المعادلة الصعبة: سعر اللحمة مش هيقل.. والزبون مش هيشترى

المعادلة الصعبة: سعر اللحمة مش هيقل.. والزبون مش هيشترى
جدران تشهد على ما فات، ما زالت عبارة الكيلو بـ85 جنيه مخطوطة على المحل، لم تمحها تلك الأرقام الجديدة التى تزاحمها، والتصاعد الذى شهدته أسعار اللحوم خلال الشهور الماضية، لتصعد إلى مستوى 120 جنيهاً وتتوقف عند هذا الرقم، وتتوقف معها حركة الشراء فى جزارة نضال، الذى يمسك بقطعة اللحم ويدنيها من عينيه وهو يقسم: «والنعمة دى على عنيا بقالى شهرين ما بعتش كيلو واحد».
{long_qoute_1}
نضال محق فى قَسَمه، هذا ما تؤكده المشاهدات الأولية، وجيرانه بجسر السويس الذين أقسموا هم الآخرون على عدم شرائها «يعنى إيه نشترى اللحمة بـ120 جنيه، هو إحنا بناخد كام عشان اللحمة توصل للسعر ده، خليه معلقها عنده لحد ما تستوى لوحدها ويبقى ياكلها».. ما يشبه الصراع يخوضه «نضال» يومياً مع زبائنه، هم يحاولون فصاله فى الأسعار، وهو ملتزم بالسعر الذى أعلنه «مش متحمل الخسارة أكتر من كده، ده أنا أقفلها أحسن ولا إنى أقلل السعر».
رغم الهدوء القاتل فى حركة البيع بجزارة «نضال»، لكنه ملتزم بطقوسه اليومية، من فتح المحل وعرض اللحوم وانتظار الزبون «المحل ده من عمر أبويا المعلم الصباغ، إحنا لينا اسمنا فى جسر السويس، ومقدرش منزلش أفتح المحل أو أضحك على الناس وأبيع لهم لحمة مشكوك فيها ورخيصة، أنا بشتغل فى المضمون».
47 عاماً، ظلت جزارة «نضال» الأشهر بالمنطقة، ينعى الرجل حاله وحال زبائنه أيضاً «المحل دايماً كان زحمة ومليان زباين، دلوقتى الناس تروح للمستورد واللحمة البرازيلى لأن أسعارها أقل من البلدى»، وأضاف: «لأول مرة من أيام أبويا يعدى علىّ أيام من غير ما نبيع لحمة، الناس قاطعت اللحمة البلدى ومبقاش فيه حد بيشتريها ولا بياكلها، والخسارة ملاحقانى فى الحالتين، بسبب اللحمة اللى هتبوظ عندى من كتر ركنتها».