لعبة «الرئيس والأستاذ» مع أمريكا قبل الحرب

لعبة «الرئيس والأستاذ» مع أمريكا قبل الحرب

لعبة «الرئيس والأستاذ» مع أمريكا قبل الحرب

فى الوثيقة الصادرة بتاريخ 12 نوفمبر 1971، برقم cia-rdp400110001-1، تناولت المخابرات الأمريكية خطاب الرئيس السادات الذى وجه فيه انتقادات عنيفة للولايات المتحدة بسبب تعاملها مع المفاوضات بين الجانبين المصرى والإسرائيلى، ودور الأستاذ محمد حسنين هيكل فى اللعبة الكبرى التى كانت دائرة وقتها، وقالت: «فى خطابه للأمة بالأمس، لم يغلق الرئيس السادات باب التفاوض فى بحثه لتسوية فى الشرق الأوسط، لكنه حمل الولايات المتحدة مسئولية وصول المفاوضات إلى طريق مسدود». وظل السادات ملتزما، فى الجزء الأكبر من خطابه، بالشروط المصرية المعروفة للوصول إلى تسوية مع إسرائيل، بما فى ذلك الانسحاب الإسرائيلى الكامل من الأراضى التى احتلتها فى 1967، وإعادة حقوق الفلسطينيين، إلا أنه أفاض فى وصف رؤيته لأسباب فشل جهود الوساطة الأمريكية حتى الآن. وأشارت الوثيقة إلى الانتقاد العنيف الذى وجهه السادات لواشنطن، من ناحية بسبب رضوخها «للضغط الصهيونى» عليها من الداخل، ومن ناحية أخرى، بسبب استخدامها لإسرائيل كأداة للمصالح الأمريكية فى الشرق الأوسط. ولاحظت الوثيقة تلاعب «السادات» بتوازنات القوى الكبرى فى خطابه، وقالت: «فى تناقض متعمد، حرص السادات على الإشارة للاتحاد السوفيتى بوصفه صديقا فى الحرب، وصديقا فى السلام. ولم يدخر عونا فى تقوية قدرات مصر العسكرية». وأضافت الوثيقة أن هناك جانبا آخر لخطاب السادات الذى وجهه للولايات المتحدة، إذ تقول الفقرة الأخيرة فى الوثيقة: «محمد حسنين هيكل مكمن أسرار السادات»، فيما قدم لمحة عن خطاب السادات لمكتب رعاية المصالح الأمريكية فى القاهرة، وعبّر هيكل عن شعوره بالمرارة، بسبب عجزه عن فهم التعامل الأمريكى مع المفاوضات، وطلب ردا أمريكيا معتدلا على الخطاب، كنوع من رد الجميل للسادات.