الترام.. قاطرة حضارة القرن العشرين و«خيال مآتة» الألفية الجديدة

كتب: عبد الفتاح فرج

الترام.. قاطرة حضارة القرن العشرين و«خيال مآتة» الألفية الجديدة

الترام.. قاطرة حضارة القرن العشرين و«خيال مآتة» الألفية الجديدة

نشر المؤلف محمد سيد كيلانى كتاباً عن ترام القاهرة، قال فى مقدمته إن يوم الثانى عشر من أغسطس 1896 يُعد علامة فاصلة فى تاريخ هذه المدينة العريقة، حين شقت قاطرة أول ترام شوارع العاصمة، بداية من نقطة الانطلاق فى ميدان العتبة الخضراء، لينقل الناس من عصر البداوة والتأخر إلى عالم الحضارة والتمدن، وكان الناس فى القاهرة يعانون أشد المعاناة من صعوبة التنقل لأسباب كثيرة، منها عدم توافر وسائل النقل وبطء حركتها ثم المعاملة السيئة من أصحاب الحمير والعربات، وكان الظلام سائداً، لأن الشوارع الرئيسية فقط كانت هى التى تحظى بالإضاءة عن طريق «غاز الاستصباح»، وأوضح «كيلانى» أنه بدخول القاهرة عصر الترام حدثت ثورة هائلة، حيث راجت حركة التجارة ونشط البيع والشراء وأنشئت المحال الكبرى فى ميدان العتبة الخضراء، قلب العاصمة وكثرت المسارح وصالات الرقص وحدثت حركة فى المدينة تشبه إلى حد ما اللهاث للحاق بركب العصر من نهضة عمرانية وفنية ورياضية، كما ظهر على الساحة ما حمل اسم «الأدب الترامى» ووجد الأدباء أنفسهم فى أحاديث لا تنقطع عن هذا العالم الجديد.

وأضاف المؤلف: «تم تسيير أولى عربات الترام فى العاشرة من صباح أول أغسطس 1896، على سبيل التجربة، وساد الذهول الحشود من الناس التى تدفقت من كل حدب وصوب ورأت حسين فخرى باشا، ناظر الأشغال وقتها، يركب إحدى عرباته ومعه لفيف من كبار موظفيه، وأعجب الناس لأول مرة قاطرة تسير بواسطة الكهرباء وانتابتهم الدهشة وعمهم الذهول ما حدا بالأولاد أن يركضوا خلف عرباته مرددين (العفريت.. العفريت)، ثم تم ردم الخليج المصرى لمد خط ترام جديد من السيدة زينب حتى غمرة، وحدث انفلات فى أسعار الأراضى الواقعة بالقرب منه وزادت أسعارها أضعافاً وجنى أصحابها من وراء ذلك الأرباح الطائلة»، يتابع الكاتب، «وضعت الشركة البلجيكية مع الحكومة شروطاً يلتزم الناس بها عند استخدام الترام، من خلال السلوكيات القويمة والبعد عن الشغب، أو سوء استخدام عربات الترام أو أعمدته، ورغم انتشار عربات الترام وتضييقه السبيل على عربات الأمنيبوس، وظهور السيارات كمنافس جديد إلا أن الترام ظل محتفظاً بمكانته، للتنقل داخل أحياء القاهرة.


مواضيع متعلقة