زاهى حواس يكتب: "فؤاد العرابي.. حفيد الفراعنة"

07:03 م | الاثنين 02 يناير 2017

قال وزيرالسياحة الأسبق زاهى حواس في مقالة له نشرتها جريدة أخبار اليوم تحت عنوان "فؤاد العرابي.. حفيد الفراعنة!": "امتاز فؤاد العرابي بتشجيع الشباب المجتهد واختيار مساعديه من الأكفاء، وكان نموذجا مشرفا للإداري المصري الذي حطم البيروقراطية وكتب بعمله وجهده روشتة نجاح وإنجازات ستظل مسجله باسم فؤاد العرابي".

وأضاف حواس "العرابي مثل ونموذج للمصري حفيد الفراعنة العظام الذين أعلوا قيمة العمل والإبداع؛ لم يكن أثريا ولم يدرس التاريخ أو الآثار؛ وإنما كان ضابطا في الجيش؛ وفور ترك الخدمة تولي إدارة شركة مصر للصوت والضوء واستطاع فؤاد العرابي بناء عرض الصوت والضوء في الهرم وفي الكرنك؛ وتم عمل التسجيلات بأصوات نجوم العالم، وحازت عروض الصوت والضوء بشهرة عريضة في كافة أنحاء العالم. والي فؤاد العرابي يعود الفضل في بناء مسرح الصوت والضوء في الهرم والذي عليه غنت كوكب الشرق أم كلثوم ونال الحفل شهرة غير مسبوقة وتم إطلاق اسم الهرم الرابع علي أم كلثوم منذ ذلك اليوم، وبعدها تهافت نجوم العالم للغناء علي ذاك المسرح ومن خلفهم الأهرامات وأبو الهول، وبالفعل غني علي هذا المسرح فرانك سيناترا وبيرل بيلي وغيرهما، وكان اسم مصر يرفرف في العالم كله ويأتيها السائحون من كل صوب وحدب".

موضحا "عندما تولي فؤاد العرابي مسئولية الآثار قام بإنشاء متحف الأقصر؛ والذي صار واحدا من أجمل متاحف مصر. وبالفعل استطاع بالعمل الدؤوب والإدارة الحازمة أن يغير صورة العمل الأثري في مصر؛ لم يتوان في عقاب المخطيء وفي نفس الوقت مكافأة المجتهد، ولا زلت أذكر ما حدث معي وأنا مفتش آثار شاب حديث التخرج عندما كلفني العرابي بزيارة مهمة في منطقة الأهرامات وبعد انتهاء الزيارة فوجئت بمكافأة مالية قرر العرابي صرفها لي؛ وبعدها كلفني بزيارة الأميرة مارجريت أخت ملكة انجلترا وكانت واحدة من المحطات المهمة في حياتي، وامتاز فؤاد العرابي بتشجيع الشباب المجتهد واختيار مساعديه من الأكفاء. رأس فؤاد العرابي هيئة الآثار عندما كان عبد المنعم الصاوي وزيرا للثقافة. وبالطبع لم يعجب الكثيرون النجاح الذي كان يحققه العرابي في كل منصب يتولاه وينتظرون الفرصة للهجوم عليه وتدميره فبلاء مصر يكمن في هؤلاء الذين نعرفهم باسم حزب أعداء النجاح! وبالفعل كان العرابي نموذجا مشرفا للإداري المصري الذي حطم البيروقراطية وكتب بعمله وجهده روشتة نجاح وإنجازات ستظل مسجله باسم فؤاد العرابي".

واختتم قائلا: "جاءت الفرصة لحزب أعداء النجاح للهجوم علي العرابي عندما سقطت بعض الأحجار من الجانب الشمالي لأبو الهول؛ وبدأ المتربصون بالعرابي ينشرون المقالات وفيها هجوم شديد علي العرابي قائلين بأن سبب حدوث تساقط أحجار أبو الهول هو أن رئيس هيئة الآثار ليس أثريا! وبالفعل نجحوا في إزاحة العرابي من منصبه؛ ولكن وبمجرد أن تم تعيين فاروق حسني وزيرا للآثار قام باختيار فؤاد العرابي وكيلا لوزارة الثقافة ويعطيه الفرصة لاستكمال إنجازاته، وعندما توليت رئاسة الآثار وقررت الاحتفال بيوم الأثريين كان أول المكرمين في يوم الأثريين هو فؤاد العرابي الذي قال عندما دعوته لحضور حفل التكريم واستلام جائزته أنه لا ينتظر أي تكريم لما قام به من أعمال لبلده التي يعشقها ويعشق آثارها وتاريخها؛ وأن ما فعله هو واجبه نحو عمله الذي كلف به؛ وطلب مني أن أتسلم الجائزة نيابة عنه، ولقد رحل عن دنيانا فؤاد العرابي لكن ستظل أعماله وإنجازاته شاهدة علي تاريخة المجيد؛ وسأظل أتذكر فؤاد العرابي كمصري مخلص لبلده ولعمله وكمثل تعلمت منه الكثير".