قرية العمال المختطفين فى ليبيا لا تعرف الفرحة بالعيد

كتب: صالح رمضان

قرية العمال المختطفين فى ليبيا لا تعرف الفرحة بالعيد

قرية العمال المختطفين فى ليبيا لا تعرف الفرحة بالعيد

لم تعرف قرية البقلية بالمنصورة طعماً للعيد، ولم تعرف شوارعها مظاهر للفرحة، فلا أحد يعرف حتى الآن مصير أبنائها الخمسة المفقودين فى ليبيا منذ الجمعة الماضى، بعدما حرمهم الخاطفون من الاتصال بذويهم على مدار اليومين الماضيين، لحين دفع فدية قيمتها 20 ألف دينار عن كل شخص مقابل الإفراج عنهم. {left_qoute_1}

من أول خطوة داخل القرية، التى زارتها «الوطن» فى أول أيام العيد، يبدو الحزن مخيماً على الجميع، من مدخل «البقلية» حتى منازل المختطفين وأسرهم وجيرانهم، فدموع الأمهات والزوجات لم تجف منذ غياب أبنائهن، خوفاً من أن يلقوا مصير 20 مصرياً ذبحتهم عناصر «داعش» الإرهابية فى بداية العام الماضى.

وسط دموعها، قالت هناء على إبراهيم، والدة العاملين المختطفين أحمد والسيد عبدالحميد: «وقفنا بجوار الرئيس عبدالفتاح السيسى فى كل المناسبات، وجاء الدور على الدولة حتى ترد لنا أبناءنا، لأنهم خرجوا من مصر بحث عن فرصة عمل فى ليبيا، حتى يأكلوا بالحلال، ويدخلوا عملة صعبة إلى مصر».

وأوضحت أن أهل القرية وقفوا إلى جانبهم فى محاولة لجمع الأموال اللازمة لسداد الفدية، مشيرة إلى أن «كل شخص تبرع بما يستطيع، لكننا لم نكمل ربع المبلغ المطلوب حتى الآن، لذلك ما زال الحزن مخيماً على سكان القرية جميعاً فى أول أيام العيد، فجميع أبناء العائلة رفضوا أن يرتدوا الملابس الجديدة إلا بعد عودة المخطوفين».

أما زوجة السيد عبدالحميد، فقالت: «أشعر أننى أعيش فى كابوس، فالدنيا سوداء فى وجهى، خاصة أننى لا أعلم شيئاً عن زوجى حتى الآن، ولا أعلم إذا ما كنت سأراه مجدداً أم لا، فمنذ تلقيت خبر اختطافه وأنا أنتظر على عتبة منزلى، بينما عينى على مدخل الشارع، على أمل أن يعود لنا فى أى لحظة».

وأضافت: «فى آخر مكالمة قال لى خلّى بالك من نفسك ومن أمى، ثم بكى لأنه يعلم أننا لن نستطيع دفع الفدية، فنحن لا نملك منها شيئاً، ولا يمكن أن نقترض هذا المبلغ الكبير الذى يحتاج إلى سنوات لسداده، لذلك نكتفى بالدعاء، واللجوء إلى الله ثم المسئولين».

وروت ليلى طه السيد، زوجة العامل المختطف صالح جابر، قصة سفره قائلة: «زوجى سافر للعمل فى ليبيا تاركاً لى 3 أولاد، هم ياسمين وأسماء ومصطفى»، مضيفة: «لا أعرف ماذا أفعل مع أبنائى بعدما غاب والدهم، خاصة أننا لا نملك أرضاً ولا منزلاً، فزوجى كان يعمل بعافيته ليوفر الطعام لأبنائنا، الذين لم يحتفلوا بالعيد، وينتظرون عودة والدهم حتى يحتفلوا معه، فأنا لا أخ لى يساعدنى، ولا أب يحمل الهم عنى».

كانت وزارة الخارجية أكدت فى بيان صحفى، أمس الأول، متابعة القطاع القنصلى لواقعة اختطاف العمال المصريين فى ليبيا، مشيرة إلى أن «المعلومات المتوافرة عن الحادث تشير إلى أن المخطوفين كانوا يعملون فى طرابلس، قبل أن تعترض جماعة مسلحة طريق سيارتهم فى منطقة بنى وليد، وتقتادهم إلى جهة مجهولة على الطريق بين بنى وليد ومصراتة».

 


مواضيع متعلقة