلال أكثر من بروفة.

■ وماذا عن كواليس العمل مع الفنان باسل الخياط؟

- بالطبع جاءت الكواليس ممتعة ومختلفة، فكان من المقرر أن يكون باسل معى فى مسلسل «العهد» الذى قدمته فى 2015، ولكن نظراً لخلافات إنتاجية لم يكتب لنا النصيب ذلك، ولكنه ممثل موهوب وناجح فى عمله، وأحببت العمل معه، وأعتقد أن الجمهور سيشاهد مبارزة محتدمة بين شخصيتَى «طارق» و«توفيق»، من خلال أحداث المسلسل.

■ هل تقارن دورك كطبيب بالمسلسلات الأخرى التى تقدم نفس الشخصية فى رمضان؟

- لم أنظر إلى المسلسلات الأخرى، خصوصاً أن مسلسلى يُبرز تفاصيل دقيقة خاصة بشخص وليس بمهنة، فشخصية «طارق» تتعرض يومياً لحدث مرتبط برقم خاص، ما يجعله يتعرض للموت تدريجياً نظراً لكثرة الأحداث التى يواجهها، ويحاول أن يهرب من ذلك، فالسؤال هنا: هل سينجح فى ذلك؟ وهل الشخصية تستحق أن تنجو؟ أعتقد أن تلك النقطة ستخلق حالة من الجدل بين الشخصية والجمهور، والفكرة توضح أنه عندما تضع شخصاً تحت ميكروسكوب، وتدقق فى حياته الخاصة، وتبحث فى أعماق شخصيته، سوف تظهر جميع تفاصيل حياته، ومن الممكن أن نكتشف أنه شخص غير سوى دون أن نتطرق إلى المصاعب التى يعانى منها، لذلك يجب عدم الحكم على الأشخاص لمجرد تصرفاتهم الظاهرة.

■ ما العوامل الأساسية التى تختار على أساسها أعمالك الفنية؟

- أنا لا أقدم السهل ولا أحب العمل الضعيف، ووجهت رسائل من خلال أعمال درامية وسينمائية تنوعت بين الأكشن والكوميدى والرومانسى والاجتماعى، وكنت أحرص على تنوع أعمالى فى المحتوى والمضمون، وعلى الرغم من ذلك فقد حصلت على العديد من الجوائز عن الأدوار التى قدمتها، لأننى أجتهد وتأتى الجائزة كتقدير معنوى لطيف، مثلما قدمت فى مسلسل «العهد»، لذلك فأنا أحبذ الشعور بالشخصية وتفاصيلها الدقيقة، لأقدمها بهالة خاصة تشمل الحركة وطريقة التحدث، والحس الفكاهى.

■ كيف ترى «30 يوم» فى السباق الدرامى الحالى؟

- فكرة المنافسة تحديداً لا تشغل بالى، فأنا لا أدخر جهداً فى سبيل تقديم عمل جيد، وسعيد بوجودنا فى موسم ملىء بالمسلسلات القوية، فأنا أنافس نفسى فقط، وأتحدى ذاتى فى الدور واختيار الموضوع، ومسلسل «30 يوم» يقدم 30 موقفاً محيراً ومختلفاً، ودائماً ما أعد جمهورى بأن يشاهد عملاً يستحق الوقت الذى يقضيه فى متابعته، وأعتقد أننى دائماً ما أكون جديراً بثقة جمهورى، عندما أقدم كوميديا أو أكشن أو دراما أو رومانسى، فكل عمل أمنح له روحى، ولم أنافس أحداً على روحى، وإذا نافست روحى سيكون النجاح لنفسى عن كل عمل أقدمه.

■ ما رأيك فى عرض المسلسل على شاشة DMC حصرياً؟

- أعتقد أنه اتجاه سائد لمسلسلات رمضان هذا العام، فمعظم الشركات المنتجة باعت مسلسلاتها لقنوات بعينها، ولا أجد أنه شىء سيء، وكل عام نجد اتجاهاً مختلفاً عن العام الذى يسبقه، لا سيما أن القنوات حريصة على إذاعة المسلسلات حصرياً، ولكن ما يهمنا أن يبحث المشاهد عن العمل الجيد بغضّ النظر عن القناة، وأرى أن «30 يوم» أفضل مسلسل فى رمضان، ليس غروراً منى، وإنما ثقة فى النفس وفريق العمل الذى اجتهد لتقديم أفضل ما لديه.