مبانى المصالح الحكومية فى المنيا: الثعابين تتساقط على رؤوس «الحراسة»

07:04 م | الأربعاء 03 مايو 2017

باتت معظم مبانى المصالح الحكومية فى المنيا إما «خرابات» من الطراز الأول أو «علب سردين» ينحشر فيها الموظفون بالعشرات، فمقر مديرية الأوقاف التى تدير نحو 5 آلاف مسجد موجود داخل شقة لا تزيد مساحتها عن 120 متراً، وكذلك الحال فى الإدارات التعليمية والوحدات المحلية القروية ومكاتب «القوى العاملة والتأمينات الاجتماعية والتموين» بالمراكز، فضلاً عن بيوت الثقافة والجمعيات الزراعية ومقرات الآثار والوحدات الصحية ومكاتب البريد.

{long_qoute_1}

وأصبح الإهمال فى مقرات «الآثار» بالمحافظة لا يطاق، حيث تحول مقر منطقة الآثار الإسلامية فى قرية «البهنسا» إلى مأوى للثعابين والحيوانات الضالة والآفات والحشرات، بسبب قدم المبنى وتهالكه. ويقول سلامة زهران، مدير المنطقة، إن «المقر المتهالك مكون من طابقين، وهو لا يصلح لأن يكون واجهة لمنطقة أثرية عريقة تحوى آثار وتراث عصر الفتوحات الإسلامية، وكثيراً ما فوجئ أفراد الحراسة الموجودون فى المقر بسقوط ثعابين على رؤوسهم، فيقومون بقتلها خشية أن تلدغ أحداً منهم»، مؤكداً أنه بنفسه قتل الكثير من الثعابين آخرها ثعبان ضخم قبل أيام وأنقذته العناية الإلهية من الإصابة بأى أذى عدة مرات.

وأضاف «زهران» أن «المقر يتردد عليه مواطنون يومياً للحصول على تصاريح بناء لأن المنطقة أثرية، كما تتردد عليه وفود من الطلبة والطالبات فى زيارات مدرسية، ورغم أن الدكتور محمد إبراهيم، وزير الآثار الأسبق، قرر قبل 3 سنوات اعتماد مبلغ 150 ألف جنيه لإقامة مبنى جديد، لكن الأمور تاهت ما بين قطاع المشروعات والميزانية».

{long_qoute_2}

أما «بنك ناصر الاجتماعى» فله فرع رئيسى بمدينة المنيا، وآخر فى قرية «بنى محمد سلطان»، وقد أنشئ المقر فى عهد الدكتورة ميرفت التلاوى، التى تنتمى لنفس القرية، حينما كانت تتولى منصب وزيرة الشئون الاجتماعية. ويخدم البنك أصحاب المعاشات والمطلقات والأرامل ومستحقى النفقات، ويمنح قروض زواج وموظفين وشباب خريجين، ويعانى أصحاب المعاشات كبار السن عند تسلم رواتبهم من التدافع نتيجة شدة الزحام.

ويقول محمد أحمد، بالمعاش: «أذهب يوم 9 من كل شهر لتسلم معاشى، وأقف أكثر من 3 ساعات حتى يأتى دورى، والحقيقة أن تسلم المرتب فى الصيف يعد رحلة عذاب، بسبب الوقوف تحت أشعة الشمس أمام البنك، خاصة أن الطابور الواحد يكون به أكثر من 50 شخصاً فى بعض الأحيان»، مطالباً بضرورة عمل ماكينات صرف أسوة بباقى البنوك التى تنتشر ماكيناتها فى كافة أرجاء المحافظة، مؤكداً أن الماكينة الوحيدة للبنك تقع بالقرب من مبنى التأمينات والمعاشات وتشهد زحاماً كبيراً لا يختلف عن الموجود فى بنك ناصر، وأى موظف قام بعمل قرض لا يحق له الصرف منها.

من جهة أخرى، وبسبب ضعف أعمال التأمين والحراسة فى الإدارات التعليمية، أصبحت هذه الإدارات محط أنظار اللصوص، بل وصل الأمر إلى حد التنقيب عن الآثار داخل المدارس، وخلال هذا العام شهدت مدرسة «سمالوط الإعدادية»، كسر باب مخزن عهدة المدرسة، وسرقة 11 شاشة حاسب آلى 10 بوصة، وجهاز راوتر و3 سماعات أذن، كما تم كسر القفل الخارجى لمكتبة بمبنى الإدارة التعليمية فى «مغاغة» وسرقة عدد من كروت خاصة بصرف مرتبات موظفى الإدارة، أما فى مدينة المنيا، فقد تم اكتشاف أعمال حفر فى مدرسة تستخدم كمخزن للكتب بقصد التنقيب عن الآثار، حيث تبين وجود نفق طوله نحو 20 متراً، و«مقطفين» وأدوات حفر ورفع أتربة، وكابل كهرباء.

وفى قطاعات وزارة «الثقافة» كشف تقرير حديث للإدارة العامة للتفتيش المالى والإدارى بالوزارة عن أن مسرح قصر ثقافة أبوقرقاص يحتاج لعمل صيانة لشبكات الحريق وتغيير الخزانات العلوية بأخرى مصنوعة من الصاج وصيانة جميع أجهزة الإطفاء بمعرفة شركة متخصصة ومعالجة محتويات المسرح من أخشاب وأقمشة وتوفير شهادة تفيد سلامة التوصيلات الكهربائية. وأوصى التقرير بعدم عمل أى توصيلات عشوائية داخل المبنى وفتح أبواب الطوارئ بصفة دائمة فى حالة إقامة عروض داخل المسرح والتوعية المستمرة للعاملين بذلك، ووضع علامات فسفورية تشير إلى طريق الخروج مع تدريب العاملين على أساليب الحماية المدنية.

أما معظم مراكز الشباب فمعظمها يرفع شعار الإهمال، والمبانى الإدارية لها عبارة عن غرف صغيرة ومتهالكة، ومركز شباب قرية «صفط اللبن» عبارة عن منزل لا تتعدى مساحته 50 متراً، ولا توجد به سوى دورة مياه واحدة، حتى إن الشباب هجروه لأنه لا يصلح لأن يكون مكاناً لاستثمار طاقاتهم، ما دفع مجلس الإدارة لغلقه منذ فترة طويلة.

من جانبه، أعلن عصام البديوى، محافظ المنيا، عن التشغيل التجريبى لمنظومة ميكنة الهيكل الإدارى بمركز التطوير التكنولوجى لخدمة المواطنين، حيث يتم ربط جميع مديريات الخدمات ورئاسة المراكز والمدن وإدارات الديوان العام بشبكة واحدة يتم عليها إدراج كافة المعلومات والبيانات التى تخص المواطنين واستقبال شكاواهم أو طلباتهم من خلال هذه الشبكة.