أسر المصريين الخمسة المختطفين فى ليبيا: الخاطفون هدّدوا بذبح أبنائنا إذا لم ندفع لهم الفدية

كتب: سهاد الخضرى

أسر المصريين الخمسة المختطفين فى ليبيا: الخاطفون هدّدوا بذبح أبنائنا إذا لم ندفع لهم الفدية

أسر المصريين الخمسة المختطفين فى ليبيا: الخاطفون هدّدوا بذبح أبنائنا إذا لم ندفع لهم الفدية

لا أحد ينام فى قرية الغنيمية بدمياط، على أمل وصول معلومة واحدة تطمئن القلوب بشأن أبنائها الخمسة المختطفين فى ليبيا، بعدما خرجوا إليها بحثاً عن لقمة العيش، ولو بـ«الهجرة غير الشرعية»، فوجدوا أمامهم طريقاً مسدوداً من جانب العصابات المسلحة، التى تطالب أسرهم «الفقيرة» بسداد فدية كبيرة، مقابل إطلاق سراحهم. مأساة أسر المختطفين بدأت عندما اتفق العمال مع سمسار «هجرة غير شرعية» بمرسى مطروح لمساعدتهم على عبور الحدود الدولية، مقابل مبلغ 4500 جنيه من كل شاب، ورغم سدادهم المبلغ المطلوب قبل خروجهم من مصر، فإنهم تعرّضوا للخطف على يد مجموعة مسلحة تابعة للوسيط فى مكان غير معلوم.

لم تكتفِ العصابة الدولية بالمبلغ الذى حصلت عليه نظير تسفير العمال الخمسة، فطلبت من الأسر فدية قيمتها 70 ألف جنيه عن كل منهم، مع تهديدات بذبحهم فى حالة عدم الاستجابة لمطالبهم، وهى المطالب نفسها التى تلقتها أسر 14 مختطفاً آخر من محافظات أخرى، مما دفع الأسر إلى مناشدة رئاسة الجمهورية إصدار تعليماتها بالتدخل لإعادة المختطفين.

«الوطن» التقت أسر المختطفين الخمسة، محمد جاد الشربينى، 62 عاماً، وأحمد حامد شلاطة، 48 عاماً، وحامد عبداللطيف العجيرى، 50 عاماً، ونبيل محمد إبراهيم، 29 عاماً، وفتحى السيد حسن، 27 عاماً، التى حرّرت محضراً برقم 114 لسنة 2017 جنح فارسكور، تتهم فيه الوسيط بالاشتراك مع عصابة مسلحة فى اختطافهم، وتهديدهم بالذبح. وئام الشربينى، نجل الحاج جاد الشربينى، أكبر المختطفين سناً، قال: «والدى سبق له السفر إلى ليبيا كثيراً، لكن هذه المرة هى الأولى التى يتعرّض فيها للخطف على يد إحدى العصابات هناك، رغم ما نسمعه عنها»، موضحاً: «انقطعت الاتصالات مع والدى فجأة، وفى البداية اعتقدنا أن الوضع طبيعى، قبل أن نتلقى اتصالاً يبلغنا بتعرّضه للخطف مع آخرين». وأضاف: «قبل السفر، كان والدى يتواصل تليفونياً مع السمسار فوزى العزيزى، الذى يعمل سائقاً فى السلوم، واتفقا معاً على أن يدفع والدى 4500 جنيه نظير مساعدة السمسار له على السفر، وبالفعل تم تجهيز المبلغ ودفعه، وبعد سفر والدى، فوجئنا بأن المبلغ المطلوب أصبح 70 ألف جنيه فجأة، مع احتجاز والدى مع آخرين، لحين دفع المبلغ».

{long_qoute_1}

كل محاولات الأسر للتواصل مع المختطفين باءت بالفشل لاحقاً، حسب «وئام»: «فى البداية، تواصلت مع الوسيط للاطمئنان على والدى وزملائه، فطالبنى بألا أقلق، لأنه سيلتقى مع أشخاص محترمين يتعامل معهم منذ 3 سنوات، مؤكداً لى أنهم مجموعة من البدو الذين يسكنون منطقة بنى وليد، كما أكد أن والدى ورفاقه بصحة جيدة». وأشار «وئام» إلى أن «السمسار أكد لى أننا سنتمكن من الاتصال بالمسافرين فور عبورهم المنطقة التى يمرون بها، وطوال عدة أيام كنا نتلقى نفس الرد، حتى ضقنا به، فسألته باندهاش عن عدم تواصل والدى معنا منذ 25 ديسمبر الماضى، وعندها انقطعت الاتصالات بيننا فجأة لفترة طويلة، حتى تلقينا اتصالاً هاتفياً من والدى ورفاقه، الخميس الماضى، يبلغوننا بتعرّضهم للخطف، ثم طالبنا الخاطفون بفدية 70 ألف جنيه عن كل شخص، حتى لا يتعرّضوا للذبح، وبعدها انقطع الاتصال». وأضاف: «أحد المخطوفين طالب شقيقته ببيع المنزل حتى تنقذه، أما السمسار فوزى فبدأ بالتهرّب منا، متحججاً بأن الأمر بسيط، وأن الأزمة ستنتهى فور أن ندفع المبلغ، وقال لنا إنهم يعتبرون ليبيا مثل مصر»، موضحاً «نتلقى العديد من الاتصالات من جانب الخاطفين يومياً، للمطالبة بالإسراع فى دفع الفدية، وطلبوا منا أن تتوجه إحدى السيدات إلى محافظة البحيرة لتسليمها، وأنهم سيُحدّدون لاحقاً طريقة التسليم، وكانت المفاجأة أننا اكتشفنا عِلم الخاطفين بجميع تحركاتنا أولاً بأول». بصوت حزين، بدأت إيمان رفعت، 43 عاماً، حديثها عن اختطاف زوجها مبيض المحارة، أحمد شلاطة، قائلة: «كنت أول من تلقى مكالمات التهديد من العصابة، ورغم أن زوجى دائم السفر للعمل فى ليبيا، فإن هذه المرة هى الأولى التى نتعرّض فيها لهذا الموقف»، موضحة «الاتصال الأخير مع زوجى كان فى 25 ديسمبر الماضى، حينما أبلغنا بأنه سيعبر الحدود، ولن يستطيع بعدها الاتصال بنا».

وأضافت «بعد أيام من انقطاع الاتصال مع زوجى، تلقيت اتصالاً من رقم تليفون غريب، الخميس الماضى، وسمعت بجانبه أصوات أسلحة، وطالبنى بأن أنفّذ ما يقوله لى حرفياً، وهو ضرورة تدبير مبلغ 70 ألف جنيه لكل فرد». وأشار إلى أنهم محتجزون مع 14 آخرين من محافظات أخرى، وعندما سألته كيف يمكن أن نجمع المبلغ، خصوصاً أننا جميعاً على باب الله، شدّد على ضرورة أن نتصرف، لأنهم معرّضون للذبح، وبالفعل أبلغت أهالى باقى المختطفين بالرسالة، ثم حرّرنا محضراً رسمياً بما حدث». وقالت سعاد السيد، 37 عاماً، شقيقة فتحى السيد، أصغر المختطفين، وبعد محاولة للسيطرة على دموعها: «لم نتلقَ أى اتصالات من شقيقى منذ سفره إلى ليبيا، حتى تلقينا اتصالاً مفاجئاً، الخميس الماضى، وسمعنا صوته يصرخ مستغيثاً: أنقذينى يا أختى، ودبرى الفدية، بيعى البيت، أبوس إيدك سيذبحونى، وعندما حاولت الاستعلام عن مكان اختطافه، طالبنى بألا أسأل». بينما تساءلت فاطمة محمد والدة «شلاطة»: كيف ندبر مبلغ الفدية المطلوبة؟».

أما سارة مجاهد، 19 عاماً، زوجة نبيل إبراهيم، فأشارت إلى رضيعها قائلة: «زوجى سافر ليوفر لنا لقمة العيش، بعدما أصبحت الظروف المادية صعبة، ولم يسافر حتى يتعرّض للذبح». وأضافت «آخر مرة شاهدته، الأحد قبل الماضى، وعقب سفره بيوم واحد، تواصل معى، وقال لى إن أشخاصاً أخذوا حقيبته، وألقوا أغراضه، وبعدها انقطعت الاتصالات». والدة «نبيل»، جلست على مقعد فى مواجهة صورته المعلقة على الحائط، ثم بدأت فى البكاء، وبعدها قالت بصوت خافت: «يا رب أعد لى ابنى سالماً». ووجّهت أمل فوزى، زوجة المختطف حامد العجيرى، الاتهام إلى السمسار بتزعّم العصابة المسئولة عن خطف الخمسة.


مواضيع متعلقة