بالأسماء: الدولة تسمح لـ10 أحزاب بممارسة التطرف والتعصب والدفاع عن القتلة والإرهابيين

بالأسماء: الدولة تسمح لـ10 أحزاب بممارسة التطرف والتعصب والدفاع عن القتلة والإرهابيين
- أحداث رابعة
- أحزاب مدنية
- أحكام قضائية
- أحمد بان
- أعضاء الجماعة
- إجراء انتخابات رئاسية مبكرة
- إمام وخطيب
- إيهاب شيحة
- استقرار الوطن
- أبوالفتوح
- أحداث رابعة
- أحزاب مدنية
- أحكام قضائية
- أحمد بان
- أعضاء الجماعة
- إجراء انتخابات رئاسية مبكرة
- إمام وخطيب
- إيهاب شيحة
- استقرار الوطن
- أبوالفتوح
فور اندلاع الثورة المصرية فى 30 يونيو 2013 سعت الجماعات الإسلامية المشاركة فى الحالة السياسية المصرية للعودة لممارسة العنف والتطرف الفكرى من جديد، والتحريض والتعصب باسم الدين، بل شارك بعض أعضاء تلك الأحزاب فى عمليات القتل والتفجير فى مصر وخارجها فى سوريا والعراق قبل 30 يونيو، وحركت الانتخابات بالجنة والنار وأظهرت عداوة صريحة لدولة 30 يونيو التى طالب بها المصريون وتكللت بالنجاح فى مشهد إعلان خارطة الطريق يوم 3 يوليو 2013.
{long_qoute_1}
الجماعة الإسلامية لها نصيب كبير فى التحريض على الدولة المصرية، فتقدم حزب البناء والتنمية، الذراع السياسية للجماعة الإسلامية، بنعى للإرهابى أبوالعلا عبدربه، قاتل المفكر المصرى الراحل فرج فودة، الذى لقى مصرعه فى غارة جوية لطيران الجيش السورى، أواخر مارس المنصرم، بعد التحاقه بصفوف داعش المقاتلة فى سوريا، ويشارك قيادات الحزب والجماعة فى صفوف تحالف جماعة الإخوان الذى يعتبر ما حدث فى 30 يونيو انقلاباً على شرعية الإخوان، بالإضافة إلى تشجيع الحزب للشباب المندفع على السفر لمناطق القتال فى سوريا، والانضمام لصفوف تنظيم داعش الإرهابى.
كما قامت قيادات الحزب باستخراج كارنيه نقابة المحامين عام 2017 لكل من صفوت عبدالغنى القيادى بالجماعة الإسلامية ورئيس حزب البناء والتنمية، وعلاء طنطاوى قاتل رفعت المحجوب رئيس مجلس الشعب المصرى الأسبق، رغم ممارستهما العنف وهو ما يخالف العمل المهنى.
وشاركت قيادات حزب الأصالة السلفى فى فتاوى قتل الجنود والضباط المصريين، وعلى رأسهم الشيخ محمد عبدالمقصود، وإيهاب شيحة رئيس حزب الأصالة، حيث أفتى «عبدالمقصود» بعدم جواز التجنيد فى القوات المسلحة المصرية، أو الالتحاق بكلية الشرطة، كذلك شارك محمود فتحى رئيس حزب الفضيلة السلفى، فى التحريض على الجيش المصرى، ومتهم فى قضية «كتائب حلوان»، وأيضاً شارك عطية عدلان رئيس حزب الإصلاح السلفى وقيادات حزب الوطن السلفى وحزب الاستقلال، فى التحريض على الدولة المصرية من تركيا وقطر، وشاركوا فى اعتصامى رابعة العدوية والنهضة المسلحين.
ولم يكن «حزب النور»، الذراع السياسية للدعوة السلفية، بمنأى عن موجة التكفير والكراهية التى اجتاحت المجتمع المصرى، فبعد تحريمه تهنئة المسيحيين بأعيادهم الدينية واصفاً الأمر بالكفر والخروج عن الملة، وفتاوى قياداته المُحرضة على المسيحيين بوصفهم كفاراً، تناثرت الأشلاء وسالت الدماء فى الكنائس المصرية من البطرسية إلى المرقسية، ولم تتوقف فتاوى التكفير عند حد الأقباط وحدهم بل امتدت لتشمل المفكرين الليبراليين والعلمانيين، ومن هؤلاء «شريف الشوباشى» صاحب دعوة مليونية خلع الحجاب، الذى اعتبره ياسر برهامى، رئيس لجنة الصحة بحزب النور، كافراً لإنكاره أن الحجاب فرض، وهو الأمر الذى يعطى الضوء الأخضر لشباب المتطرفين لاستباحة دماء «الشوباشى».
{long_qoute_2}
وفى نفس السياق حرمت قياداته الأعياد المصرية، واعتبرتها بدعاً فرعونية ونصرانية، فى مشهد هزلى يؤكد كل يوم أن هذه الأحزاب الهشة المتطرفة المخالفة للدستور تمثل خطراً رهيباً يهدد أمن واستقرار الوطن. وأعلن حزب النور رفضه بناء الكنائس فى مصر باعتباره مخالفاً للهوية المصرية والدستور، كما شارك أنصاره فى اعتصامى رابعة العدوية والنهضة، وتعدى أحد أعضائه على إمام وخطيب بالأوقاف بالإسكندرية ومنعه من صعود المنبر. كما أن هناك ثلاثة أحزاب تحت التأسيس شارك مؤسسوها فى عمليات العنف، منها حزب الشعب التابع للجبهة السلفية وحزب الراية لحازم صلاح أبوإسماعيل.
أما حزبا الوسط ومصر القوية اللذان يعرفان أنفسهما بأنهما أحزاب مدنية، لكنها أحزاب خارجة من عباءة الإخوان، فسعى حزب الوسط بعد خروج رئيسه أبوالعلا ماضى لعقد ندوات للتحريض على القضايا السياسية خاصة ما يتعلق بالشرطة المصرية، كذلك حرض عبدالمنعم أبوالفتوح رئيس «مصر القوية» ضد النظام المصرى فى لقاءاته بالسفراء والدبلوماسيين، وانتقد الدولة أكثر من مرة بل دعا لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة غير مرة، واتهم الدولة المصرية والأمن فيما وصفها انتهاكات واختفاء قسرياً.
فى سياق متصل شدد خبراء حركات إسلامية على ضرورة أن تقوم لجنة الأحزاب بشطب الأحزاب التى يثبت تعاملها مع الجماعات الإرهابية، حتى لو على سبيل التعاطف، مؤكدين أن اللجنة إن لم تتدخل لوقف هذا الأمر فإنها ستكون لجنة نائمة لا جدوى منها، ورأى آخرون أن الأحزاب السياسية التى انبثقت عن جماعات أيديولوجية تعتنق فكر الإسلام السياسى، تعانى من التفريق بين العمل الحزبى والعمل الدعوى، وتكرر نفس تجربة الإخوان فى الربط بين الجانبين والتى كانت نتيجتها الفشل الذريع فى العمل السياسى والعودة إلى منهج العنف.
وقال مختار نوح، المتخصص فى شئون تيارات الإسلام السياسى، إنه يجب إلغاء كلمة الإسلام السياسى من القاموس المصرى، وشدد على أن أى حزب يطرح نفسه للساحة على أنه تشكل من أجل أن يقدم صيغة إسلامية جديدة، فعليه أن يعمل جنباً إلى جنب مع الدولة من أجل مقاومة الإرهاب، وأضاف «نوح» فى تصريح لــ«الوطن» أن الأحزاب التى لا تعمل جماهيرياً ولا يتكون منها عدد كافٍ يمثلها فى الشارع السياسى يجب التفتيش عليها ومراقبة نشاطها، وتلك التى لا تعمل يجب إلغاؤها، لأنها مجرد اسم، حتى تُثبت الدولة أنها تريد من الأحزاب العمل وليس الكسل.
وحذر «نوح» من أن نعى «حزب البناء والتنمية» لقاتل فرج فودة، يشير إلى غفلة الدولة، وشدد على ضرورة إلغاء هذا الحزب فوراً، لارتكابه جريمة التعاطف مع الإرهاب، وتابع: «أبوالعلا عبدربه قاتل فرج فودة، وهارب من أحكام قضائية، وكان مطلوباً لتنفيذ أحكام قضائية قبل هروبة إلى سوريا لينضم لصفوف داعش، تلك الجماعة الإرهابية التى تحارب الدولة المصرية أيضاً، والدولة إن لم تقم بشطب هذا الحزب تكون نائمة نوماً عميقاً»، ولفت إلى أن نفس الأمر ينطبق على «حزب النور» قائلاً: «الأحزاب تقوم على أُسس وقيم المواطنة واحترام الدستور، ولجنة الأحزاب إن لم تشطب حزب البناء والتنمية، وأى حزب آخر يقوم على فتاوى التكفير تكون لجنة نائمة».
وقال أحمد بان، الباحث فى شئون الحركات الإسلامية، إن تأسيس حزب البناء والتنمية كان فى إطار تأهيل فصيل من الإسلام السياسى، وإبعاده عن تيار العنف، وأضاف أن الجماعة الإسلامية التى تعتبر أساس هذا الحزب يؤخذ عليها انحياز قواعدها لــ«الإخوان» بعد خروج الأخيرة من الحكم، ولم يصل هذا الانحياز إلى حد الانخراط فى العنف أو العمليات الإرهابية.
ولفت «بان» إلى أن الحزب «محشور» فى الأمر، بمعنى أن هناك بُعداً نفسياً متعلقاً بولائه لأعضاء الجماعة السابقين حتى لو خالفوه التوجه، وبين ضرورات العمل السياسى من حيث الالتزام بالدستور والمحافظة على الصورة الذهنية للحزب. وتابع: «الحزب يبدو ممزقاً بين الاتجاهين، وهذه آفة الأحزاب الدينية فى علاقاتها مع الدولة، فهى علاقة غير واضحة دائماً، وهذه الأحزاب لا تمارس سلوك الأحزاب المدنية، وأداؤها أقرب إلى أداء الحركات والجماعات الدينية، وشدد على أن أى كيان يلتبس فيه العمل الدعوى بالسياسى سيتعرض لمآزق كبيرة، ويجعلنا نستدعى تجربة الإخوان فى دمج الدعوى بالسياسى وهو ما أضر بها كثيراً.
وقال خالد الزعفرانى، الباحث فى شئون الحركات الإسلامية، إن المناخ فى مصر واضح وهو أن جميع الأحزاب حتى الكبرى منها ليس لديها دور ملموس، وليس هناك تأثير لهذه الأحزاب، والأمر ينطبق على أحزاب الإسلام السياسى، التى تبدو وكأنها غير موجودة، وليس لديها وجود أو نشاط أو ظهور سياسى ملحوظ. وأضاف أن النشاط السياسى لحزب البناء والتنمية يكاد يكون متوقفاً ولا وجود له على الإطلاق، وعلى رغم أن حزب النور كان له دور كبير جداً فى إنجاح ثورة 30 يونيو، وموقفه مؤيد للدولة ولنظام الحكم الحالى، إلا أن الكلام عن هذه الأحزاب حالياً هو كلام لا جدوى منه، فمنها أحزاب لا يكون بها أعضاء سوى رئيس الحزب ونائبه.
وقال نبيل نعيم، زعيم تنظيم الجهاد السابق: «الأحزاب ذات المرجعية الدينية، تبث الكراهية وتكرس لمبدأ إقصاء الآخر وتحرض على قتله، تسببت فتاواهم المتكررة بتكفير المسيحيين فى سقوط عشرات القتلى فى كنائس مصر التى كان آخرها حادثى طنطا والإسكندرية، الأمر لم يتوقف عند دعوات الكراهية ضد المسيحيين بل امتد ليشمل شخصيات من المسلمين لمجرد اختلاف تكوينها الفكرى عن هؤلاء الذين يدعون امتلاك الحقيقة وحدهم، فنصبوا أنفسهم أوصياء على الدين، متخذين من هذه الأحزاب الكرتونية التى لا تتمتع بأى قبول لدى قطاعات من المصريين واجهة لتقنين وضعهم والاستمرار فى الدعوة إلى الكراهية، فتجد الأصالة السلفى حزب محمد عبدالمقصود الذى يحرض من قطر وتركيا على الجيش المصرى هو وقيادات الحزب وعلى رأسهم إيهاب شيحة رئيس الحزب».
وأضاف: «حزب الإصلاح السلفى الذى يعد حزباً إخوانياً، كذلك حزب عبدالمنعم أبوالفتوح الوجه الآخر للجماعة، الذى يلتقى بسفراء وقيادات خارجية للتحريض على الدولة المصرية، وحزب الوسط الذى يقوم بندوات ضد مؤسسات الدولة، ويستغل بعض القضايا الخلافية بين القوى السياسية المدنية والنظام ليحرض ضد الدولة المصرية، كذلك حزب النور الذى شارك بعض عناصره فى أحداث رابعة والنهضة».