عميل سابق لـ«سى آى إيه» يروى تفاصيل تحقيقه مع صدام حسين: يمتلك كاريزما.. ووجوده يخلق جواً من الرهبة

11:43 م | الأحد 18 ديسمبر 2016

نشرت صحيفة «ديلى ميل»، أمس، تقريراً تحت عنوان: «استجواب صدام.. كل شىء كانت تعتقده أمريكا كان خطأ»، تضمّن مقتطفات من كتاب العميل السابق فى وكالة الاستخبارات الأمريكية جون نيكسون، والذى يكشف فيه تفاصيل استجوابه للرئيس العراقى الأسبق صدام حسين. ومن المقرر طرح الكتاب الذى يحمل عنوان «استجواب الرئيس.. التحقيق مع صدام حسين» فى 29 ديسمبر الحالى، وكشف «نيكسون»، من خلال كتابه، تفاصيل أول استجواب لـ«صدام» بعد إلقاء القبض عليه فى 13 ديسمبر 2003. {left_qoute_1}

وأكد «نيكسون» أنه خلال التحقيق مع الرئيس العراقى الأسبق «انقلبت افتراضاتنا رأساً على عقب»، معرباً عن استغرابه من الطريقة التى تخفّى بها صدام حسين، قائلاً: «أيمكن لهذا الرجل الأشعث المختبئ تحت الأرض أن يكون حقاً صدام حسين، الديكتاتور الذى لا يرحم من فى العراق؟ أهمّ المطلوبين فى العالم؟». ووصف «نيكسون» لقاءه الأول بـ«صدام»، قائلاً: «كان يجلس على كرسى حديدى منطوياً على نفسه، مرتدياً الدشداشة العراقية البيضاء وسترة مبطنة زرقاء.. لم يكن لدىّ أدنى شك فى أن هذا الرجل يمتلك الكاريزما.. حتى وهو مجرد أسير لدينا ينتظر الإعدام فى أى لحظة، كان وجوده يخلق جواً من الرهبة فى محيطه».

وتابع «نيكسون»، العميل السابق للاستخبارات الأمريكية: «تحدثت لأول مرة معه من خلال مترجم، وقلت له: لدىّ بعض الأسئلة أود أن أسألها لك وأنت يجب أن ترد بصدق، هل تفهم؟»، مضيفاً: «فأومأ صدام برأسه»، واستطرد: «كنت أتوقع من صدام أن يكون متحدياً.. كان هناك الكثير الذى نريد أن نعرفه منه، كيف هرب من بغداد؟ ومن الذين ساعدوه؟»، لكنه رد علىّ قائلاً: «لماذا لا تسألنى عن السياسة؟ يمكنك أن تتعلم الكثير منى». كما أبدى «نيكسون» تعجبه من نفى الرئيس العراقى الأسبق امتلاك بلاده أسلحة الدمار الشامل، فضلاً عن وجود أى صلة بين حكومته وبين منفذى اعتداءات 11 سبتمبر 2001، ورد «صدام» بسخرية: «قد وجدتم خائناً أوصلكم إلى طريقى، أليس هناك خائن آخر لديكم يكشف لكم عن أماكن وجود أسلحة الدمار الشامل؟»، مضيفاً: «لم نفكر أبداً فى استخدام أسلحة الدمار الشامل، ولم تُطرح هذه المسألة للنقاش، وتابع: «الأمريكيون مجموعة من مثيرى الشغب الجهلة الذين لم يفهموا العراق وكانوا مصممين على تدميرها، والعراق ليست دولة إرهابية». {left_qoute_2}

وقال «صدام»، خلال التحقيق معه: «لم يكن لدينا علاقة مع أسامة بن لادن، وليس لدينا أسلحة الدمار الشامل وبالتالى لم نكن نشكل أى تهديد لجيراننا، ولكن الرئيس الأمريكى جورج دبليو بوش قال إنه يريد باباً لمهاجمة العراق فقال كان لدينا أسلحة الدمار الشامل». وقال «نيكسون»: «لم يكن هذا ما توقعنا أن نسمعه، كيف إذن كانت أمريكا قد أخطأت فى ذلك؟ وأشار صدام حسين إلى أن الاتهام الوحيد الذى لا يرفضه هو غياب التفاهم فى العلاقات بين العراق والولايات المتحدة فى عهده». وبسؤاله عن استخدام أسلحة كيماوية فى الهجوم على مدينة «حلبجة» الكردية العراقية، أجاب «صدام» غاضباً: «أنا لست خائفاً منكم أو من رئيسكم، سأفعل ما يجب أن أقوم به للدفاع عن بلدى، ولكنى لم أكن لأتخذ هذا القرار»، وأعرب «نيكسون» عن قناعته بصدق تصريح «صدام» بأنه لن يشن هجوماً كيمياوياً، مفسراً ذلك بأن «هذا الهجوم أعطى طهران فرصة إضافية لانتقاد الحكومة العراقية»، وأكد «نيكسون»، فى كتابه أن «الانطباع الذى تركه لديه صدام حسين يختلف جذرياً عن تصوره السابق.. الرئيس العراقى السابق أشاد بزوج والدته فى تناقض واضح مع المعلومات المتوافرة لدى الاستخبارات الأمريكية».

وأشار «نيكسون»، فى تقريره لـ«ديلى ميل»، إلى أن «صدام حسين كان يعتقد أن هجمات 11 سبتمبر ستؤدى إلى تقارب بين بغداد وواشنطن، معتقداً أن الولايات المتحدة ستحتاج إلى حليف موثوق به فى المنطقة فى حربها على الإرهاب». وأكد «صدام»، خلال التحقيق معه، أن «الولايات المتحدة الأمريكية ستفشل فى حكم العراق لأنكم لا تعرفون اللغة والثقافة والعقل العربى. ومن الصعب أن تعرفوا الشعب العراقى دون معرفة الطقس والتاريخ، والفرق هو بين الليل والنهار والصيف والشتاء.. فى الصيف المقبل، عندما يكون الطقس حاراً قد يثورون ضدك». وعلق «نيكسون» قائلاً: «التاريخ أثبت صحة أقواله، ولكن فى ذلك الوقت كان من الغريب تصديقه».

وروى «نيكسون» أيضاً، فى كتابه المقرر صدوره فى أواخر الشهر الحالى، تفاصيل لقائه مع الرئيس الأمريكى الأسبق جورج بوش الابن، مؤكداً أن «بوش فقد أعصابه حين سمع أن صدام حسين لم يبدُ للمحقق ديكتاتوراً سادياً، بل مجرد رجل يتمتع بحس السخرية حتى من نفسه».