بروفايل| ولد الشيخ أحمد.. الأمل في إعادة "اليمن السعيد"

كتب: ميسر ياسين

بروفايل| ولد الشيخ أحمد.. الأمل في إعادة "اليمن السعيد"

بروفايل| ولد الشيخ أحمد.. الأمل في إعادة "اليمن السعيد"

في الوقت الذي كان فيه رئيس الوزراء الموريتاني "ولد داده" يسعى إلى حصول بلاده على الاستقلال من الاحتلال الفرنسي، استقبلت قرية فقيرة تبعد عن العاصمة نواكشوط حوالي 50 كم شرقًا وتسمى "بيلا"، واحدًا سيكون من المورتانيين القلائل الذين يتقلدون مناصب دبلوماسية على المستوى العالمي، وذلك في عام 1960. ينحدر "إسماعيل ولد الشيخ أحمد"، المبعوث الجديد إلى اليمن، والذي رحبت بتوليه منصبه الأمم المتحدة، من أسرة تقليدية ذات طابع محافظ كأغلب الأسر الموريتانية في ذلك الوقت، كان والده معلمًا في مدينة سينلوي السنغالية، وربما ألهمته الطبيعة الصحراوية التي تربى فيها هدوءًا وصبرًا وحزمًا، وهي عناصر تحتاجها اليمن الآن لاستعادة الاستقرار بعد انقلاب المتمردين الحوثيين على الشرعية هناك. يبلغ ولد أحمد 55 عامًا، وهو لازال يتسلق السلم الدبلوماسي في أروقة الأمم المتحدة بثبات، وهو الأمر الذي جعله مؤهلًا لتولي مهمة جديدة حساسة وشائكة، هي أن يكون همزة الوصل بين مجلس الأمن الدولي من جهة، ومجلس التعاون الخليجي من جهة أخرى، بالإضافة إلى محاولاته لتقريب وجهات النظر حول الصراع في اليمن، وإعادة اليمن سعيدًا مرة أخرى. ورث الشيخ أحمد منصب المبعوث الدولي من خليفته جمال بنعمر، والذي تعرض للانتقاد اللاذع من كافة الأطراف الدولية، بعد أن فشل في تقديم شيء يذكر بخصوص الوضع السيء في اليمن، وبحسب صحيفة "الشرق الأوسط"، فإن التحديات التي يواجهها ولد الشيخ هي الآمال المتعلقة بكونه مبعوثًا دوليًا محايدًا وشاهدًا بصدق وشفافية على سير العملية السياسية في اليمن، ومهمة المبعوث الجديد مرهونة بما يجري على أرض الواقع، وهذا يعني أن التحديات لن تكون كبيرة أمام المبعوث الأممي الجديد إذا تم حسم الأمور على الأرض لصالح الشرعية. حصل ولد الشيخ على شهادة البكالريوس في الوقت الذي لم تكن في موريتانيا أي جامعة أو مؤسسة للتعليم العالي، وكان أغلب الطلاب في موريتانيا ينتقلون إلى البلدان العربية أو الأوروبية لاستكمال تعليمهم هناك، ما جعل ولد أحمد يحزم حقيبته ويتوجه إلى فرنسا ليكمل تعليمه، ويدرس الاقتصاد، ثم يحصل على الماجستير في تنمية الموارد البشرية من جامعة مانشستر، ثم يلتحق بكلية ماستريخت للدراسات العليا في هولندا، والتي تخرج فيها بشهادة متقدمة في الاقتصاد وتحليل السياسات الاجتماعية. عمل ولد الشيخ أحمد لعامين في مفوضية الأمن الغذائي، كما شغل منصب المنسق المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في سوريا، وهو نفس المنصب الذي شغله في اليمن ما بين 2012 و2014، ثم اختاره الأمين العام للأمم المتحدة مطلع عام 2014 ليكون نائب مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى ليبيا، ثم يتولى في ديسمبر الماضي منصب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لتنسيق جهود مكافحة فيروس "إيبولا"، قبل أن تستقر رحلته الدبلوماسية في اليمن، مبعوثًا للأمم المتحدة في اليمن.