فتيات «إكوا» ينتظمن فى المعهدين الجديدين بأمر «الآباء».. والمدرسون فى «القديم» بأمر الأزهر»
مدرسون بالمعهد القديم لم يجدوا طلاباً لتعليمهم
تسيطر حالة من الغضب والاستياء بين أهالى قرية «إكوا الحصة»، التابعة لمركز كفر الزيات بمحافظة الغربية، بسبب رفض المسئولين بقطاع المعاهد الأزهرية افتتاح معهدين جديدين، قام الأهالى بإنشائهما بالجهود الذاتية، وإصرار منطقة طنطا الأزهرية على حضور الطلاب بالمعهد القديم الخاص بالفتيات، الذى يعمل فترتين، ما دفع أولياء الأمور إلى فتح فصول المعهدين الجديدين أمام الطلاب، رغم عدم وجود أى مدرسين من المنطقة الأزهرية.
وأكد جمعة الجوهرى، أحد أعضاء اللجنة المشرفة على بناء المعهدين، أن أهالى القرية تبرعوا بنحو 6 ملايين جنيه، لإقامة معهدين لطلاب المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية من البنين، بسبب عدم وجود أماكن لاستكمال دراستهم، سوى معهد الفتيات الوحيد بالقرية، وأضاف أنه منذ 15 سنة، والفتيات يحضرن فى الفترة الصباحية، بينما يحضر البنون فى الفترة المسائية، مشيراً إلى أنه بدايةً من عام 2011، تم نقل طلاب المرحلة الابتدائية إلى مدرسة «الشهيد أحمد فكرى» بالقرية، التابعة لإدارة كفر الزيات التعليمية، بعد الحصول على موافقة مديرية التربية والتعليم بالغربية، للحضور فيها كفترة مسائية، نظراً لارتفاع كثافة الفصول بالمعهد إلى أكثر من 60 طالباً.
أولياء الأمور: فتحنا المعهدين بأنفسنا بعد مماطلة منطقة طنطا الأزهرية.. والأهالى يتطوعون للتدريس
ولفت «الجوهرى» إلى أن عدد سكان قرية «إكوا الحصة» يبلغ نحو 40 ألف نسمة، إلى جانب 4 عزب مجاورة، وأن عدداً كبيراً من أبنائها يلتحقون بالمعهد الأزهرى فى القرية، ومع تزايد كثافة الطلاب داخل الفصول، اقترح الأهالى جمع تبرعات وبناء معهد ابتدائى وآخر إعدادى وثانوى للبنين، وفصلهما عن معهد الفتيات، على أن يكون الحضور فى المعهدين لجميع المراحل خلال الفترة الصباحية.
أما المهندس مصطفى رضوان، من أبناء القرية، فقال إن الأهالى أنشأوا المعهدين بالجهود الذاتية، على أمل نقل أبنائهم إليهما، مشيراً إلى أن المعهد الابتدائى مكون من 3 طوابق، ويتضمن 21 فصلاً دراسياً، وتم الانتهاء منه قبل نحو 9 شهور، وتكلف إنشاؤه نحو 3 ملايين جنيه، أما بالنسبة للمعهد الإعدادى والثانوى فيتكون من 3 طوابق، ويضم 21 فصلاً أيضاً، ومجهز بمعمل للعلوم ومكتبة وغرفة حاسب آلى مجهزة، وتم تشطيبه قبل نحو 4 سنوات، وبلغت تكلفته فى ذلك الوقت 3 ملايين جنيه أيضاً، مؤكداً أن المعهدين يستوفيان جميع الشروط والتوصيات التى أقرتها اللجنة الهندسية المشرفة على بنائهما.
وأضاف «رضوان» أن المعهد الأزهرى الوحيد العامل بالقرية حالياً مخصص للفتيات، وتم نقل البنين إليه فى الفترة المسائية، بعد تصدع المعهد الخاص بهم منذ ما يقرب من 15 سنة، مما اضطر إدارة المنطقة الأزهرية إلى إغلاقه، ومع مرور السنوات ازدادت كثافة الطلاب داخل الفصول، ما دفع الأهالى إلى بناء معهدين جديدين على نفقتهم الخاصة، ورغم انتهاء بنائهما وتجهيزهما منذ فترة، رفضت منطقة طنطا الأزهرية افتتاحهما، دون إبداء الأسباب، وتابع بقوله إن «موسم الشتاء على الأبواب، والطلاب يخرجون من المعهد بعد المغرب، وللأسف القرية ريفية، وبعض الطلاب من العزب والقرى المجاورة، وهو ما يسبب لهم صعوبة فى العودة إلى منازلهم، ويعرض حياتهم للخطر، خلال سيرهم على الطرق الترابية».
كما لفت محمد هاشم اللبان، ولى أمر أحد الطلاب بالمعهد، إلى أنه «بسبب مماطلة ورفض المسئولين بالمنطقة الأزهرية نقل الطلاب إلى المعهدين الجديدين، قام أولياء الأمور بفتحهما بأنفسهم اعتباراً من يوم السبت الماضى، ونقل أبنائهم إليهما، وإدخالهم الفصول»، رغم عدم اعتماد المنطقة الأزهرية أى أطقم إدارية أو تعليمية للعمل بالمعهدين.
وكشف أحد المدرسين بمعهد الفتيات عن أنه «منذ يوم السبت الماضى، والطلاب يحضرون فى المعهدين الجديدين، تنفيذاً لتعليمات أولياء أمورهم، وفى الوقت ذاته يحضر المدرسون والإداريون فى معهد الفتيات، تنفيذاً لتعليمات المنطقة الأزهرية، ونحن كمدرسين نظل طوال الفترة المسائية فى المعهد دون القيام بالتدريس، بسبب عدم وجود الطلاب، وتتم كتابة جميع الطلاب فى كشوف الغياب، وتسليمها إلى إدارة كفر الزيات الأزهرية، التى بدروها تبلغ المسئولين فى منطقة طنطا الأزهرية بذلك».
وأضاف المدرس، الذى طلب عدم ذكر اسمه، أن أحد المسئولين بمنطقة طنطا حضر إلى مقر المعهدين الجديدين الأحد الماضى، بعد علمه بالواقعة، وفوجئ بعدد من أهالى القرية من الحاصلين على مؤهلات عليا وحفظة للقرآن الكريم، تطوعوا بالتدريس للطلاب، فطلب منهم إبراز البطاقة الشخصية بهدف التأكد أنهم غير مدرسين، وأثناء مغادرته استوقفه عدد من الأهالى، وطلبوا منه تنفيذ مطالبهم بافتتاح المعهدين رسمياً، مشيراً إلى أن عدداً من المدرسين بمعهد الفتيات بدأوا الحضور بالمعهدين الجديدين، اعتباراً من أمس الأربعاء، من منطلق «الحرص على مصلحة الطلاب»، خاصةً مع قرب انتهاء الفصل الدراسى الأول، رغم عدم صدور قرار رسمى بذلك من المنطقة الأزهرية.
وقال «م. ر.»، مدرس آخر بالمعهد، إن الطلاب خلال فترة الامتحانات يتوجهون إلى معهد قرية «منشأة سليمان»، على أطراف المحافظة باتجاه المنوفية، وتبعد عن قرية «إكوا الحصة» بنحو 10 كيلومترات، نظراً لعدم وجود فترة مسائية أثناء الامتحانات، وهو ما يعرض حياتهم للخطر، مشيراً إلى إصابة أحد الطلاب من أبناء القرية، فى حادث سير أثناء امتحانات العام الماضى، إضافة إلى تكرار حدوث المشادات والمشاجرات بين الطلاب من أبناء القريتين.
وإزاء استمرار رفض المسئولين فى منطقة طنطا الأزهرية الموافقة على افتتاح المعهدين رسمياً، لم يجد الأهالى أمامهم سوى توجيه مناشدة إلى الرئيس عبدالفتاح السيسى، وإلى شيخ الأزهر، الدكتور أحمد الطيب، وجميع المسئولين بمحافظة الغربية، للاستجابة لمطالبهم بافتتاح المعهدين، والسماح لأبنائهم بالانتظام فيهما، حرصاً على مستقبلهم وحفظاً لأرواحهم.
من جانبه، أكد مدير منطقة طنطا الأزهرية، الشيخ محمد السروى، أنه قام بتفقد المعهدين الجديدين يوم الاثنين الماضى، وتبين أنهما «ما زالا بحاجة لاستكمال الإنشاءات الهندسية»، خاصة فى الحمامات وغرفة المعمل والسور، مشيراً إلى أنه تم تشكيل لجنة هندسية، وإعداد تقرير بذلك، وأضاف أنها «مسألة وقت»، وقال إنه «فور الانتهاء من الملاحظات التى تضمنها تقرير اللجنة الهندسية، سيتم فتح المعهدين، إحنا نِفسنا نفتح المعهد النهارده قبل بكرة، لأنهم أولادنا ومعهدنا»، لافتاً إلى أن المنطقة ليس لديها مانع لافتتاح المعهدين وتوفير العاملين بهما، لكن بشرط استكمال الإجراءات الهندسية.