حوار «حسان» مع «الوطن» يفجر «الإخوان» من الداخل

كتب: سعيد حجازى وعبدالوهاب عيسى

حوار «حسان» مع «الوطن» يفجر «الإخوان» من الداخل

حوار «حسان» مع «الوطن» يفجر «الإخوان» من الداخل

كشفت الشهادات التى أطلقها أعضاء مجلس شورى العلماء السلفى، حول أحداث فض اعتصام رابعة، التى وقعت قبل 3 سنوات، عن أن قيادات تنظيم الإخوان مسئولون عن إراقة دماء المعتصمين، وأن الدولة بريئة من تلك الدماء، وأن الرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى كان يشغل منصب وزير الدفاع، القائد العام للقوات المسلحة وقتها، رفض فض الاعتصام بالقوة، ما يعنى أن ما يروجه الإخوان عن القتل العمد فى رابعة مجرد أكاذيب.

وجاءت هذه الشهادات لـ3 من قيادات السلفيين، هم: محمد حسان، وعبدالله شاكر، وجمال المراكبى مساء أمس الأول، فى شكل بيانات أصدروها حول الوساطة التى قاموا بها قبل فض الاعتصام، فى محاولة منهم لحقن دماء المصريين، وذلك بعد أيام قليلة من حوار «الوطن» مع الشيخ محمد حسان، الذى أثار ردود فعل واسعة، على مختلف الأصعدة السياسية داخل مصر وخارجها. «الوطن» ترصد فى السطور التالية آثار تلك الشهادات على المشهد السياسى والارتباك الذى يسيطر على الوضع داخل صفوف التنظيمات الإسلامية حالياً، كما ترصد الدعوات التى أطلقها بعض السياسيين للشباب بعصيان أوامر القيادات، والحلول التى يرونها ضرورية للخروج من الأزمة الحالية، التى يؤكدون خلالها أن الحديث عن الحل لا يزال سابقاً لأوانه.. المزيد من التفاصيل فى السطور التالية:

تسببت شهادات أعضاء مجلس شورى العلماء السلفى، حول الوساطة التى قاموا بها قبل فض اعتصامى رابعة والنهضة، والتى أدلى بها كل من الشيخ محمد حسان، والدكتور جمال المراكبى، والدكتور عبدالله شاكر، أمس الأول، فى إحداث ارتباك بين صفوف التيار الإسلامى، وشهدت بعض الصفحات التابعة للتيار هجوماً على «حسان» ورفاقه، فيما تباينت آراء شباب الإخوان والسلفية حول الأحداث.

{long_qoute_1}

وقال سامح عبدالحميد، القيادى بالدعوة السلفية، إن شهادة حسان تؤكد أن الجماعة خانت الشباب وغررت بهم، كما خانت الأمانة التى وضعها بين يديها أبناء التيار، وتظهر تلك الشهادات كيف رفض قادة الإخوان محاولات التفاوض بعنجهية فارغة، وأضاف لـ«الوطن»: «لم يكتفوا بذلك، بل سعوا لتشويه الشيخ، لأنهم يعلمون أنه لن يرد عليهم لعقله وحكمته، ولكن يوم الحقيقة جاء ولن ينفع الندم.

ودعا الدكتور كمال الهلباوى، القيادى الإخوانى المنشق، شباب الإخوان لعدم اتباع أوامر قياداتهم. وأضاف: هؤلاء القيادات كانوا يقفون حجر عثرة، أمام أى تسوية فى أثناء الاعتصام وأدعو الشباب لأن ينظروا إلى خدمة الوطن والدين وألا يتبعوا القيادات التى ضللتهم وسبّبت الكوارث.

وقال وليد البرش، القيادى المنشق بالجماعة الإسلامية، إن الأسلحة لم تغادر اعتصامى رابعة والنهضة، و«الإخوان» أرادت أن تصنع مظلومية جديدة، من خلال التضحية بأكبر عدد ممكن من أبناء التيار الإسلامى فى عملية الفض، على أن تتولى أجهزتها الإعلامية النفخ فى هذه الصورة للتغطية على جرائمهم، لكن شهادات قيادات التيار السلفى أنهت تلك الهالة. {left_qoute_1}

وأضاف أن «الإخوان» عملت على تشكيل قوى مسلحة لها وإعادة الحياة، بجناحها المسلح، عبر عدة وسائل، منها التحالف مع الجماعات الجهادية كالجماعة الإسلامية والجهاد والتكفير وتنظيم القاعدة، وإرسال عناصرها للتدريب فى غزة هناك، وهذا ما كشفته قضية خليل الصعيدى، الحارس الشخصى لخيرت الشاطر، ثم توفير أجواء آمنة لإقامة معسكرات للجهاديين للتدريب على السلاح فى سيناء، وإطلاق سراح قيادات الجهاد والتكفير المحكوم عليهم بالإعدام، وتنظيم مظاهرات للضغط على المجلس العسكرى للإفراج عن محمد الظواهرى، كل ذلك ظهرت نتائجه فى اعتصام رابعة، فقد كان اعتصاماً مسلحاً وكان خطابه تكفيرياً يعتمد على التحريض ضد الدولة والجيش والشرطة وتكفير كل من يقف الجماعة الإرهابية.

وقال سامح عيد، الباحث فى شئون الحركات الإسلامية، إن شهادة مشايخ السلفية، التى برّأت الرئيس عبدالفتاح السيسى من فض الاعتصام، وأكدت أن الإخوان هم من أصروا على الاعتصام، شهادة وفاة لتحالف الجماعة، وأضاف: تلك الشهادات من شأنها تشتيت القواعد السلفية التى كانت موجودة مع الإخوان، وقد تُضعف تحالفهم، فالسلفية سينسحبون من هذا التحالف، لأن الثقة انعدمت بينهم وبين الإخوان، كما أن الانقسام والضعف ضربا التنظيم، خصوصاً بعد حديث أحمد المغير حول تسليح اعتصام رابعة. {left_qoute_2}

وقال عاصم عبدالماجد، القيادى بالجماعة الإسلامية، إن الإخوان كانوا مخطئين فى هجومهم على الشيخ حسان، وأضاف على صفحته على موقع التواصل «فيس بوك»: «منذ عام وأنا أنصحهم بألا يفتحوا علينا جبهة الشيخ محمد حسان ومن معه، فما أطاعونى، وانطلقوا يسبونه عاماً كاملاً بل يزيد، فشبهوه بالحمار وسبه سفهاؤهم بأبيه وأمه وعرضه وتجاوزوا كل الحدود وهاجمونى معه، لأنى رفضت حملتهم غير المهذبة على الرجل وطالبتهم بالسكوت حتى جاء الحوار الأخير مع (الوطن) الذى اقترح فيه مسألة الدية، وكانوا يستطيعون التعامل بكياسة فيصدرون بياناً مقتضباً من سطر واحد يقولون فيه نرفض هذا الاقتراح، لكن بدلاً من ذلك انطلقت حملة سباب وشتائم بمنطق «وإذا خاصم فجر»، وقد حاولت مداواة المسألة، فكتبت رسالة أدعوه فيها للسكوت وعدم تفجير هذه المسائل إعلامياً، فجاءت الشهادات على قناة الرحمة له، وللشيخ عبدالله شاكر، والشيخ جمال المراكبى، للرد على الإخوان وإظهار الحقائق، وقد شنت الإخوان بعد الحلقة حملة مضادة، ما سيدخلنا فى حلقة مفرغة من الحملات المضادة، وهلم جرا، وأوضح عبدالماجد أن تلامذة هؤلاء الشيوخ أكثرهم كان معنا فى الاعتصام ومعظمهم متعاطف معنا، وأن الجماعة ستخسر هذا التعاطف وكذلك تعاطف عامة الشعب الذى استمع لثلاثتهم وهم ينتقدونكم».

وتابع: «لست صاحب هوى كى أفرق بين موقف محمد حسان، والقيادى الإخوانى راغب السرجانى، وكلاهما كان رافضاً لاعتصام رابعة، ولست صاحب هوى كى أتصيد لمحمد حسان كلمة لا تعجبنى من هنا وهناك». واستطرد: «مذهبى واحد ممن أيّدنا ولو فى قليل من الحق قبلنا منه وشجعناه أن يكمل الطريق، ومن سكت عنا سكتنا عنه، ولم نهيجه علينا، لأن الأعداء كثيرون ولسنا بحاجة لزيادتهم واحداً».

وقال محمد محسوب، الوزير الأسبق والقيادى بحزب الوسط، معلقاً على هجوم الإخوان على حسان: «الشيخ محمد حسان من الأفاضل الذين أجل علمهم وأقدر مقامهم، ولا أملك تعليقاً على ما قاله بشأن وساطة لجنة العلماء التى لم أكن حاضراً فيها ولا طرفاً فى الاستماع أو الاطلاع، تاركاً الأمر لمن كان طرفاً».

وفى المقابل، هاجم مجدى سالم، القيادى فيما يسمى بـ«تحالف دعم الشرعية»، «حسان» قائلاً: «أينما أرادوا تعبيد شباب الإسلام لطاغوت ما، أرسلوا محمد حسان يجادل عن الذين يختانون أنفسهم، فهؤلاء هم الأئمة المضلون»، فيما وصف الكاتب الصحفى سليم عزوز المؤيد للمعزول محمد مرسى، الشيخ «محمد حسان» بـ«مخبر الأمن»، وقال إنه ورفاقه يعانون من خلل نفسى لا أكثر، مطالباً شباب الإخوان بألا يشغلوا بالهم بكلام «حسان»، وأن المشايخ الثلاثة يعيشون فى صحراء التيه.

وقال محمد الأباصيرى الداعية السلفى، إن شهادة جمال المراكبى وحسان وشاكر، أعضاء مجلس شورى العلماء السلفى حول فض اعتصامى رابعة والنهضة، يكشف عن خبث هؤلاء المشايخ ونفاقهم للدولة. وأضاف: إذا لم يكونوا منافقين متملقين خونة، فلماذا سكتوا كل هذه المدة ولم يتكلم واحد منهم بشهادته سوى الآن وبعد مرور هذه السنين، وحدوث هذه الفتن والقلاقل؟، ولا شك أنهم كانوا ينتظرون عودة الإخوان لينافقوهم كعادتهم دائماً، ولما طال الانتظار ولم يرجع الإخوان إلى الحكم، وتيقنوا من عدم عودتهم، وأن القطار يسير إلى الأمام، وأنه لن يعود أبداً إلى الخلف، أرادوا أن ينافقوا القيادة الحاكمة ويغازلوها، ليعودوا إلى الساحة والمشهد مرة أخرى. وتابع: لكننى أقول لـ«حسان والمراكبى وشاكر» إن المصريين قد لفظوكم وإلى الأبد، وكشفوكم على حقيقتكم الخبيثة، وأسقطوا الأقنعة المطاطية عن وجوهكم، فعرفوا سحنتكم القبيحة على حقيقتها، فألقوكم فى مزابل التاريخ، ولن يخرجوكم منها أبد الدهر.

 


مواضيع متعلقة