العضو المنتدب لـ«ABC Bank» لـ«الوطن»: شركات الصرافة المُتاجِرة بالعملة تمارس إرهاباً اقتصادياً لتدمير البلد

كتب: إسماعيل حماد

العضو المنتدب لـ«ABC Bank» لـ«الوطن»: شركات الصرافة المُتاجِرة بالعملة تمارس إرهاباً اقتصادياً لتدمير البلد

العضو المنتدب لـ«ABC Bank» لـ«الوطن»: شركات الصرافة المُتاجِرة بالعملة تمارس إرهاباً اقتصادياً لتدمير البلد

أكد أكرم تيناوى، العضو المنتدب والرئيس التنفيذى لـABC Bank، أهمية ترشيد الاستيراد والعمل على تنشيط السياحة التى تواجه حالياً حصاراً دولياً، كما يجب ضرب السوق السوداء بتعزيز إيرادات الدولة من النقد الأجنبى، والحد من استيراد سلع الرفاهية، التى لها بديل محلى، وتوجيه عملاتها إلى السلع الأساسية والمواد الخام.

وأوضح «تيناوى» فى حواره مع «الوطن» أن مصر تواجه إرهاباً اقتصادياً من التجار والسوق السوداء، لا تقل خطورته عن الإرهاب المُسلح، مشدداً على ضرورة دعم الصناعة المحلية وتهيئة المناخ للاستثمار والإنتاج وترشيد الاستيراد، لدعم موقفنا الاقتصادى. وأشار إلى أنه لا يمكن تقييم البنك المركزى، على أساس إيرادات العملة، لأن مهمته الأساسية، إدارة تلك الموارد، وليس جذب الدولار من الخارج.. وإلى نص الحوار:

{long_qoute_1}

■ ما تقييمك لأزمة الدولار وأبعادها فى السوق المحلية؟ وهل تعكس ارتفاعاته المتتالية فى السوق السوداء سعراً حقيقياً وعادلاً للنقد الأجنبى فى مصر؟

- إطلاقاً، فأسعار العملات فى السوق الموازية لا تمثل السعر الحقيقى والعادل مقابل الجنيه نهائياً، وأرى أن السوق السوداء تمثل بعض الأشخاص يحاولون انتهاز الفرصة لتحقيق مكاسب غير مشروعة مستغلين الظروف الصعبة التى تمر بها الدولة حالياً، فبدلاً من أن يسهم الجميع فى حل المشكلة، أصبحوا هم المشكلة نفسها، «اللى بيحصل ده تخريب للاقتصاد المصرى».

■ وما تفسيرك للارتفاعات المتتالية والسريعة لسعر الدولار فى السوق السوداء، وهل هو أمر معتاد من الناحية الاقتصادية؟

- أولاً ما يحدث فى سوق الصرف ليس له علاقة بأية نواحٍ اقتصادية، ولم نرَ فى أى مكان فى العالم ارتفاعات فى أسعار العملات بهذا الشكل الجنونى الذى لا يعكس سوى مضاربات على العملة، وتوقعات التعويم، وحالة الخوف التى تعم السوق من مستقبل العملة، والظنون التى أصبحت شبه يقينية لدى المتعاملين بأن من يمتلك الدولار هو الأقوى، وبالتالى فإن تلك الأسعار لا تعكس حركة اقتصادية من الأساس.

■ كيف ترى فرص اتجاه البنك المركزى لتعويم الجنيه فى ظل تلك المضاربات؟

- أعتقد أن عملية التعويم تحتاج إلى الوصول بأرصدة الاحتياطى النقدى الأجنبى إلى مستويات تزيد على الـ25 مليار دولار، إلا أن الدولة الآن فى حاجة أكثر إلحاحاً، لتدعيم موارد النقد الأجنبى والعمل على زيادتها سريعاً لاحتواء عملية المضاربة على العملة واكتنازها الذى تزايد فى الآونة الأخيرة.

■ هل هناك علاقة بين الزيادة المطلوبة فى الاحتياطى والمضاربة على الدولار؟

- بالطبع هناك علاقة طردية بين الزيادة فى المضاربة على العملة فى السوق السوداء والزيادة المطلوبة فى الاحتياطى النقدى الذى يديره البنك المركزى، لذا نحن فى حاجة عاجلة لتعزيز موارد النقد الأجنبى، لأننا فى سباق مع الزمن، وما أود الإشارة إليه، أنه كلما ازدادت حدة المضاربة على الدولار، كانت عملية التعويم أصعب وتكلفتها أكبر.

{left_qoute_1}

■ من وجهة نظرك، ما الحلول العاجلة لمشكلة الدولار؟

- يجب أولاً العمل على تخفيض العجز فى الميزان التجارى سريعاً، إضافة لحسم ملف الاستيراد الذى توحش بشكل يجعله الأخطر على الاقتصاد، ومن الضرورى ترشيد فاتورته كأولوية قصوى، فهناك عدد كبير من السلع يجرى استيرادها من الخارج للرفاهية، وأخرى لها بديل محلى، وأرى أنه لا بد من وقف استيرادها، لأن هناك أزمة فى توافر العملة الصعبة، فضلاً عن استغلال تلك الأزمة من قبل تجار السوق السوداء وتجار السلع أنفسهم، ومن الممكن توجيه موارد العملة التى تستنفدها تلك السلع إلى السلع الأساسية والاستراتيجية، ولشراء المواد الخام، أو قطع الغيار الهامة، ومن هنا أطالب بالعمل سريعاً على إعادة النظر فى فاتورة الاستيراد.

أيضاً تنشيط السياحة هو من المداخل الأساسية لتجاوز الأزمة الراهنة، لكن ينقصنا دعاية حقيقية للسياحة، يجب أن تكون مدروسة من أفضل الشركات العالمية، خصوصاً أننا نواجه حصاراً دولياً على السياحة فى مصر، فرغم ما حدث فى أمريكا وفرنسا وبلجيكا وتركيا، من أعمال إرهابية وعنف، إلا أن السياحة إلى تلك الدول لم تتأثر بالقصور الأمنى والحوادث الكبيرة التى شهدتها فى الفترة الأخيرة.

{long_qoute_2}

■ من وجهة نظرك ما الأولويات على أجندة البنك المركزى فى الوقت الذى تترقب فيه السوق تخفيضاً محتملاً لسعر الجنيه أمام الدولار، وهل يمكننا تقييم المحافظ على أساس تقلبات أسعار الصرف؟

- التضخم وعودة عجلة الإنتاج وملف سوق الصرف، أبرز أولويات محافظ البنك المركزى حالياً، وأود الإشارة إلى أن تقييم الناس لعمل «المركزى» بناءً على تحركات سعر صرف العملات الأجنبية أمام الجنيه، تقييم خاطئ، لأنه لا يمكن تقييم أداء البنوك المركزية بناءً على تدفقات العملة الصعبة والدولار، بينما مهمتها إدارة ما لدى الدولة من موارد بالعملات الأجنبية وليس جذب العملة الصعبة من الخارج، ويجب هنا الالتفات إلى أن دعم الصناعة المحلية وتهيئة المناخ للاستثمار والإنتاج وترشيد الاستيراد، خطوات هامة لدعم موقفنا الاقتصادى.

■ كيف ترى أداء شركات الصرافة حالياً؟

- شركات الصرافة انحرفت عن دورها، فبعضها لم يؤد الدور المنوط بها وهو خدمة الاقتصاد الوطنى، خصوصاً فى التعاملات المالية فيما يتعلق ببيع وشراء العملات الأجنبية، بالمناطق التى لا توجد فيها البنوك أو بعد انتهاء مواعيد العمل الرسمية للبنوك، لكن بعضها خرج عن هذا الدور، وأصبحوا ممراً رئيسياً للسوق السوداء.

■ شهدنا الفترة الماضية زيادة العقوبات على الاتجار فى العملة الصعبة، هل ذلك كافٍ علماً بأن السوق السوداء نشطت بشكل أكبر؟

- بالطبع نحن فى حاجة إلى زيادة العقوبات على التلاعب، لأن الدولار اليوم أصبح يصل إلى البيوت «ديلفرى» من السوق السوداء، وهو خطر كبير يهدد الاقتصاد، ولا بد من التصدى له.

{long_qoute_3}

■ هل أزمة الدولار هى السبب الرئيسى فى ارتفاع أسعار السلع بشكل مبالغ فيه؟

- المسألة ليست سعر الدولار فقط، فالجشع أصبح سمة عامة عند غالبية التجار، وهذا ما يمكن ملاحظته فى الناس التى رفعت أسعار منتجات لا علاقة لها أساساً بالدولار، فالأمر أصبح «هوجة» لرفع الأسعار، والكل «عايز يكسب من كله».


مواضيع متعلقة