بروفايل: عصام فايد.. ضد «الأرجوت»

08:15 م | السبت 27 أغسطس 2016

من أعلى كرسيه الدائر يميناً ويساراً حول مكتبه فى مبنى وزارة الزراعة، طالب من الرئيس عبدالفتاح السيسى بإصدار قراراً بالرفض النهائى لاستيراد شحنات قمح مصابة بفطر «الأرجوت»، معلناً ضرورة التمسُّك بمواصفات الحجر الزراعى المنوطة بصحة المصريين، والمواصفات القياسية العالمية لهيئة «الكودكس»، فى مواجهة قرار مجلس الوزراء رقم 1117، الذى أعلن موافقته بدخول شحنات مصابة بنسب قليلة من أجل سد عجز يصل إلى 50% من المحصول.

يُدرك عصام فايد، أستاذ ميكروبيولوجيا الألبان بجامعة عين شمس، وعميد كلية الزراعة الأسبق، الذى تولى مهام وزارة الزراعة فى حكومة المهندس شريف إسماعيل، خطورة دخول «داء» جديد إلى الأراضى الزراعية المصرية، واضعاً فى اعتباره ما حدث مسبقاً فى تدمير زراعات النخيل بالسوسة الحمراء، حينما قرّر المهندس أحمد الليثى، وزير الزراعة الأسبق، الموافقة على دخول فسائل من دولة الإمارات مصابة بالحشرة، ثم فشلت كل المحاولات فى ما بعد لاجتثاثها من المزارع المصرية، وهو ما تكرّر أيضاً فى ذبابة الفاكهة التى لا تزال تعانى منها حدائق الفواكه حتى الآن، الأمر الذى دفع بالجهات المعنية إلى إعلان دخول شحنات القمح من الموانئ إلى المطاحن مباشرة دون ملامسة الأراضى من أجل إجبار «فايد» على الموافقة، مما دعاه إلى الاستنجاد برئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسى من أجل التصدى لما وصفه بـ«الهجمات الخارجية» على صحة المواطنين.

تكليفات رسمية من وزير الزراعة، الحاصل على بكالوريوس الزراعة قسم التغذية، والذى شغل منصب المستشار الزراعى للسفارة المصرية لدى روما، إلى مركز البحوث الزراعية لعمل دراسات مُعمّقة عن تأثير فطر الأرجوت على التربة النباتية فى مصر، وعدم الاكتفاء بتقرير منظمة الأغذية والزراعة «الفاو»، الذى أفضى إلى إمكانية استخدام القمح الذى لا تزيد نسبة الفطر فيه على 0٫05%، ورفض السماح بدخول أى شحنات مصابة، لحين التأكد من عدم تأثيرها على صحة المصريين بشكل تام، حتى إن كلّفه ذلك القرار الدخول فى صراع مع بعض الجهات الرسمية فى مصر من ناحية، والتصدى لتدخلات السفيرة الفرنسية وبعض الوكالات الأجنبية من ناحية أخرى، خوفاً من زرع بذرة مرضية جديدة فى التربة المصرية، قد تُسبّب أمراضاً لن يكون بمقدور الأدوية الزراعية القضاء عليها فى ما بعد.