«عربى» فى دوامة الحياة: بتلف زى الساقية

«عربى» فى دوامة الحياة: بتلف زى الساقية
- بالسيدة زينب
- حب الناس
- خمسة جنيهات
- ساعات طويلة
- طبق كشرى
- فى المنزل
- كبار سن
- منطقة الخليفة
- أبو
- أرض
- بالسيدة زينب
- حب الناس
- خمسة جنيهات
- ساعات طويلة
- طبق كشرى
- فى المنزل
- كبار سن
- منطقة الخليفة
- أبو
- أرض
ثقب دائرى كبير يرى الشارع من خلاله وهو يدفع عجلة الكشرى بمنطقة الخليفة بالسيدة زينب، يشاهد عربى هاشم الحكايات من خلال الدائرة التى تتوسط عربته وتعتبر منفذه للعالم الخارجى، وراءها مآسٍ، خناقات، أطفال تلهو، بسطاء وكبار سن، عيناه تترقبان ثم يستقبل جوعى يقبلون عليه من أجل طبق كشرى يجيد طهيه. 30 عاماً يجر العجلة حتى تعب جسده، لم يعد يتحمل اللف فى الشوارع، لكنه مجبور على التجول ويريح نفسه ببضع دقائق يختلسها كل فترة من أجل الراحة، يركن العجلة ويجلس على الرصيف، وينظر للأرض يسرح ويفكر: «تعبت وكل يوم صحتى فى النازل، بزق غصب عنى، ضهرى وجعنى، والزق هيجيب أجلى».
ما يزيد من تعبه، وقوفه لساعات طويلة فى المنزل وهو يصنع الكشرى: «مهنة حلوة ووارثها عن أبويا الله يرحمه، بس عمل الكشرى صعب». حب الناس للكشرى لم يمنع قلة الطلب عليه، خاصة بعد غلاء مكوناته، ووصول سعر الطبق إلى خمسة جنيهات: «بقيت أشترى على قدى، مابجبش كتير، يعنى بدل ما أجيب 2 كيلو بقيت باكتفى بكيلو واحد».
يعود لنافذته، الدائرة التى ينظر من خلالها إلى الشارع، يتذكر كيس الكشرى الذى كان يبيعه بنصف جنيه، حينها يرى رجلاً كبيراً مقبلاً عليه، يريد طعاماً لكنه لا يملك الخمسة جنيهات، فينظر له «عربى»، يغرف له طبقاً دون تردد ثم يقول: «هات أى حاجة معاك مش مهم، ولو مش معاك فلوس خالص، مش مهم».