3 بالونات على عربة قمامة: حلم «سلمى» يتحقق بـ3 جنيهات

3 بالونات على عربة قمامة: حلم «سلمى» يتحقق بـ3 جنيهات
- الأبيض والأزرق
- الأدوات المدرسية
- العام الجديد
- المدارس الحكومية
- تأمين مستقبل أولاد
- عايز فلوس
- فى المدارس
- لعب الأطفال
- لقمة العيش
- مش كفاية
- الأبيض والأزرق
- الأدوات المدرسية
- العام الجديد
- المدارس الحكومية
- تأمين مستقبل أولاد
- عايز فلوس
- فى المدارس
- لعب الأطفال
- لقمة العيش
- مش كفاية
أمسه لا يختلف كثيراً عن غده، كلها أيام يعيشها بالكاد محسوباً على بنى البشر بينما لا يعتبر نفسه واحداً منهم، جامع القمامة الذى اكتشف من التغيرات التى تحدث حوله أن عاماً انتهى وعاماً جديداً بدأ، فكر فى أن يدخل الفرحة على قلب ابنته الصغيرة التى ترافقه دائماً فى كل جولاته على العربة الكارو، أدخل أنور عمر فرج، يده فى جيبه فخرجت بثلاثة جنيهات فقط، فكر قليلاً ثم وقعت عيناه على محل لبيع لعب الأطفال تتطاير من أمامه بالونات ألوانها مبهجة ومربوطة فى عقدة واحدة، فدخل المحل على الفور وخرج بثلاث بالونات، قدمها هدية لابنته ولسان حاله يقول: «يعنى لا عايشة عيشة عدلة ولا دخلتى مدارس وكمان ماتفرحيش زى العيال!».
استكمل «أنور» طريقه، فى مشهد لافت لأنظار المارة، فالعربة الكارو التى تمتلئ بأجولة القمامة تعلوها الثلاث بالونات بألوانها الأحمر والأبيض والأزرق، وعلى وجه ابنته ابتسامة لم يرها من قبل: «البنت صغيرة ونفسها تفرح زى العيال، وإحنا ظروفنا على قدها، هعمل إيه طيب». لدى «أنور» ابنان، «سلمى» 5 سنوات، تجلس فى مقدمة العربة، و«محمد» عام ونصف العام، ينام فوق العربة وسط أجولة القمامة، وبين حين وآخر يقف ليطمئن عليه ثم يواصل السير: «ظروفنا صعبة بس بحاول على قد ما أقدر أفرَّح ولادى، مش كفاية حرمت بنتى من التعليم، كمان أحرمها من الفرحة، ده أنا كل ما أبص عليها وألقاها فرحانة بالبالونة ببقى عايز أعيط». يعمل «أنور» من الثانية صباحاً وحتى ظهر اليوم التالى، ويكسب يومياً حوالى 40 جنيهاً، تكفى أسرته بالكاد: «والله ساعات مش بتكفينا بس هعمل إيه أنا مجرد عامل بجمع الزبالة وبسلمها، ماعنديش أى مصدر دخل تانى ولا شغلانة تانية أكسب منها فلوس أكتر».
ظروف قاسية وحياة تفتقد إلى أدنى الحقوق التى يحتاجها المواطن، وهو ما دفع «أنور» إلى عدم التفكير فى تعليم أولاده ولا حتى فى مدرسة حكومية: «حتى التعليم فى المدارس الحكومية عايز فلوس للبس والكتب والأدوات المدرسية، أجيب منين، مكسبى كل يوم بيكفينا عيش حاف بالعافية»، ربما منعه الفقر من الحياة لكنه لم يمنعه من الحلم، يحلم «أنور» بأن يستقر فى عمله وحياته وأن يرزقه الله بعمل أفضل من أجل أولاده، فهو لا يفكر فى نفسه قدر تفكيره فى تأمين مستقبل أولاده: «آدينى بكافح عشان لقمة العيش، واللى كاتبه ربنا هيكون».