بروفايل| "حنفى" و"المصير المجهول"

كتب: هبة أمين

بروفايل| "حنفى" و"المصير المجهول"

بروفايل| "حنفى" و"المصير المجهول"

أمتار قليلة، تفصل بين عتبات أبواب مجلس الوزراء ومجلس النواب، ولكنه فضل أن يأتي مسرعاً، تاركاً اجتماع السلطة التنفيذية، ليشارك أعضاء لجنة الزراعة والري بالبرلمان، اجتماعهم بشأن المحاصيل الاستراتيجية، وذلك بعد ساعات من قليلة من انفراد "الوطن" بأن استقالة وزير التموين خالد حنفى، اقتربت.

بالرغم من الثقة التي، حاول أن يظهر بها جلياً، خلال اجتماع اللجنة، الذي عقد الأثنين الماضي، وتوزيع الابتسامات على من حوله، إلا أن غُصة ما كانت عالقة في حلقه، تظهر رغماً عنه بين الحين والآخر، وحملتها كلماته في بعض الأحيان، وخلال رده على النائب سيد حسن، الذي وصف الوزير بالشخص المثمر ولولا نجاحه لم يكن يتعرض للهجوم، وأنه دائماً يأخذ منه "الفراخ" باعتباره رئيس اتحاد الدواجن، قاطعه "حنفي": مش ليا، أي حاجة دلوقتي يقولك بيبعتها على البيت ياريت توضح.

"حاسس إنى في مكاني الطبيعي".. عبارة قالها الدكتور خالد حنفي، وزير التموين المستقيل، في بداية اجتماع لجنة "الزراعة والري" بالبرلمان، بعد ساعات من الأزمة التي شهدتها أروقة مجلس النواب، بشأن إقامته في فندق سميراميس، منذ توليه منصبه في 2014 الماضي، وحتى أغسطس 2016 بمبلغ قُدر بملايين الجنيهات.

و"ارتحت لما جيت هنا".. هكذا بادل "حنفي" بعض النواب، الذين أشادوا به وبأداءه في تغيير منظومة الخبز، في محاولة منه لخطب ودهم، وذلك قبل أيام من مناقشة تقرير لجنة تقصي حقائق فساد القمح "تحت القبة"، والذي حمل اتهامات لوزير التموين، بشأن فساد المنظومة برمتها، وكذلك عدد من الاستجوابات كان يترتب عليها سحب الثقة منه.

و"ياريت نتقابل كتير الفترة اللي جاية، ونتكلم بشكل فني في هذا المجال، باعتبار اللجنة متخصصة".. جملة تحمل في طياتها رسالة واضحة، ألقى بها "حنفي"، أمام أعضاء لجنة الزراعة، ولكنها في الحقيقة كانت موجهة، للنواب الرافضين لبقاءه في منصبه وتوعدوه بالمحاسبة، ولمن تحدث عن رحيله، بأنه باق في منصبه، وأنه واثق بنفسه.

وكان يجلس "حنفي" على المنصة، ينظر لأخر القاعة بين الحين والآخر، يطمئن لتواجد الحرس الشخصي المرافق له داخل قاعة الاجتماع وليس خارجها.

انتهى اللقاء، وابتهج "حنفي" لالتفاف بعض النواب حوله، وخرج ليلحق باجتماعه مع رئيس الوزراء، دون أن يعلم أنه الاجتماع الأخير "تحت قبة" البرلمان".

لاحقه المحررون البرلمانيون بتساؤلات عن ماتردد بشأن استقالته، ليمتعض وجه "حنفي" ويُسرع خطواته بالرحيل على "السلالم" بعيداً عن المصعد الذي كان سيضطر لانتظاره، ولكن لاحقه بعض محرري البرلمان، وكرروا عليه أمر الاستقالة مرة أخرى، لينظر لهم قائلاً بامتعاض أكثر: المسألة غير مطروحة.

وفي الساعات الماضية، أنقذ "حنفي" نفسه من رُحى البرلمان، الذي كان يتوعد له بسحب الثقة منه، بتقديم استقالته من منصبه كوزير التموين، ولكن تُرى كيف سينقذ الوزير نفسه من البلاغات المقدمة ضده للنائب العام بتهمة الفساد والافساد في منظومة القمح.


مواضيع متعلقة