«مبارك» يلعب دور الرئيس لأول مرة بسبب التعنت الإسرائيلى والبرود الروسى والغضب الشعبى

«مبارك» يلعب دور الرئيس لأول مرة بسبب التعنت الإسرائيلى والبرود الروسى والغضب الشعبى
شعر السادات بالإجهاد من الضغوط الداخلية والخارجية عليه، فترك «مبارك» مكانه مؤقتاً، حتى يعيد ترتيب أوراقه. كان الرئيس الذى «يهتم جداً بصحته» على حد وصف المخابرات المركزية، يعرف أنه غير قادر على تحمل إجهاد صيام رمضان، ومواجهة التعنت الإسرائيلى، والبرود السوفيتى، والسخط الشعبى ضده فى وقت واحد، فقرر تفويض صلاحياته لنائبه حتى يستريح، لترصد المخابرات المركزية فى الوثيقة الصادرة بتاريخ 17/8/1977 أول مرة يلعب فيها «مبارك» دور الرئيس بدلا من السادات.
تقول الوثيقة: «أصدر الرئيس السادات بالأمس قرارا بتفويض كل صلاحياته الرئاسية لنائبه حسنى مبارك، فى الوقت الذى قرر هو أن يستريح فيه فى الإسكندرية وفى قريته حتى نهاية رمضان فى منتصف سبتمبر. والواقع أن السادات كانت تبدو عليه مؤخرا علامات الإرهاق، وكان يشعر بقلق بالغ من الأزمات الداخلية التى يواجهها، إضافة إلى تعثر مسار مبادرته للسلام. وهو يرغب غالبا فى أن يستريح قليلا حتى يفكر مليا فى خطوته القادمة».
ومنذ أن اندلعت المناوشات مع ليبيا فى منتصف يوليو الماضى، وجد السادات نفسه فى موقف المدافع مع كل ظهور علنى له، موجها غضبه ضد أعدائه، سواء ليبيا أو الاتحاد السوفيتى، بحدة غير معتادة. ووسط دوائره الخاصة، بدا السادات متعبا، مجهدا، ومستفزا، ووصفه السفير الأمريكى هيرمان إيلتس بعد لقائه به، بأنه يبدو عصبيا وتحت ضغط عنيف. والسادات يهتم كثيرا بصحته، ومن المؤكد أنه شعر أنه غير قادر على احتمال إجهاد الصيام، وضغوط الأزمات الحالية فى نفس الوقت.
وأضافت: «وربما أراد السادات بعضا من الوقت، لا يقاطعه فيه أحد، لكى يفكر مليا فى خطوته القادمة فى الصراع العربى الإسرائيلى، الذى سيؤثر لاحقا على أولوياته الأخرى، مثل علاقاته المتدهورة مع الاتحاد السوفيتى، والتوتر بينه وبين ليبيا».
ورأت الوثيقة أن الشعب المصرى يريد السلام مع إسرائيل مثل السادات، لكنه لا يتفق معه فى طريقته: «وعلى الرغم من أن غالبية المصريين تشاطر السادات رغبته فى الوصول لتسوية سلام مع إسرائيل، فإن كثيرا منهم لا يشاطرونه تفاؤله الظاهر، ووصلوا إلى حد انتقاد الطريقة التى يدير بها مبادرة السلام حاليا، وهناك قلق عام، يدركه السادات بلا شك، من أن مصر قد تركت ليبيا تشتتها على حساب جهودها ضد إسرائيل، وبالغت فى معاداتها للاتحاد السوفيتى الذى يلعب دورا دائما، سواء فى حروب الشرق الأوسط أو فى سلامه».
«والتوجه العام الآن بين المصريين، يرى أن زيارة وزير الخارجية الأمريكى سايروس فانس للمنطقة قد فشلت فى كسر التعنت الإسرائيلى، وهو ما زاد من الضغوط الداخلية على السادات، الأمر الذى سيجعله يشعر أنه بحاجة لإيجاد وسائل جديدة لإفراغ الغضب الشعبى، إضافة إلى رسم مسار سياساته المستقبلية».
أخبار متعلقة:
«الوطن» تواصل نشر الوثائق السرية لـ«CIA»: هكذا بدأ «السادات» خطوات تمكين «مبارك»
من «السادات» لـ«نيكسون»: أوقفوا التلاعب الإسرائيلى.. وأنا أطلعت السوفيت على كل شىء
فى 24 أكتوبر 73: أمريكا توصى إسرائيل بالسيطرة على السويس لقطع الإمدادات عن القوات المصرية
«انتفاضة الحرامية» بطاقة اعتماد مبارك لدى السادات
تفويض «النائب» فى قطع العلاقات وسحب السفراء
الرئيس الأسبق يحاول إطلاق مشروعه النووى من فرنسا
الحلقات السابقة:
الحلقة الأولى:
«الوطن» تنفرد بنشر تقارير المخابرات الأمريكية السرية عن اغتيال «السادات» وصعود «مبارك»
مراسلات «CIA» فى الأيام الأربعة التالية لحادث المنصة: قيادات الجيش يرفضون «مبارك»
الوثيقة رقم 678: أشرف مروان «داهية جرىء يحشو جيوبه من عمولات أسلحة الجيش»
الحلقة الثانية:
«الوطن» تواصل الانفراد بنشر الوثائق السرية لـ«CIA»: «الإخوان» حاولت التسلل داخل الشرطة والجيش
«الجماعة» جلبت أسلحة من ليبيا لسرقة القطارات وقطع الطرق
«السادات» قال لـ«السفير الأمريكى»: أتعامل مع الإخوان لأنهم ينفذون أغراضى الخاصة
الوثيقة «538»: «السادات» انقلب على «الإخوان»
السادات استخدم «الجماعة» لتفكيك الاتحاد الاشتراكى وضرب الأطراف السياسية
رئيس «الأعلى للشئون الإسلامية» فى لقاء سرى: الرئيس لن يسمح بصعود «الإخوان» مرة أخرى.. وشيخ الأزهر «متطرف» صوفى
الحلقة الثالثة:
"الوطن تواصل نشر الوثائق السرية لـ "CIA": «السادات».. الرجل الذى تلاعب بالقوى العظمى
لعبة «الرئيس والأستاذ» مع أمريكا قبل الحرب
بعد إطاحته بـ"مراكز القوى".. الوثائق الأمريكية: "السادات" يحكم مصر كما ينبغى ان يكون الحكم
3 وثائق أمريكية ترصد: السوفيت أصيبوا دائماً بالذهول من تحركات «السادات»
فى مارس 1973:"السادات" "متشائم" بسبب تسليح إسرائيل ومصر غير مستعدة للحرب
المخابرات الأمريكية حذرت "نيكسون": مصر تستعد لضرب إسرائيل