اليمن السعيد يبيع الأكفان فى محلات البقالة

كتب: إنجى الطوخى

اليمن السعيد يبيع الأكفان فى محلات البقالة

اليمن السعيد يبيع الأكفان فى محلات البقالة

لم يعد اليمن سعيداً، فالسعادة تلاشت بين الغارات التى تستهدف منازل الأبرياء، والانفجارات المتتالية التى يروح ضحيتها أطفال وكبار، صار اليمن حزيناً، ومظاهر الحزن ظهرت واضحة للعيان فى الشوارع والميادين، «أكفان جاهزة جملة وقطاعى للبيع»، سلعة جديدة زاد رواجها فى اليمن، تجدها فى الأسواق الشعبية إلى جوار الخضراوات والفاكهة، كما أنها تُباع فى محال البقالة، فالحاجة إليها أصبحت ماسة، وهو ما زاد من أسعارها.

فى صنعاء القديمة، وتحديداً فى منطقة باب اليمن، توجد لافتة كبيرة كُتب عليها يوجد «أكفان جاهزة». صار المواطنون يتعاملون معها على أنها شىء عادى، فالموت بالنسبة لهم أصبح كتناول الطعام والشراب، حسب تأكيد بغداد عبدالله، مواطنة يمنية لـ«الوطن»: «الأكفان تُباع فى الشوارع العامة، وفى الميادين الرئيسية عادى، فمع وجود الحرب يقع مئات اليمنيين يومياً قتلى، وصارت الأكفان شيئاً ضرورياً بالنسبة لنا حتى من لم يمت له أحد وهذا مستحيل، فهو يشترى أكفاناً لكى يستخدمها فى وقت الحاجة!، وبسبب ذلك ارتفع سعر الكفن حتى وصل إلى 2175 ريالاً أى ما يعادل حوالى 150 جنيهاً مصرياً».

ووصف عواد عبدالباسط، ناشط حقوقى باليمن، الوضع بأنه غير إنسانى بالمرة، والدليل انتشار الأكفان فى كل مكان، لدرجة بيعها فى محلات البقالة: «بالنسبة لنا أصبحت مواكب الموتى شيئاً مألوفاً، وهو ما جعلنا نعانى من خلل نفسى، ينتفى مع غريزتنا الإنسانية التى بدورها ترفض أن يصبح الموت بالشىء العادى والمألوف، لكن وصل الأمر إلى ما هو أسوأ، حيث انتشرت حالياً تجارة القبور والأكفان فى الشوارع العامة».

وأكد «عواد» أن بائعى الأكفان صاروا ينظمون دعاية كبيرة لتسويقها بين الناس: «الباعة أصبحوا يُروجون للأكفان والقبور كأنك تبيع بيتاً أو محلاً، ويصنعون لها دعاية براقة وجاذبة، وكأن الموت هو قدرنا الراهن الذى لا مناص منه، وأنا بهذا القول لا أخالف سنة الحياة، لكن نحن بحاجة إلى أشياء تعرفنا بالمعانى الحقيقية للحياة وحلاوتها، فأنا لم أُخلق لأموت، لكنى خُلقت لأعمل، لأشكل أسرة، وأبنى مستقبلاً مشرقاً».


مواضيع متعلقة