بعد إطاحته بـ"مراكز القوى".. الوثائق الأمريكية: "السادات" يحكم مصر كما ينبغى ان يكون الحكم

بعد إطاحته بـ"مراكز القوى".. الوثائق الأمريكية: "السادات" يحكم مصر كما ينبغى ان يكون الحكم
فى 14 مايو 1973، أطلقت المخابرات المركزية الأمريكية تحذيرا حمل رقم 13526 للرئيس الأمريكى وقتها ريتشارد نيكسون، وشعرت المخابرات الأمريكية أن الرئيس أنور السادات يخفى أكثر مما يبدى، وأنه لم يعد من الممكن الاستخفاف باستعداده الجاد للحرب مع إسرائيل.
وأوصت المخابرات الرئيس الأمريكى بالتلاعب به، ومحاولة استدراجه لاستمرار التفاوض مع إسرائيل حتى يصرف نظره عن الحرب، قائلة: «السادات لا يمكن ابدا أن يتفاوض يوما مباشرة مع إسرائيل»، وهو عكس ما حدث فيما بعد.
وقالت الوثيقة الأمريكية: «على العكس من الآراء التى كانت ترى سابقا أن الرئيس السادات يناور ويخادع فى كلامه عن توجيه ضربة لإسرائيل، يرى عدد من المراقبين المصريين المطلعين أن السادات الآن صار جادا فى كلامه، وأن القول بأنه يخادع هو اعتقاد ساذج وغير واقعى».[Quote_1]
وأضافت: «كان هذا التحول فى الآراء مستندا على بعض المؤشرات التى ظهرت على امتداد البلاد، وتظهر أن السادات يؤدى جهودا شاملة لاستكمال كل الاستعدادات على الجبهتين العسكرية والمدنية، للوصول إلى المستوى اللائق للاستعداد العسكرى».
وتابعت: «يركز السادات بشكل خاص على الحصول على طائرات إضافية، وتدريب مزيد من الطيارين للقوات الجوية، فضلا عن تكثيف برامج تدريبات القوات المسلحة والتعجيل بها، وإن هذه التدريبات تجرى بجدية لم تحدث من قبل.[Image_2]
وأشارت إلى أن تجهيز الجبهة الداخلية يلقى مزيدا من الاهتمام عن ذى قبل، ويعاد تنظيم قطاعات حيوية مثل الدفاع المدنى، والتموين، والخدمات، والاقتصاد.
وحذرت الوثيقة من أنه يجب الأخد فى الاعتبار أن السادات لا يبدو عليه اليأس فى تخطيطه، فهو يواصل جهوده لحل الأزمة بالطريقة الدبلوماسية، ويمكن القول إنه سيتقبل أى نوع من الحلول السلمية طالما كانت حكومة الولايات المتحدة جزءا منه.
ودعا تحذير المخابرات المركزية، الرئيس الأمريكى وقتها، ريتشارد نيكسون، لاستغلال رغبة السادات فى التوصل لحل سلمى برعاية أمريكا، واجتذابه لطاولة المفاوضات حتى يتخلى عن مواصلة استعداداته للحرب، وقالت: «أى بادرة إيجابية يظهرها الرئيس نيكسون تجاه مصر، يمكن أن تجعل السادات يتخلى قليلا عن تجهيزاته واستعداداته العسكرية، مقابل استمرار المفاوضات، على الرغم من خطابه الأخير الذى أبدى فيه ملاحظات قاسية ضد الولايات المتحدة، فإن أحد المواقف التى لا يمكن للسادات أن يقبلها، هو مطالبة الولايات المتحدة بجلوسه على طاولة المفاوضات المباشرة مع إسرائيل، فالسادات يحافظ على التزامه بتحقيق أقصى درجة من الاستعداد العسكرى قبل تجدد المواجهة مع إسرائيل».