الخطاب الدينى.. خطوة للأمام فى سنة أولى «تجديد»

الخطاب الدينى.. خطوة للأمام فى سنة أولى «تجديد»
- أحمد الطيب
- الأئمة والخطباء
- الأئمة والدعاة
- الأعلى للشئون الإسلامية
- الأمانة العامة
- الاستغلال السياسى
- البحث العلمى
- البحوث الإسلامية
- آلية
- أئمة المساجد
- أحمد الطيب
- الأئمة والخطباء
- الأئمة والدعاة
- الأعلى للشئون الإسلامية
- الأمانة العامة
- الاستغلال السياسى
- البحث العلمى
- البحوث الإسلامية
- آلية
- أئمة المساجد
تسعى المؤسسات الدينية فى مصر لحل أزمة تجديد الخطاب الدينى، وبخاصة عقب تكرار دعوات الرئيس عبدالفتاح السيسى بضرورة التجديد، لهذا قررت المؤسسات العمل بشكل فعلى منذ مطلع هذا العام، وبدأ بيت العائلة المصرى العمل على خطة تأهيل وتدريب الوعاظ فى مختلف محافظات الجمهورية. وحشد الأزهر أذرعه كاملة للوصول إلى التجديد، ففى الجامعة والمعاهد الأزهرية بدأ فى مراجعة الكتب ووضع مناهج جديدة للتعايش والتسامح وتفنيد التكفير والعنف، وكثّف من الدورات التدريبية للأئمة والدعاة من مصر والعالم الإسلامى بالجامع الأزهر وأروقته حول تجديد الفكر والخطاب الدينى، كما سارع مجمع البحوث الإسلامية فى تحركات التجديد، فأعلن نشر الكتب التى تُبرز وسطية الإسلام وتوضح حقيقته وترد على شبهات الجماعات المتطرفة بعدة لغات، بجانب عمله على معالجة أزمات منظومة القيم فى المجتمع المصرى على مدار العام.
وفى يونيو الماضى، أكد الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، أن استراتيجية الأزهر الجديدة لتجديد الخطاب الدينى تتضمن 15 بنداً، منها المواجهة الإلكترونية لبعض صفحات التواصل الاجتماعى، وبث عشرات المقاطع الدعوية عبر شبكة الإنترنت، وتطوير آلية العمل بالمركز الإعلامى للأزهر حتى يواكب المتغيرات، وإطلاق مركز الأزهر للرصد والفتوى الإلكترونية، وتحديث بوابة الأزهر الإلكترونية لتواكب أحدث التطورات التكنولوجية، وتجديدها بتصميمات جاذبة من شأنها تسهيل عملية تصفح مواقع الأزهر المختلفة، هذا بجانب تطوير صحيفة «صوت الأزهر»، لكن هذه التحركات لم تجد صدى لدى رئيس الدولة، فكان رده صادماً للمشيخة فى كلمته باحتفالية ليلة القدر، حيث قال لشيخ الأزهر: «الغلو والتطرف يحتاج منكم التصدى له بقوة، فما نحن فيه ضيع الدين بشكل كبير وأساء لصورة الإسلام.. ما تزعلش منى يا فضيلة الإمام، ستُسألون أمام الله، ماذا قدمتم للناس؟ وهل قدمتم الإسلام بما يليق به؟ أم أفزعتم الناس وخوفتموهم؟». {left_qoute_1}
كذلك سارت وزارة الأوقاف فى عدة طرق لتجديد الخطاب الدينى، حيث أطلقت العديد من القوافل التنويرية للمحافظات، كان يرأسها الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، بنفسه، كما طالب الوزير فى شهر فبراير الماضى وكلاء الوزارات بتكثيف القوافل الدعوية بجميع محافظات مصر، على أن تشمل هذه القوافل القرى والعزب والنجوع حتى يأخذ الناس صحيح الإسلام من العلماء المتخصصين، ويتم نشر الفكر الوسطى فى ربوع مصر كلها، مع الوفاء برسالة الوزراة فى إيفاد البعثات حتى يتم اجتثاث التطرف من جذوره، وشدد الوزير على تقديم الوكلاء تقريراً شهرياً مكتوباً ومصوراً حول الأمر، كما أعلن وزير الأوقاف عن استراتيجية جديدة للفهم المستنير والقضاء على الفهم السقيم أو غير المستنير من خلال برامج مدروسة، وأطلق الوزير أيضاً «الكُتّاب العصرى» لمواجهة سيطرة التيارات الإسلامية على مكاتب التحفيظ، وقال «جمعة» إن الكُتاب يعمل إلى جانب تحفيظ القرآن الكريم على فهمه فهماً مستنيراً، إضافة إلى غرس القيم الأخلاقية والإنسانية وتعميق روح الانتماء الوطنى فى الناشئة منذ نعومة أظافرهم، وغلق الباب أمام من يعملون على تجنيد النشء مبكراً، كذلك أطلق الوزير مراكز الثقافة الإسلامية التى تهدف إلى غرس الثقافة الإسلامية الصحيحة. وخلال العام الماضى، شهد الأئمة والخطباء برامج تأهيل متقدمة داخل مصر وخارجها من خلال تطوير أكاديمية الأوقاف لتدريب الأئمة وإعداد المدربين باللغات الأجنبية، وفتح أبوابها للأئمة والخطباء من مختلف دول العالم، إضافة إلى فتح مراكز أو فروع لها فى بعض دول العالم لنشر الفكر الإسلامى الصحيح والقضاء على الفكر المتطرف.
الخطبة المكتوبة كانت جزءاً من خطة الوزير للتجديد، وقال الوزير إن الهدف منها أن ينأى بالمنبر عن كل محاولات الاستغلال السياسى، ويضبط ميزان الفهم المستنير وفق منهجية علمية مدروسة وشاملة تؤدى فى النهاية إلى صياغة مستنيرة للعقل وطرائق الفهم، لكن طرح الوزير لفكرة الخطبة المكتوبة أدخله فى جدال شاق مع مؤسسة الأزهر، انتهى بإلغاء قراره باعتماد الخطبة المكتوبة، وشملت استراتيجية «الأوقاف» فى تجديد الخطاب الدينى إيفاد المجلس الأعلى للشئون الإسلامية لجاناً علمية متخصصة تقوم بتنقية كتب التراث وتعيد قراءتها، وتُخرج مختارات منها تناسب روح العصر وتغيُّر الزمان والمكان والأحوال، مع الحفاظ على ثوابتنا الشرعية مما هو قطعى الثبوت والدلالة فى ضوء قواعد الفهم والاجتهاد الرشيد. ودخلت دار الإفتاء عام 2016 مكللة بنجاحات كبيرة فى تجديد الخطاب الدينى، بعد نجاح مرصد الفتاوى المتشددة فى رصد فتاوى التكفير والرد عليها بحرفية ومنهجية علمية تراعى كل أدوات البحث العلمى والمنهجى، ليتم ذلك فى إطار صحيح الدين وتفنيد للآراء المنحرفة والشاذة للتكفيريين، وكذلك استمر نجاح مرصدها للإسلاموفوبيا، كما أنشأت الدار مرصداً للجاليات المسلمة، ومنحت الدار وسائل التواصل الحديثة اهتماماً خاصاً، الأمر الذى أحدث رواجاً كبيراً لكل ما يخرج عن الدار، وهو الأمر الذى أدى لارتفاع عدد متابعيها على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» لأكثر من 5 ملايين متابع، كما نظمت الدار حملة باللغة الإنجليزية للتعريف بالنبى فى الغرب، وأنشأت صفحة «المسلمون والمسيحيون ضد الإرهاب» باللغة الإنجليزية، لمواجهة التشوه الكامن فى أذهان الغرب عن العلاقة بين المسلمين والمسيحيين، وكان أبرز مظاهر التجديد الدينى التى قامت بها الدار، تفعيل دور الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم، والتى جعلت من دار الإفتاء المصرية المرجعية وبيت الخبرة العالمى فى الفتوى ورأس الحربة فى قضية تجديد الخطاب الدينى، وقامت الدار أيضاً بتنظيم مؤتمر «التكوين العلمى والتأهيل الإفتائى لأئمة المساجد للأقليات المسلمة»، والذى ناقش دور المؤسسات الإفتائية فى العالم إزاء قضية الأقليات المسلمة، إضافة إلى الأصول المنهجية للتأهيل الإفتائى للأقليات المسلمة، والتحديات التى تواجه الأقليات المسلمة، كما قامت الدار بتخريج دفعتين من الطلبة المبعوثين ببرنامج «تأهيل المبعوثين على الإفتاء»، الذى أنشأته الدار لمواجهة التطرف فى الفتوى عبر العالم.
وفى أغسطس دعا رئيس الجمهورية، شيخ الأزهر للقائه لمتابعة ملف تجديد الخطاب الدينى، ووجّه الرئيس خلال اللقاء بضرورة وضع الخطط التدريبية اللازمة لرفع كفاءة الأئمة والوعاظ فى مواجهة القضايا التى تحل مشكلات الناس وتلامس واقعهم والتركيز الكامل على صقل مهارات الأئمة ورفع كفاءتهم فى تحضير الخطب وإلقائها، كما شدد على ضرورة تزويد الأئمة والدعاة بما يعينهم على القيام بمهامهم على الوجه الأكمل، ودعا شيخ الأزهر وزير الأوقاف وقيادات المؤسسة الدينية لإنشاء أكاديمية تدريب الوعاظ والأئمة، لتوفير المهارات اللازمة للعاملين فى مجال العمل الدعوى والإفتاء سواء فى وزارة الأوقاف أو فى مجال الوعظ التابعين لمجمع البحوث الإسلامية، بحيث لا يعمل فى وزارة الأوقاف أو فى مجال الوعظ بالأزهر إلا من يمر بهذه الأكاديمية من خلال تلقيه لبرنامج تدريبى مكثف على يد الأساتذة والخبراء الأزهريين لمدة ستة أشهر، واستمرت لقاءات قيادات المشيخة والأوقاف، ولكن لم تسفر عن شىء، بعد أن سادت الخلافات والصراعات بينهما، وهو ما أفشل الفكرة.
وحاولت الدولة مجدداً مساعدة الأزهر فى تجديد الخطاب الدينى عبر إنشاء لجنة الحوار المجتمعى المشكّلة من رئاسة الوزراء، تنفيذاً لتوصيات المؤتمر الوطنى للشباب الذى عُقد فى شرم الشيخ، والمكونة من 3 وزارات هى الأوقاف والشباب والرياضة والثقافة، لإعداد ورقة عمل تكون أساساً لاستراتجية وطنية يتم وضعها أمام المسئولين عن تجديد الخطاب الدينى، لتؤدى هذه الاستراتيجية لترسيخ القيم الإنسانية والأخلاقية وتحافظ على الهوية المصرية الوطنية وتضع أسساً لخطاب دينى مستنير، فقام الأزهر بإنشاء لجان خاصة به للحوار المجتمعى بهدف تطوير الخطاب الدينى، حتى لا تُفرض عليه ورقة عمل لجنة الدولة الثلاثية.