زاهي حواس: اعتذرت لـ«ميسى» عن وصفى له بـ«الأحمق» واللاعب الأرجنتينى أفضل من لعب كرة القدم فى العالم

كتب: عادل الدرجلى ورضوى هاشم

زاهي حواس: اعتذرت لـ«ميسى» عن وصفى له بـ«الأحمق» واللاعب الأرجنتينى أفضل من لعب كرة القدم فى العالم

زاهي حواس: اعتذرت لـ«ميسى» عن وصفى له بـ«الأحمق» واللاعب الأرجنتينى أفضل من لعب كرة القدم فى العالم

قال الدكتور زاهى حواس، وزير الآثار الأسبق، عالم المصريات الشهير، إن عملية نقل تمثال المطرية، منفصل الرأس، بها أخطاء، ويجب أن يحاسب من ارتكبها، ولكن ذلك لا يقلل من قيمة الكشف الذى احتفى به العالم، وأشار إلى أن صورة الرئيس عبدالفتاح السيسى برفقة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أمام الأهرامات ستكون سبباً فى عودة السياحة إلى المقاصد المصرية، وإنه اعتذر للاعب كرة القدم الأرجنتينى ليونيل ميسى بعد وصفه له بـ«الأحمق»، مؤكداً أن ما حدث زلة لسان وخطأ من مذيع استدرجه فى الحديث، لافتاً إلى أن «ميسى» أعظم لاعب فى تاريخ كرة القدم وقد يكون أفضل من بيليه، وأضاف «حواس» فى حواره مع «الوطن» أنه غضب حينما علم أن افتتاح المتحف المصرى الكبير سيكون جزئياً، منوهاً بأن الافتتاح الجزئى للمتحف يهدر زهوه الأثرى الهائل.

{long_qoute_1}

■ هل ترى أن العاصفة التى أثيرت بسبب نقل تمثال المطرية بالبلدوزر طبيعية؟

- النقل حصل به أخطاء، وأنا أقر بها ويجب أن يحاسب من ارتكبها، وهى ثلاثة أخطاء، أولها استخدام الشوكة فى النقل، ثانياً كان من المفترض عقب النقل وضعه فى صندوق خشبى، ووضع حراسة عليه، أما الخطأ الثالث فكان فى وضعه فى بطانية، ولكن تلك الأخطاء تحدث فى كل حفائر الإنقاذ، وقد تحدثت مع رئيس البعثة الألمانى وأكد لى أن التمثال لم يمس جراء النقل، وقد هالنى حجم الفتاوى التى سمعتها من بعض المتخصصين فى الآثار، فهناك عالمة تحدثت عن أن استخدام البلدوزر أثر على طبقات الحفريات، وآخر قال إن دخوله حطم الآثار، وثالث تحدث عن نزول غطاسين فى مياه مجارى ضحلة تبلغ مترين، وهذا كلام يدل عن جهل مطبق من أناس لم تعمل فى الحفريات، ولم يرمموا تمثالاً فى حياتهم، فمن يتحدث فى علم الحفريات يجب أن يكون عمل فيها، وأنا لا أدافع عن خالد العنانى، لكن دعونا ننظر إلى الجانب الإيجابى وهو أن العالم كله يصفق ويقف لنا احتراماً، ولأول مرة منذ ست سنوات يتحدث العالم عن كشف أثرى، وغير صحيح أن وسائل الإعلام انتقدتنا.

■ وهل كنت مع الاستمرار فى نقل باقى جسد التمثال البالغ ثمانية أطنان؟

- أنا كنت ضد الاستمرار فى انتشال باقى جسد التمثال وكان لا بد أن يتروى وزير الآثار، وأن يشكل فريقاً علمياً متخصصاً لدراسة الوضع كما فعلنا من قبل مع تمثال ميدان رمسيس، وكان حدثاً غير مسبوق، وكان يجب عليه أن يتراجع وكنا سنضرب له تعظيم سلام.

■ من يتحمل مسئولية زحف العشوائيات على تلك المنطقة بهذا الشكل؟

- المطرية مثلها مثل جميع المناطق، بنيت فيها مصر الحديثة على مصر القديمة بما تحويه من آثار، وهناك قانون يمنع إعادة بناء أى منزل فى المطرية إلا بعد عمل حفائر فى المنطقة وهذا موجود فى العالم كله.

■ وما حقيقة تصريحك بأن آثار المطرية تم تحطيمها فى العهد القبطى؟

- تلك حقيقة، أنا اكتشفت ثلاثة معابد فى نفس المكان لتحتمس الثالث ولإخناتون ورمسيس الثانى، جميع التماثيل والأعمدة لتلك المعابد مهشمة، لم أكتشف تمثالاً فى تلك المنطقة إلا وكان مهمشاً على ثلاثة وأربعة أجزاء، وهذا التدمير طبقاً للحقائق العلمية حدث فى وقتين، نهاية العصر الرومانى وبداية العصر القبطى، حينما اعتبر المسيحيون أن تلك الآثار وثنية، وهذا لا يقلل من المسيحية فى شىء، لكن تحطيم الأعمدة وطمس وجوه الملوك فى ذلك الوقت أمر معتاد.

{left_qoute_1}

■ نرغب فى طمأنة محبيك عن حالتك الصحية؟

- عشية عيد الحب وكان يوماً ممطراً، سقطت على قدمى ما استدعى تدخلاً جراحياً عاجلاً، وتم تركيب شريحتين معدنيتين، والغريب أننى وبالرغم من ذلك وبعد يوم من العملية خرجت للقاء ليونيل ميسى، كما التقيت 43 شخصاً من الولايات المتحدة الأمريكية العاملين بمقابر العمال بمنطقة الهرم، وذهبت على كرسى متحرك وصحبتهم فى جولة كاملة وأنا على الكرسى، وتناسيت ألمى، وكان هدفى الوحيد صورة مصر فى العالم، ولا أستطيع رفض أى شىء من شأنه إعلاء اسم مصر.

■ وما حقيقة غضب ميسى منك بعد تصريحاتك عنه بأنه «أحمق» لم يبال بشرحك؟

- كانت هناك إجراءات أمنية شديدة مصاحبة له، وحالة من التوتر فى الأجواء، وما قلته فى أحد البرامج أنى كنت أتحدث ولم ألحظ أى رد فعل على وجهه، خاننى التعبير وحزنت جداً لتفوهى بهذه الكلمة غير المقصودة، التى قيلت فى سياق هجومى من المذيع الذى كان ينتقد ميسى بشكل كبير ولم يحاسبه أحد، وللأسف فإن الكلام وصل للاعب وغضب، واعتذرت له وليس فى ذلك عيب، وأصدرت بياناً باللغتين العربية والإنجليزية وأرسلته لكل صحف العالم وقلت إننى أتمنى أن يأتى لمصر ثانية وسأصطحبه لمشاهدة مقبرة توت عنخ آمون، وفى كل محاضراتى للعالم سأقدمه وأتحدث عنه، لأنه عبقرية لن تتكرر ولن يأتى مثله لا بيليه ولا أى لاعب، وأرى أن زيارة ميسى أكبر دعاية لمصر، فبالرغم من أنى قابلت ملوكاً ورؤساء من كل دول العالم إلا أن زيارته قد تكون أكثر أهمية، فإذا ما قابلت رجل الشارع العادى وسألته عن الملكة صوفيا على سبيل المثال سيكون رده: «من صوفيا؟»، ولكن لو سألته عن ميسى ستجده يعرف تاريخ حياته، فوجود اللاعب فى مصر أكبر دعاية لنا، وشهدت الأيام الماضية ثلاث زيارات مهمة، لميسى والمستشارة الألمانية ميركل وأخيراً الممثل ويل سميث.

■ هل سيكون لذلك مردود على السياحة؟

- الرئيس عبدالفتاح السيسى قام بخطوة عبقرية، فبدلاً من أن يقوم بدعوة أنجيلا ميركل على العشاء فى قصر عابدين أو أى من القصور الرئاسية دعاها أمام الأهرامات فى مشهد من أعظم ما يكون سيعيد السياحة بنسبة 3000%، وهذه الزيارات الثلاث كانت زيارات مهمة لعودة السياحة ويجب أن يكون هناك تكثيف لها، ويمكن أن تقوم وزارة السياحة بالاتفاق مع شركة دولية لتنسيق زيارات وقوافل سياحية إعلامية وفنية ودعاية، والسياحة لن يعيدها إلا مثل هذه الزيارات، فالأجنبى يصدق الذى زار وأكد أن مصر بلد الأمن وأن الآثار المصرية رائعة.

■ حدثنا عما دار بينك وبين ويل سيمث من حديث فى رحاب الأهرامات؟

- فى الولايات المتحدة يقيمون معسكرات للطلاب، ويأتون بمحاضرين من علماء الآثار، وأنا الأجنبى الوحيد من خارج أمريكا الذى يشارك فى تلك المعسكرات كمحاضر باعتبار علماء الآثار قدوة للطلاب، لكى يوجهوا لهم النصائح وعوامل النجاح وأسباب الفشل، نحن فى مصر لا نهتم بالقدوة، وأنا أقول دائماً إن العشق هو سر النجاح، وأنا عشقى الآثار، ولو أنت كصحفى عشقت مهنة الصحافة ستصبح أهم صحفى فى الدنيا، ويجب أن تعطى حياتك كلها لمهنتك، وأنا حياتى كلها وساعات يومى للآثار، وأنا حكيت له كل هذه الحكايات، وسألنى: هل تعرضت لموقف كانت فيه كل العوامل ضدك وقررت أن تنجح حتى نجحت بالفعل؟ فقلت له: نعم، عندما كنت أبحث عن مقابر العمال، كل الناس قالوا لى أنت مجنون وكان علماء الآثار ضدى، ولكنى حفرت وكشفت عن مقابر العمال، وعملت دعاية لنا فى كل الدنيا، وأكدت أن الأهرامات لم يتم بناؤها بالسخرة، وإلا لماذا دُفنوا بجوارها، فقال لى إن هناك مصاعب واجهته، حتى أصبح من أكبر نجوم الولايات المتحدة، وقال لى، سأبعث بصورى أنا وأنت لكل العالم، وبالفعل صورنا على موقعه رسالة للعالم أن مصر بلد الأمان، ودعوته لزيارة سيوه، حيث يوجد فندق بنى من مواد بناء طبيعية، وبدون كهرباء، كما اتفقنا أن نزور الأقصر وأسوان معاً، بالإضافة إلى أن وزير الآثار خالد العنانى دعاه إلى زيارة المتحف المصرى.

{long_qoute_2}

■ دائماً ما ترافق المشاهير إلى الأهرامات فهل طُرح عليك سؤال يوماً عن حقيقة بناء اليهود للأهرامات؟ وما ردك؟

- بالطبع يتردد هذا السؤال على مسامعى وأرد دائماً بأن اليهود كانوا بيشتغلوا عند المصريين ولم يبدعوا فى شىء، لكن العقلية المصرية هى التى بنت المقابر والمعابد، وكل الأسماء التى عثر عليها أسماء مصرية ولا يوجد أسماء عبرانية إطلاقاً، ولكن ربما يكونون قد دخلوا مع الهكسوس فى عهد الدولة الوسطى وعاشوا فى مصر حتى عصر الدولة الحديثة وكانوا بيتشغلوا عند المصريين، وربما يكونوا عملوا فى نقل الحجارة، ولكن من هو فرعون الخروج لا يوجد دليل ولا إجابة، وكل ما يقال إنه رمسيس غير صحيح، والدليل أن فى معبد دندرة بالجنوب وفى ظل انعدام وسائل الاتصال لم يكن العمال يعرفون اسم من يحكم فى القاهرة، وكان ذلك يستغرق مدة 6 شهور لكى يحدد اسم من سيكتب، ولكن كان يضع فى الخرطوش كلمة «بر عا» أى الفرعون، وهو لقب وليس اسم الحاكم، بل يليه اسم الحاكم، وهذا أهم دليل، أما الحديث عن لوحة إسرائيل التى يقال فيها إن بنى إسرائيل أبيدوا فقد كتبها شاعر فى عصر مرنبتاح، والشاعر لا يمجد فى أحد إلا إذا كان يعيش بالفعل وليس ميتاً، وهذا دليل أن مرنبتاح لم يغرق وكان على قيد الحياة، وبالتالى ليس مرنبتاح هو فرعون الخروج كما يزعمون، والقرآن يقول إن هناك فرعوناً واحداً، ولا نستطيع أن نحدد من هو، وأكدت مراراً أن آثارنا كشفنا منها 30% وما زال 70% منها فى باطن الأرض، واحتمال كبير جداً أن نعرف تفاصيل أكثر خلال الفترات المقبلة، وربما فى يوم من الأيام يتم الكشف عن آثار ربما تظهر ونكشف من هو فرعون موسى.

■ حدثنا عن أبرز لقاءاتك مع المشاهير؟

- أعتبر أن لقائى مع الأميرة الراحلة ديانا أثاء زياراتها لمصر من أفضل لقاءاتى مع المشاهير، حتى إن مانشيتات الصحف فى صبيحة اليوم التالى خرجت بعنوان «مصرى آخر يحب ديانا بخلاف عماد الفايد»، والحقيقة أنها قرأت قبل أن تزور مصر، وكانت تسألنى أسئلة كثيرة جداً عن الأهرامات، لدرجة أننى عشقت زيارتها، حتى إننى عندما جاء الأمير تشارلز إلى مصر لم أرغب فى مقابلته بعد وفاتها فى حادث مأساوى.{left_qoute_2}

■ وما الشرط الذى أمليته على الرئيس الأمريكى السابق «أوباما» فى زيارته التاريخية لمصر؟

- كنا داخل الأهرامات وكانوا يجرون استعدادات له لكى يركب الجمل، فقلت له إننى عندما أشرح لأحد أحصل على نظير مادى عال جداً، لكننى لن آخذ منك أموالاً، لكن لدىَّ شرط، فضحك وقال لى قل، فقلت له: لو ركبت الجمل صورتك ستظهر فى كل مكان فى الدنيا لتؤكد أن مصر كلها جمال، وعلشان خاطرى بلاش تركب الجمل، وقالى: موافق، ولم يركب.

■ وماذا عن معركتك الشهيرة مع المطربة العالمية بيونسيه؟

- عندما جاءت كان معها حارس ومصور، وكنت جالساً أتكلم معها والمصور الخاص بها يقوم بالتصوير، وعندما جاءت المصورة الخاصة بى هاجمها الحارس وأخذ منها الكاميرا، فوقفت وغضبت جداً، وطردتهم وطردت بيونسيه.

■ ما السبب فى تراجع عائدات السياحة فى مصر؟

- مصر لن تستوعب أكثر من 10 ملايين سائح، ولو حدث ستكون هناك مشكلة، لأن الموضوع يحتاج فنادق أكثر وطرقاً وغيرهما من إمكانيات، ونحن نحتاج فنادق رخيصة لكى تشجع السائح متوسط الدخل، مع تشجيع الطيران رخيص الثمن، لكن يمكن أن ينفق السائح بشكل أفضل إذا أحسنا إدارة الأمور، فمثلاً الأهرامات تذكرتها أقل من 6 دولارات، وحين أعلن وزير الآثار نيته فى أن يرفع السعر، اعترضت شركات السياحة بدعوى أن ذلك سيؤثر على المقاصد السياحية، وهذا أمر غريب، لأنه عيب أن يزور السائح الأهرامات بـ6 دولارات فقط، فيجب أن تزيد أسعار التذاكر.

{long_qoute_3}

■ ماذا عن فتح مزيد من المقابر أمام السائحين بأسعار مخفضة؟ خاصة مقبرتى نفرتارى وسيتى الثالث؟

- أوافق فى إطار تشجيع السياحة، لكن عندما تزيد أعداد الدخول يجب أن يتم إغلاقها للحفاظ عليها، فالمطلوب دخول أعداد قليلة بسعر مرتفع، وهو أفضل من إدخال أعداد كبيرة بسعر أرخص.

■ حدثنا عن برنامجك الجديد؟

- الحديث عن الآثار ممل، وأنا شخصياً أنصرف عن البرنامج الذى يقدمه صاحبه من خلف المكتب، وهو ما لا يجب أن نراه فى برامج الآثار، لذا قررنا أن نقدم مواقعنا الأثرية بطريقة لم تقدم بها من قبل وبطريقة مثيرة نكشف فيها عن آثارنا ونربط الماضى بالحاضر، وهو ما فعلناه من قبل ببرنامج «مطاردة المومياوات» الذى وضعت إعلاناته فى ميدان «التايم» فى نيويورك، ويحوى 11 مغامرة أصابت من شاهدها بالذهول، وسنبدأ بـ16 موقعاً أثرياً نتناول فيها المعلومة مقترنة بالصورة، ونربط بين القديم والحديث من خلال الفنون والحرف والصناعات الموجودة حديثاً ونعيدها لشكلها القديم.

■ أعلنت وزارة الآثار مؤخراً عن التعاقد مع رادار إيطالى للبحث عن المقبرة المخفية داخل مقبرة توت عنخ آمون هل توافق على تلك الخطوة؟

- بالطبع، فهدفنا أن ننهى الجدل حول تلك القضية ونقطع الشك باليقين، وهذا الرادار على أعلى مستوى، وهو من يقول ما إذا كان هناك شىء أم لا، والمصيبة فى موضوع نفرتيتى أننا عملنا من الفكرة أنها كشف وهى ليست كشفاً، وما قاله الرادار اليابانى وقتها كذب، وقد أخذت البيانات التى استخرجها الرادار اليابانى، وأعطيتها لخبراء، وقالوا لا يوجد شىء نهائى، وبالتالى كل الكلام الذى قيل فى المؤتمرات الصحفية غير صحيح.

■ لكن الرادار قال إن هناك فراغاً وتجويفاً وغرفتين؟

- لم يحدث، وهذا ما أكده الخبراء بعد الاطلاع على البيانات الصادرة من الرادار، ثم لا يمكن لرادار أن يظهر أى مواد عضوية، ولا يجوز أن أصدق أى شىء يقال، ويجب أن أدرس وأسأل المتخصصين.{left_qoute_3}

■ قالوا حينها إن النظرية الهدف منها الترويج للسياحة؟

- لا يجوز الترويج للسياحة بالكذب، ولا بد من استعمال الحقيقة دائماً، وأنا كنت مختلفاً مع ممدوح الدماطى فى هذا الموضوع، لأنه عمل من خلال فكره الشخصى، فى حين أن الأثرى لا بد أن يأخد رأى الناس حتى يصل للنجاح.

■ ومن أين تتوافر الأموال للانتهاء من المتحف؟

- هذه مشكلة أخرى، إننا نحتاج إلى 900 مليون جنيه بعد زيادة الدولار، وقد تم توفير 400 مليون من اليابان، وأعتقد أن الخطوة الجيدة التى اتخذت هى عمل مجلس أمناء لإدارة المتحف بعيداً عن الروتين الحكومى، وأرجو أن يكون مجلس الأمناء لديه الرؤية لإدارة هذا المتحف، ولو قلنا للدنيا كلها إن هذا المتحف ملك العالم كله، سيسارع العالم فى المساهمة، فالآثار ليست ملك مصر فقط بل إنها ملك للعالم كله.

■ كيف ترى «الثقافة السياحية» لدى الشعب المصرى؟

- أرى أنها تزيد الآن، وبالطبع نتمنى من وزير التربية والتعليم تدريس «الحروف الهيروغليفية» للتلاميذ فى الابتدائى، وتعليمهم طريقة كتابتها ويغير المناهج، خاصة أنه لا بد من تغيير التاريخ من العصر الفرعونى حتى الآن، حتى يساير العصر الحديث، لا سيما أن طلاب أمريكا يدرسون آثارنا، وأقوم بالتدريس مرتين فى الشهر لأطفال أمريكان عمرهم 9 سنوات، وأتساءل: أين أولادنا من هذا؟ إننا نفتقد تلك الثقافة فى المدرسة، بمعنى أن يكون هناك من يتحدث مع الطلبة عن الآثار.

■ كيف ترى المشهد السياسى الحالى؟

- أنا مقتنع أن الدولة فى تقدم وخير، أشعر أننا «ناس مش كويسة» لأننا لا نعمل ولا نساعد الحكومة، ويجب أن ننظر لأنفسنا حالياً، ونقارن بين حالنا وحال العراق وسوريا وليبيا، وكيف كنا نعيش قبل أن يكون لدينا رئيس منتخب وحكومة، فما حدث من استقرار ومشاريع يقول «إننا نمشى صح».

■ كيف ترى إجراءات الإصلاح الاقتصادى الأخيرة؟

- كانت ضرورية، وتلك الإجراءات من أجل المستقبل، إننا نعانى جميعاً، ولا بد أن نصلح ونتحمل من أجل أولادنا، وأرى أن «البلد تسير فى الطريق الصح، لكن الشعب هو من لا يسير فى الطريق الصح»، ولا بد أن يعمل، فلا توجد دولة بها عمالة لا تعمل مثل مصر، فقد تم تعيين «7 آلاف فى الآثار عقب ثورة 25 يناير، وليس لهم أى لازمة ويعطلون العمل»، فربط الشعب بالدولة هو سبب تأخير كل شىء، و90% من العاملين فى الحكومة لا يعملون، فكيف سننهض؟ فلابد من أن نشجع القطاع الخاص والاستثمار، و«عشان تمشى البلد لازم نهدأ حتى نتقدم».

■ هناك عدد كبير من خريجى كليات الآثار سنوياً.. أين يذهبون؟

- «وزارة الآثار لا تحتاج منهم ولا واحد»، وهذا خطأ ولا بد من إغلاق جميع كليات الآثار بالكامل، ويكون هناك قسم واحد فى جامعة القاهرة للآثار المصرية، وقسم آخر فى الإسكندرية للآثار الرومانية، وقسم فى عين شمس للآثار الإسلامية، تخرج ثلاثة فى كل سنة من كل قسم و«أشغلهم»، لأن العدد القليل «هيتعلم بشكل جيد»، أما العدد الكبير يتخرج «وهو غير فاهم، وإحنا اتخرجنا أثريين كويسين لأننا كنا 4 أو 5 أما الآن العدد 10 آلاف، وخطأ افتتاح كليات الآثار لأنها بتخرج ناس مالهمش أى لازمة».

■ من بين التكريمات العديدة أيها الأقرب إلى قلبك؟

- الأقرب إلى قلبى تكريمى بعد الثورة بعدما تركت الوظيفة، فقد أخذت الدكتوراه الفخرية السادسة، وكان لها تأثير كبير جداً، لأنها بينت للعالم كله أنى «رجل أمين»، كما حصلت فى إيطاليا على أهم شخصية فى العالم، وفى أكتوبر المقبل سيتم تكريمى كرجل العام فى مصر، فإن التكريمات التى تتم بعيداً عن الوظيفة أقرب إلىّ، فهناك «زاهى حواس بتاع الحكومة»، وآخر «الشخصية العامة»، والاثنان أنا فصلت بينهما تماماً.

 


مواضيع متعلقة