حصاد «مجلس شورى العلماء»: 36 بياناً لتأييد الإخوان والتحريض على الدولة.. تحولت إلى إدانة للتنظيم بعد 3 سنوات من «رابعة»

كتب: سعيد حجازى وعبدالوهاب عيسى

حصاد «مجلس شورى العلماء»: 36 بياناً لتأييد الإخوان والتحريض  على الدولة.. تحولت إلى إدانة للتنظيم بعد 3 سنوات من «رابعة»

حصاد «مجلس شورى العلماء»: 36 بياناً لتأييد الإخوان والتحريض على الدولة.. تحولت إلى إدانة للتنظيم بعد 3 سنوات من «رابعة»

 

فاجأ مجلس شورى العلماء، أبناء التيار الإسلامى بثلاث شهادات لثلاثة من قياداته هم: عبدالله شاكر، رئيس المجلس، ونائبه محمد حسان، وجمال المراكبى، عضو المجلس، حول أحداث فض اعتصام رابعة العدوية قبل 3 سنوات، حملوا فيها قيادات تنظيم الإخوان مسئولية إراقة دماء المعتصمين، وقالوا إن الرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى كان يشغل منصب وزير الدفاع وقتها، وافق على شروط الإخوان لمنع فض الاعتصام بالقوة إلا أنهم تراجعوا عنها، ما يعنى أن ما يروجه الإخوان عن القتل العمد فى «رابعة» مجرد أكاذيب.

وجاءت شهادات القيادات الثلاثة، مخالفة لـ36 بياناً أصدره مجلس شورى العلماء منذ تأسيسه فى 2011، أيد فيها تنظيم الإخوان بصفة مستمرة، وأكد مساندة النظام الإخوانى الذى حاكم مصر برئاسة محمد مرسى، واتهم الدولة بقتل المتظاهرين.

{long_qoute_1}

فمنذ اللحظات الأولى لإنشاء المجلس بدا واضحاً أنه مجلس لتأييد الإخوان، والمطلع على البيانات يجدها من الوهلة الأولى، تحمل عداءً شديداً للدولة، وتأييداً مطلقاً لتنظيم الإخوان الإرهابى، من البيان الأول حتى الأخير.

قال «شورى العلماء»، فى بيانه الأخير الذى صدر فى 14 أغسطس 2013، إنه يبرأ إلى الله مما تفعله قوات الأمن والجيش من قتل للمتظاهرين السلميين فى ميدانى رابعة العدوية والنهضة وغيرهما، وطالب وزير الدفاع بأن يأمر الجيش والشرطة بالتوقف فوراً عن قتل شعبه، وبأن يلجأ إلى الطرق السلمية والحوار لحل هذه الأزمة، وهو ما جاء مخالفاً للشهادات التى صرحوا بها قبل أيام.

وفى بيانه قبل الأخير الذى حمل رقم «35» هاجم مجلس شورى العلماء الدولة، فى الأحداث التى وقعت عند «المنصة» بالقرب من اعتصام رابعة العدوية، وحمّلها مسئولية الدماء والأحداث.

وأكد المجلس فى بيانه، أن هذه التفرقة أوجدت شقاً فى صف الكيان المصرى، وأشعرت القاصى والدانى بأن المسئولين فى مصر -وهم مسلمون- لا يراعون حرمة الدماء التى حرمها دينهم، فقد جعل الله حرمة دم المسلم أعظم عنده من هدم الكعبة.

وفى بيانه رقم «34»، رفض المجلس هذه الممارسات ودعا الجميع إلى الحوار وحث من سمّاهم بالعقلاء والحكماء وأصحاب النفوذ على احتواء الأزمة سريعاً، قائلاً: «لا يحق أن ينقسم المسلمون فى مصر إلى جيش مع شرطة ضد إسلاميين، فالجميع مسلمون وينبغى مراعاة حرمة دمائهم». ووقع على كافة تلك البيانات الدكتور عبدالله شاكر، والدكتور محمد حسان، والشيخ محمد حسين يعقوب، والدكتور سعيد عبدالعظيم، والشيخ مصطفى العدوى، والدكتور جمال المراكبى، والشيخ أبوبكر الحنبلى، والشيخ وحيد بن بالى، والشيخ جمال عبدالرحمن.

{long_qoute_2}

وكان محمد حسان، قدم استقالته من المجلس فى 2012، قائلاً فيها إنه رفض الاستمرار فى عضوية المجلس، ليبعد عن الدخول إلى المعترك السياسى، وإقحام العلماء أنفسهم فى القضايا السياسية الراهنة التى تأتى على حساب الرصيد الدعوى. فيما قالت مصادر سلفية مقربة من «حسان» إن استقالة كانت نتيجة سيطرة المهندس خيرت الشاطر، نائب المرشد العام للإخوان على الهيئة وابتعادها عن هدفها الأساسى وهو العمل الدعوى، وانغماسها فى العمل السياسى والتحول نحو الاهتمام بعقد التحالفات الانتخابية، إلا أن إصرار مشايخ المجلس على بقاء «حسان» جعله يتراجع عن الاستقالة لاحقاً ويعود إلى «شورى العلماء».

ولم يقف قيادات المجلس عند إدانة الدولة فى بياناتهم، بل شاركوا فى مظاهرات الإخوان، وهناك فيديو لمشاركة وحيد عبدالسلام بالى، عضو المجلس فى حصار مدينة الإنتاج الإعلامى، وقال فى كلمته إن المهندس خيرت الشاطر، نائب المرشد عقد اجتماعاً من مجموعة من قادة التيار الإسلامى، أبلغهم فيها أن التنظيم يجهز ما وصفه بآلاف المقاتلين الموجودين فى أماكن متفرقة بالمحافظات فى انتظار ساعة الصفر، ووجه حديثه للحشود أمام الإنتاج الإعلامى قائلاً: «أيها المجاهدون، أيها المقاتلون، أيها المرابطون المدافعون عن دينكم وشريعتكم، أبشروا فالنصر مقبل، الإسلام مقبل».وأضاف «بالى»: «أبشروا أيها الأحباب، فإن لكم إخوة مئات الألوف منتظرين فى عدة أماكن لساعة الصفر، أبشروا فقد تم ترتيب الأمر، أيها الإخوان أحببت أن أطمئنكم أن هناك إخواناً موجودين فى أماكن بالقاهرة ومنتظرين ساعة الصفر، كما يوجد مرابطون فى محافظات الصعيد والمنوفية والفيوم وكفر الشيخ وغيرها».

وشارك الشيخ سعيد عبدالعظيم، عضو «شورى العلماء» فى اعتصام رابعة، وظل بها طوال الـ47 يوماً يظهر على منصتها داعياً الشباب للثبات فى الميدان، على اعتبار أن ذلك طريق الحق، كما شارك «عبدالعظيم»، فى بيان الفتنة المعروف باسم بيان الكنانة، ووقع عليه ودعا فيه الإخوان للجهاد ضد الدولة، وحثّ الشعب على ما وصفه بالثورة والتصعيد والجهاد ضد الجيش والشرطة.

من جانبه، قال سامح عيد، الباحث فى الحركات الإسلامية لـ«الوطن»، إن «شورى العلماء» السلفى منذ تأسيسه فى ‏2011‏ للنظر فى أوضاع الأمة الإسلامية ودراسة وبحث المستجدات والنوازل المعاصرة على الساحة وإبداء الرأى فيها بما يحقق الخير والنفع للأمة الإسلامية قاطبةً، ويدفع عنها الشر بحسب تعريفهم بأنفسهم، لكن ذلك لم يكن صحيحاً، لأن تنظيم الإخوان كان مسيطراً على هذا المجلس، وشهادات المشايخ الثلاثة كانت مخالفة لكل ما قالوه وقتها، فالمصلحة هى من تحكمهم الآن، وأعتقد أن هناك خلافاً حاداً داخل هذا المجلس، فهو منذ تأسيسه مجلس خاص بخيرت الشاطر، ينفذ تعليماته.

{long_qoute_3}

وقال أحمد بان، الباحث فى الحركات الإسلامية لـ«الوطن»، إن هؤلاء المشايخ أدركوا أن مركب الإخوان غارقة لا محالة، وأن الالتصاق بها يغرقهم، وربما تحسبوا فى البداية لمشاعر الألم الناتج عن «رابعة» وأحداثها، وغيرها من المشاهد التى استنكروها، ثم آثروا الصمت وعندما أفاقوا من سكرة الحزن والتعاطف الإنسانى، وبدأت الأمور تتضح أكثر وأدركوا أن كل ما جرى كان مآلا طبيعياً لسلوك الإخوان وقياداتهم، فعادوا أدراجهم يحاولون التمايز عن الإخوان بعد أن جسدت مشاهد رابعة وما تلاها حالة التحام قوى بين كل هذه الأطياف، فهم يريدون الحفاظ على حياتهم ووجودهم المعنوى، بينما استمرار الالتصاق بالإخوان أكثر من ذلك سيعزز فكرة كونهم جزءاً من مشروع الجماعة، ما يجعلهم فى مرمى أى إجراءات يتخذها النظام ضد التنظيم، فهم يريدون البقاء ويحرصون على الوجود وعدم تصنيفهم كجزء من الإخوان.

وقال خالد الزعفرانى، القيادى الإخوانى المنشق لـ«الوطن»، إنه لا يوجد شىء اسمه مجلس شورى العلماء، فهؤلاء مجموعة من الناس كانوا يؤيدون الجماعة وقت حكم مرسى، وتحديداً كانوا يؤيدون بعض الأشياء التى فعلها «مرسى» ويرون أنها صحيحة، لكن حينما اختلفوا معهم أظهروا موقفهم المخالف والمعترض سواء بالانسحاب من المشهد أو إظهار الاعتراض كما حدث مؤخراً، فانسحابهم الكامل من المشهد يوضح حالة عدم الوفاق».

وأضاف: «ليس هناك شىء اسمه مجلس شورى العلماء، لأن هؤلاء ليسوا علماءً وإنما دعاة، العلماء الحقيقيون فى الأزهر ومجمعاته كمجمع البحوث الإسلامية ومجالسه، وليس مقبولاً أن يطلق على مجموعة الدعاة مصطلح علماء، فالدعاة مواقفهم متغيرة وهذا مقبول، بخلاف العلماء الذين يتخذون مواقف رصينة وجلية، فهم لم يكونوا إخواناً ومن الخطأ أن نحسبهم على الإخوان وإنما مجرد مؤيدين وتراجعوا عن مواقفهم بحثاً عن مصالحهم».

وقال محمد الأباصيرى، الداعية السلفى إن شهادات قيادات «شورى علماء» كذب وزور، فهم ليسوا كباراً ولا علماءً، فبعد مرور نحو ثلاث سنوات على دعمهم الإخوان لإضفاء الشرعية على إجرامهم وإرهابهم واعتصامهم، بل وتكفيرهم للدولة والجيش والشعب، لم يجدوا أمامهم إلا النفاق الرخيص، للتقرب من النظام والحكومة.

وأضاف: «هؤلاء هم المنافقون الجدد من خدم كل سلطان وعباد كل حاكم، ومتملقو كل صاحب ملك، لكن لم يعد لهم مكان فى دنيانا ولا فى بلدنا بعد أن كشفهم المصريون على حقيقتهم وألقوهم فى كهوف النسيان، وأدعو الرئاسة والحكومة لأن تتجاهل أمثالهم ولا تنظر إلى كلامهم ونفاقهم وتملقهم، لأنهم أول من يقفزون من السفينة عند غرقها، وهم آخر من يصعدون إليها، واعتادوا عض الأيدى التى تمتد إليهم بالإحسان».


مواضيع متعلقة